صحف ألمانية تتساءل: هل «ترامب» في كامل قواه العقلية؟

الخميس 12 أبريل 2018 05:04 ص

بعد تصريحات الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، الأخيرة، توقع غالبية المعلقين في الصحف الألمانية ضربة عسكرية قريبة في سوريا، ولكن هل رحبوا  بالضربة؟ تقرير «دويتشه فيلله» يحاول الإجابة.

قرار صائب بأداة إعلان طائشة

صحيفة «بيلد» الشعبية انتقدت في تعليقها انتقاء «ترامب» لكلماته، غير أنها رحبت بضربة أمريكية على سوريا، وكتبت تقول:

«لا يجوز أن يبقى هجوم كيماوي على مدنيين بدون رد من العالم المتحضر؛ إذ إن القانون الدولي يحظر الغاز السام أكثر من أي شيء آخر.

ودونالد ترامب يخاطر بذلك، خلافاً لسلفه، بالدخول في نزاع حقيقي مع روسيا، وهذا لا يمكن تفاديه وصحيح أيضاً؛ فبدون فلاديمير بوتين، لما ظل الديكتاتور السوري في السلطة منذ مدة طويلة، وبدون أن ينسحب الجيش الروسي، فإن المذبحة لن تنتهي أبداً في سوريا وكذلك التهديدات ضد الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا (...) كما أن الرئيس الأمريكي يريد شيئاً آخر، وهو حشد تحالف كبير خلفه يضم دولاً أوروبية وعربية.

وهذا كان سيكون أمراً ذكياً لو لم يشوش ترامب عليه ويعيقه بغروره، فالسخرية من روسيا عبر إرسال رسالة قصير (عبر تويتر) أمام أعين العالم هو بصفة مقلقة أمر طائش».

أما صحيفة «فيستفالن بوست» الصادرة في مدينة هاغن فاتخذت موقفاً واضحاً في معارضة أي هجوم أمريكي على  سوريا، وكتبت تقول:

«ترامب شخص لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، سلفه أطلق تهديدات كثيرة بدون فعل شيء، وبالرغم من ذلك فإن إعلان الرئيس الأمريكي مهاجمة الروس في سوريا خاطئ، لأن ذلك يجر العالم، كل العالم، إلى حافة الحرب».

نظام «الأسد» والخطوط الحمراء

وكتبت مجلة «شبيغل» في موقعها الإلكتروني حول الوضع في سوريا قائلة:

«الغرب يجب أن يظهر بأنه لن يترك أي فظاعة من الأسد تمر هكذا وبأنه يعبأ بما يحصل في سوريا، وأنه توجد بالتحديد خطوط حمراء لا يحق تجاوزها (...) ونظراً للوضع غير المستقر المثير للقلق في المنطقة والفاعلين المتعددين في ساحة الحرب السورية يجب الانتباه بدقة إلى من تُوجه العملية العقابية وما هو حجمها (...)

هناك خطر أن يتم استهداف جنود روس بغير قصد في ضربة أمريكية، لكن ترامب يوحي بأن ذلك يمكن أن يحصل عن قصد.

وتهديد بلد يشعر بأنه في كل الأحوال محاصر من الغرب بهذه الطريقة المهينة أمر غير مسؤول، ومن ثم يصبح التوصل إلى حل دبلوماسي مشترك لنزاع سوريا أصعب من أي وقت مضى.

لكن استهتار ترامب الطفولي أسوأ من هذا: إنه يتسبب في حرب بين القوى الكبرى، إن انعدام مسؤوليته مخيف».

إشعال برميل البارود

وحتى صحيفة «راين تسايتونغ» المحلية في ولاية راينلاند-بفالتز تبقى متشككة في تعليقها، وكتبت تقول:

«بدون وجود فكرة حول ماذا سيحصل بعدها في سوريا، فإن الضربة العسكرية لا معنى لها، بالعكس قد يشعل ترامب فتيل برميل البارود الذي سيحرق كامل المنطقة، لأن سوريا هي العقدة التي تلتقي فيها جميع نزاعات الشرق الأوسط».

من جهتها كتبت صحيفة «فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ» الواسعة الانتشار في تعليقها ما يلي:

«يسأل المرء نفسه هل هذا الرجل ما يزال يملك قواه العقلية بالفعل (...) والحديث بهذا الشكل في نزاع قد يؤدي إلى تصادم عسكري أمريكي مع روسيا لا يتناسب مع مسؤولية منصب كان شاغله في السابق قائداً للعالم الحر، فهذه لغة زعيم فرقة موسيقى روك».

أخيرا صحيفة «ألغماينه تسايتونغ» انتقدت هي الأخرى« ترامب»، وتساءلت في تعليقها قائلة: «ألا يوجد من يحول دون تسجيل ترامب الدخول في حسابه على موقع تويتر؟ (...) كيف يمكن أن يكون المرء بهذا الغباء باستفزاز الخصم بهذا الشكل بحيث لا يمكن بعدها تقريباً تفادي التصعيد؟».

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة ترامب قصف سوريا كيمياوي رد فعل نظام الأسد حرب أوباما طيش