تباين بالصحف البريطانية حول التدخل العسكري الأمريكي في سوريا

الأربعاء 11 أبريل 2018 01:04 ص

تباينت ردود أفعال الصحف البريطانية، حول التدخل العسكري الأمريكي في سوريا ردا على مجزرة الكيماوي التي نفذها رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، قبل أيام، بحق سكان مدينة دوما، شرقي دمشق.

وأشارت صحيفة «الغارديان» إلى قرار سابق بتدخل القوات الربطانية في ليبيا والعراق، حيث وصفت الأمر بغير الصائب لأنه كان مبنيا على تنبؤات مبالغ فيها وخلف دمارا كبيرا.

وترى الصحيفة أن «حالة سوريا مختلفة»، قائلة إن «نظام بشار الأسد يستخدم أسلحة كيميائية فتاكة ضد المدنيين».

ومع ذلك، لا ترى «الغارديان» التدخل العسكري إلى جانب «ترامب» حلا مقبولا لأسباب عدة.

وأبرزت الصحيفة عدم قناعتها «بأن ترامب حريص فعلا على حقوق الإنسان، أو معني بشكل جدي بما يحدث في سوريا، خاصة أنه أعلن قبل أيام نيته سحب 2000 عسكري أمريكي يعملون مستشارين للمعارضة هناك».

كما ترى الصحيفة أن «إطلاق بضعة صواريخ لن يغير من توازنات القوى على الأرض، فالأسد مدعوم من روسيا وإيران، ودعمهما له هو ما مكنه من ممارسة سياسته».

وطالبت الصحيفة بريطانيا بالتحلي بالحكمة والشجاعة كأن تشترط رحيل «الأسد» لإعادة إعمار سوريا، إضافة إلى المساهمة بعمليات الإغاثة الإنسانية والتعامل مع أزمة اللاجئين، بالسماح لمزيد منهم بالقدوم إلى بريطانيا عوضا عن التدخل العسكري.

على النقيض، طالبت صحيفة «الديلي تلغراف» اللندنية في مقال للكاتب «كون كوغلين» حكومتها بالوقوقف إلى جانب الولايات المتحدة في أي خطوة تتخذها.

وقال الكاتب: «كانت بريطانيا دائما الدولة التي تقف إلى جانب أمريكا، بينما لعبت فرنسا وألمانيا الدور الثاني».

وتابع: «إلا أن هذه الفترة أصبحت بريطانيا لاعبا بعد فرنسا، حيث أن ترامب جعل منها محطته الدبلوماسية الأولى في التشاور بشأن الوضع في سوريا وكيفية الرد».

ويرى «كوغلين» أن «بريطانيا إذا أرادت الحفاظ على علاقتها مع الولايات المتحدة فعليها أن تظهر لواشنطن أنها جديرة بالثقة وأنها لن تخذلها كما فعلت حين طلب منها في المرة الماضية التدخل عسكريا ضد نظام الأسد».

وذكر الكاتب البريطاني «بما جرى في مجلس العموم عام 2013، عندما فشل رئيس الوزراء آنذاك ديفيد كاميرون بإقناع المجلس بالسماح له بالانضمام إلى الإدارة الأمريكية في قصف قوات الأسد».

وكان البيت الأبيض، أعلن الثلاثاء، أن «ترامب»، ألغى رحلته إلى قمة الأمريكيتين في بيرو، من أجل الإشراف على «الرد» فيما يتعلق بالشأن السوري.

وجاء في البيان: «سيبقى الرئيس في الولايات المتحدة للإشراف على الرد الأمريكي على سوريا، ولمراقبة التطورات حول العالم».

وكان «ترامب» قد توعد بالرد على الهجوم الكيماوي الذي نفذه النظام السوري على مدينة دوما وأودى بحياة العشرات، واصفا «بشار الأسد» بأنه «حيوان» وأنه «سيدفع ثمنا باهظا لما فعله».

ومنذ ساعات، أعاد الرئيس الأمريكي تأكيده على احتمالية قوية لرد عسكري أمريكي في سوريا، قائلا: «موعدنا مع بشار الليلة أو بعد قليل».

يأتي ذلك بالتوازي مع تحذير روسي من أن تصل الأمور في سوريا إلى مستوى التهديد باندلاع مواجهة عسكرية بين روسيا والولايات المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

سوريا التدخل العسكري بريطانيا أمريكا ترامب