النظام السوري يترقب الرد على «الكيماوي».. وروسيا تتدخل بـ«الفيتو»

الأربعاء 11 أبريل 2018 05:04 ص

وسط تصريحات القادة الغربيين ضده، يترقب النظام السوري، بحذر وقلق، الضربات التي تتهيأ الأجواء الدولية لتوجيهها ضده عقب الهجوم الكيميائي، الذي نفذه في دوما قرب دمشق، وأدى إلى مقتل العشرات.

وتواصل قوات النظام السوري وحلفاؤها من جنسيات سورية وغير سورية استنفارها، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي أكد أن الاستنفار بدأ منذ منتصف ليل الإثنين/الثلاثاء، على أن يستمر لمدة 72 ساعة، وذلك في استعدادات لقوات النظام، تحسباً لضربات محتملة قد تنفذها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، ضد قوات النظام على الأراضي السورية.

وأشار إلى «أوامر وصلت من قيادة النظام عبر برقيات، بوجوب تنفيذ استنفار كامل وفوري يستمر لـ 72 ساعة، ضمن كامل القواعد العسكرية والمطارات في العاصمة دمشق ومحافظات ريف دمشق والسويداء وحمص وحماة وطرطوس واللاذقية ودير الزور».

إضافة إلى هذه الاستعدادات التي تعكس حالة الذعر عند النظام، أشارت تقارير صحفية إلى أن الرئيس السوري «بشار الأسد» كثّف اتصالاته مع الروس أمس، في إشارة إلى القلق الذي يعيشه بعد التهديدات بتوجيه ضربات ضد نظامه.

وفشل مجلس الأمن، مساء الثلاثاء، في تبني مشروعي قرارين روسي وأمريكي بشأن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا بعدما استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار أمريكي، فيما رفض 7 أعضاء مشروع القرار الروسي.

واستخدمت روسيا الفيتو ضد مشروع قرار أمريكي حول آلية تحقيق جديدة بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

واقترحت واشنطن -المدعومة من غالبية الدول الـ15 الأعضاء في المجلس- في مشروع قرارها إنشاء «آلية تحقيق جديدة مستقلة في الأمم المتحدة» حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وستكون لآلية التحقيق الجديدة ولاية أساسية لمدة عام قابلة للتجديد.

ويدين مشروع القرار الأمريكي الهجمات التي نفذها النظام السوري بالسلاح الكيميائي في بلدة دوما السورية، السبت الماضي، وأوقعت عشرات الضحايا.

واعتبرت موسكو بعض العناصر الواردة في مشروع القرار الأمريكي «غير مقبولة».

وهذا الفيتو الـ12 الذي تستخدمه روسيا في مجلس الأمن بشأن الحرب السورية منذ اندلاعها عام 2011.

وبعد استخدامها الفيتو ضد المشروع الأمريكي، طلبت روسيا من مجلس الأمن التصويت على مشروع قرار أعدته في الصدد ذاته، ويقضي، أيضا، بتشكيل آلية للتحقيق في الأسلحة الكيميائية في سوريا.

لكن المجلس صوت ضد المشروع الروسي بأكثرية سبعة أصوات مقابل ستة وامتناع اثنين عن التصويت.

والنص الروسي الذي سقط في التصويت يمنح مجلس الأمن القرار النهائي في اعتماد أو رفض نتائج التحقيقات التي تخلص إليها آلية التحقيق.

ورفضت الدول الغربية هذا النص خصوصا لأنه يحرم في نظرها آلية التحقيق من الاستقلالية اللازمة للقيام بعملها.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس «دونالد ترامب» قرر إلغاء أول رحلة رسمية كان من المقرر أن يقوم بها لأمريكا اللاتينية هذا الأسبوع للتركيز على الرد على الهجوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا.

وذكرت المسؤولة الإعلامية في البيت الأبيض «سارة ساندرز»، في بيان أنه «بناء على طلب الرئيس سيسافر نائبه بدلا منه، وسيبقى الرئيس في الولايات المتحدة لتوجيه رد الفعل الأمريكي إزاء سوريا ومتابعة التطورات حول العالم».

وقال أمير قطر الشيح «تميم بن حمد» خلال لقائه الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» أمس الثلاثاء، إن بلاده تقف إلى جانب الولايات المتحدة في مواجهة حكومة الرئيس السوري «بشار الأسد».

وقال الشيخ «تميم»: «أنا والرئيس نرى أنه يتعين وقف هذا الأمر على الفور. لا يمكن أن نتسامح مع مجرم حرب. لا يمكن أن نتسامح مع شخص قتل أكثر من نصف مليون من أبناء شعبه. هذا الأمر يجب إنهاؤه على وجه السرعة».

من جانبه، كشف ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، أن بلاده قد تكون طرفا في تحرك عسكري في سوريا إذا اقتضت الضرورة.

وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» بالعاصمة باريس، عقب مباحثات جمعتهما، إن بلاده «لن تتأخر في المشاركة بعمل عسكري مع حلفائها ضد النظام السوري إذا استدعى الأمر».

وكان «بن سلمان» يرد على سؤال بشأن تصريحات سابقة له، قال فيها إن «(بشار) الأسد باق في السلطة» بسوريا، وما إذا كانت بلاده ستشارك في ضربات عسكرية فرنسية وأمريكية ضد النظام في حال تم اتخاذ قرار بذلك، حسب صحيفة «الشرق الأوسط».

رئاسة الوزراء البريطانية قالت إن رئيسة الوزراء «تيريزا ماي» اتفقت مع «ترامب» والرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» على أن العالم يجب أن يرد على هجوم دوما.

واتفقت «ماي» التي أجرت اتصالين منفصلين مع الرئيسين الأمريكي والفرنسي على أن الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا «مستهجن تماما» وإذا تأكد ذلك فإنه يمثل دلالة أخرى على الوحشية المروعة التي يبديها نظام «بشار الأسد».

وقالت متحدثة باسم مكتب «ماي» بعد الاتصالين الهاتفيين: «اتفقوا على ضرورة أن يرد المجتمع الدولي من أجل تعزيز الحظر العالمي لاستخدام الأسلحة الكيماوية».

وحسب الصحف البريطانية، فإن «ماي» طلبت ضرب النظام السوري من دون انتظار تصويت لمجلس الأمن، وإلا فإن نظام «الأسد» سيعتبر ذلك «بطاقة مفتوحة» لمزيد من الهجمات الكيميائية.

«ماكرون» عاد، وأكد أن بلاده ستعلن «خلال الأيام المقبلة» ردها على الهجوم الكيميائي، وفي حال قررت شن ضربات عسكرية فسوف تستهدف «القدرات الكيميائية» للنظام من غير أن تطال «حليفيه» الروسي والإيراني.

وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» «خلال الأيام المقبلة، سنعلن قراراتنا والقرارات التي قد نتخذها لن تهدف في أي من الأحوال إلى ضرب حلفاء النظام أو مهاجمة أي كان، بل ستستهدف القدرات الكيميائية التي يملكها النظام»، مؤكدا أن فرنسا «لا ترغب بأي تصعيد».

وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها قررت إرسال بعثة تقصي حقائق إلى دوما.

وذكر بيان صادر عن المنظمة نشر في موقعها على الإنترنت أن «سكرتارية المنظمة قدمت طلبًا للجمهورية العربية السورية للقيام بالتحضيرات اللازمة قبل وصول البعثة».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سوريا دوما مجلس الأمن فيتو روسيا هجوم كيماوي بشار الأسد