«ن. تايمز»: هذه خارطة تمركز القوات الأمريكية والروسية والإيرانية في سوريا

الخميس 12 أبريل 2018 05:04 ص

يعِد الرئيس «ترامب» بشن ضربات صاروخية ضد سوريا لمعاقبة حكومة الرئيس «بشار الأسد» على هجوم يشتبه أنه تم بأسلحة كيماوية في 7 أبريل/نيسان الجاري على إحدى ضواحي دمشق.

لكن اختيار «ترامب» للأهداف يتعقد بسبب وجود القوات الروسية والميليشيات الإيرانية، التي تدعم قوات «الأسد» في الحرب الأهلية السورية التي دامت 7 سنوات.

وقد قتل 40 شخصاً كما أصيب العشرات في الهجمات المشتبه فيها على ضاحية دوما في دمشق في مطلع الأسبوع، ومنذ ذلك الحين وعد «ترامب» مراراً وتكراراً بضرب سوريا، كما فعل في العام الماضي عقب هجوم كيميائي قاتل في محافظة إدلب، وربما يسحب هذا الولايات المتحدة إلى صراع أوسع.

نمو عسكري أمريكي

ركزت القوات الأمريكية في سوريا بشكل رئيسي على محاربة الدولة الإسلامية في شمال شرق البلاد، وقد هبطت القوات الأمريكية على أرض الحرب في سوريا في أواخر عام 2015 مع مجموعة صغيرة من قوات العمليات الخاصة، على أمل إقامة تحالف مع الميليشيات المحلية والجماعات المتمردة التي يمكن أن تقاتل «الدولة الإسلامية».

في الأشهر التي تلت ذلك، تنامى عدد القوات الأمريكية، وقام حلفاؤها الأكراد والعرب، الذين عرفوا فيما بعد باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، بشن هجمات برية أدت في النهاية إلى فقدان معاقل الدولة الإسلامية في مدن منبج الشمالية وعاصمتهم الفعلية في الرقة.

هناك حالياً ما يقدر بنحو 2000 جندي أمريكي في سوريا، وفقاً لما يقوله البنتاغون، وقد أدى تدفق القوات إلى تحويل ما كان فرقة أولية من الكوماندوز في شاحنات صغيرة مدرعة إلى نسخة محدودة من الوجود العسكري المترامي الأطراف في العراق المجاور.

وتنتشر هذه القوات عبر مئات الأميال من الأراضي السورية، من المناطق الكردية في منبج حيث يمكنها التعامل مع هجوم تركي محتمل، إلى وادي نهر الفرات الأوسط ، حيث لا تزال بقايا «الدولة الإسلامية» موجودة في شرق البلاد.

قرب غير مريح

وقال البنتاغون إنه يركز على القضاء على متشددي تنظيم الدولة، وأنه يقاتل في مناطق قريبة بشكل غير مريح من القوات السورية والقوات الإيرانية، وقد اضطرت قوات الولايات المتحدة إلى تفادي احتكاك المجال الجوي مع الطائرات المقاتلة الروسية في سوريا.

لكن القوات الأمريكية قطعت مسارات مرتزقة روس وميليشيات مدعومة من إيران، بما في ذلك معركة ضارية في فبراير/شباط وأيضا على الحدود العراقية في الربيع الماضي.

وفي يونيو/حزيران، أسقطت طائرة عسكرية أمريكية طائرة حربية سورية كانت تحاول قصف المقاتلين المدعومين من أمريكا على الأرض.

وكنتيجة لذلك، أدى المزيج الذي جمع بين جهات أجنبية ومقاتلين وحلفاء محليين إلى إثارة غضب القادة الأمريكيين الذين يحاولون إبقاء قواتهم بعيدة عن الأذى دون وقوع مواجهة دولية.

تطور الوجود الأمريكي

يشمل الوجود الأمريكي في سوريا، إلى جانب وحدة قوات العمليات الخاصة، القوات التقليدية المكلفة بحماية المواقع الريفية، والمهندسين لبناء القواعد، والطيارين لعمليات الطيران والمدربين للقوات السورية الديمقراطية، وفقاً لما يقوله مسؤولون في الدفاع.

عندما وصلت القوات الأمريكية لأول مرة إلى سوريا، كان هدفها الأساسي أن تضمن أن القوات المحلية التي تقاتل تنظيم الدولة مدربة بشكل جيد ومجهزة ويمكنها أن تهاجم مع قدر من الدعم الجوي، ولكن مع تقدم الحملة، احتاجت القوات الأمريكية إلى ترقية نظام اللوجستيات ومجموعة من القواعد لدعم القتال. (الخارطة: التواجد العسكري الأجنبي في سوريا)

في أوائل 2016، ظهر مهبط هليكوبتر محسّن في شمال شرق سوريا بالقرب من الحسكة، وبعد عدة أشهر، تم تصوير قوات العمليات الخاصة البريطانية في قاعدة بالقرب من تقاطع الحدود بين سوريا والأردن والعراق إلى الجنوب، بعد ذلك تحولت القاعدة المعروفة باسم «التنف»، إلى مركز رئيسي للقوات الأمريكية والمعارضين السوريين المتحالفين عندما حولوا هجومهم نحو وادي نهر الفرات.

في ذلك الربيع، تقدمت القوات الأمريكية والكردية والعربية تجاه مدينة منبج، وبدأت القوات الغربية - بما في ذلك عدد من طائرات الهليكوبتر الهجومية والناقلة - في الظهور في صور الأقمار الصناعية عند مصنع للأسمنت يقع بين منبج والرقة.

بحلول نهاية صيف عام 2016، استعاد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والقوات المحلية، مدينة منبج من الدولة الإسلامية، وزاد البنتاغون عدد قوات الولايات المتحدة في سوريا إلى خمسمائة.

ومع تقدم قوات سوريا الديمقراطية للاستيلاء على الرقة في حزيران/يونيو الماضي، ظهرت لقطات فيديو التقطتها شبكة CBS، كشفت عن قاعدة جوية أمريكية جنوب مدينة كوباني على الحدود التركية، وكانت القاعدة - القادرة على استقبال طائرات شحن أمريكية كبيرة - قد اكتملت مع مدرج قادر على العمل وخيام للقوات التي تتدفق إلى البلاد.

المصدر | نيويورك تايمز

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا أمريكا إيران قواعد عسكرية