غموض حول الرد على «الأسد».. ترامب لم يتخذ قراره النهائي

الجمعة 13 أبريل 2018 06:04 ص

غرق الرد الأمريكي المحتمل على الهجوم الكيميائي في «دوما» في الغموض بإعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» لم يتخذ بعد «قراره النهائي» حول كيفية الرد على الهجوم الذي لقي تنديدا دوليا واسعا، فيما اشترطت بريطانيا تنسيقا دوليا قبل الرد على الهجوم.

ورغم سابق وعيد «ترامب» برد سريع على استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد مدنيين في دوما بالغوطة الشرقية قرب دمشق قبل نحو أسبوع، فإنه عاد ليقول إنه لم يحدد وقتا للضربة العسكرية التي قد يتم تأجيلها لوقت طويل.

يأتي ذلك في الوقت الذي رفض فيه البنتاغون التعليق على تصريحات «ترامب»، بينما اعتبر وزير الدفاع الأمريكي «جيمس ماتيس» أن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا «لا يمكن تبريره مطلقا»، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية «أ.ف.ب».

وشدد البيت الأبيض الأمريكي على أن «ترامب» لم يقرر بعد بشكل نهائي كيفية الرد على هجوم «محتمل» باستخدام الأسلحة الكيميائية في دوما السورية السبت الماضي، بعد اجتماعه الخميس مع كبار مستشاريه للأمن القومي.

كما أشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض، «سارة ساندرز»، إلى أن «ترامب» تباحث مع نظيره الفرنسي «إيمانويل ماكرون» ورئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي» بشأن الإجراء الذي قد يتخذه الحلفاء ضد دمشق.

وفيما بدا تمهيدا لاتخاذ قرار شن ضربات جوية ضد النظام السوري ردا على هجوم دوما، كثف «ترامب»، الخميس، مشاوراته حول الملف السوري.

كما أكد الرئيس الفرنسي أن لديه «الدليل» على تورط نظام «بشار الأسد» في الهجوم الذي لقي تنديدا دوليا واسعا، لكنه لم يكشف عن جدول زمني للرد المحتمل.

وتدعم فرنسا التحرك العسكري الأمريكي وعلى الأرجح بريطانيا في ظل توتر مع روسيا التي تدهورت علاقاتها مع الغرب أساسا على خلفية قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق «سيرغي سكريبال» في سالزبري.

هذا وحثت موسكو الخميس، الدول الغربية على «التفكير جديا» في عواقب تهديداتها بضرب سوريا، مؤكدة أنها لا تسعى إلى التصعيد.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، «ماريا زاخاروفا»، إن بلادها «تدعو أعضاء الأسرة الدولية إلى التفكير جديا في العواقب المحتملة لمثل هذه الاتهامات والتهديدات والأعمال المخطط لها» ضد الحكومة السورية.

كما أضافت «زاخاروفا» أنه «لم يفوض أحد القادة الغربيين لعب دور الشرطة العالمية وكذلك وفي نفس الوقت دور المحقق وممثل النيابة والقاضي والجلاد»، مؤكدة أن «موقفنا واضح ومحدد جدا، نحن لا نسعى إلى التصعيد».

إلى ذلك، دعت موسكو إلى اجتماع الجمعة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في سوريا في وقت أكد سفيرها لدى الأمم المتحدة أن «الأولوية هي لتجنب خطر حرب».

وفي لندن، عقدت رئيسة وزراء بريطانيا «تيريزا ماي» اجتماعا طارئا لحكومتها الخميس، واعتبرت الحكومة البريطانية أن «من الضروري اتخاذ إجراءات» ضد استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، لكنها ربطت ذلك بـ«تنسيق رد دولي».

من جهتها، اعتبرت المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» أنه «من الواضح» أن النظام السوري لا يزال يمتلك ترسانة نووية، لكنها أكدت أن برلين لن تشارك في عمل عسكري ضد دمشق.

كما قال الرئيس الفرنسي: «سيتعين علينا اتخاذ قرارات في الوقت المناسب لتكون الأكثر فائدة وفعالية».

وأضاف «ماكرون» أن لدى بلاده «الدليل على أن الأسلحة الكيميائية استخدمت، على الأقل (غاز الكلور)، وأن نظام بشار الأسد هو الذي استخدمها».

والخميس، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن عددا من خبرائها في طريقه إلى سوريا وسيبدأ السبت التحقيق في الهجوم الكيميائي «المفترض» في الغوطة الشرقية.

هذا وأشار الكرملين إلى أن هناك قناة اتصال بين العسكريين الروس والأمريكيين حول عمليات الجيشين في سوريا بهدف تجنب الحوادث الجوية «ناشطة» في الوقت الراهن.

من جهته، حذر الرئيس السوري «بشار الأسد» الخميس من أن «أي تحركات محتملة ضد بلاده ستؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار» في المنطقة.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

سوريا ألمانيا دونالد ترامب بشار الأسد الضربة العسكرية لسوريا تيريزا ماي