«حجابي حياتي».. حملة حكومية كويتية تثير جدلا برلمانيا

الجمعة 13 أبريل 2018 09:04 ص

أطلقت الحكومة الكويتية، ممثلة بوزارة الأوقاف، حملة تدعو النساء إلى الالتزام بارتداء الحجاب؛ من خلال لوحات إعلانية انتشرت في شوارع محافظة «الجهراء» شمال البلاد، في خطوة أولى لتعميمها على كافة المحافظات الكويتية.

وأثارت الحملة التي جاءت بعنوان، «حجابي.. به تحلو حياتي» جدلا برلمانيا وشعبيا واسعين، وتباينت الآراء حولها بين مرحب بها وآخر معارض.

وقال مدير الإعلام الديني بوزارة الأوقاف الكويتية «صلاح أبا الخيل»، إن الحملة جاءت «توافقا مع سياسة الوزارة واستراتيجيتها الرامية إلى تعزيز كل ما من شأنه ترسيخ القيم الأخلاقية والعادات الكويتية الأصيلة».

وأوضح أن «الظروف التي تعيشها الأمة في هذه المرحلة تتطلب من القائمين على تربية الأبناء وعيا أكبر وجهدا أعظم من ذي قبل؛ لتنشئة أجيال قادرة على مواجهة كافة الإغراءات والتحديات بالعلم والمعرفة والسلوك القويم».

من جانبه، كشف مصدر مطلع، أن وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، «فهد العفاسي»، «أعطى يوم الأربعاء الماضي تعليمات بإزالة اللوحات الإعلانية التي تروج للحملة بعد انتقادات لها قادتها النائب صفاء الهاشم، قبل أن يتراجع الوزير العفاسي أمس الخميس ويطلب من المسؤولين إبقاء اللوحات وعدم إزالتها تحت وطأة ضغوط نيابية أيضا من عدد من النواب».

وأشار المصدر إلى أنها «ليست الحملة الأولى التي تطلقها وزارة الأوقاف، وسبقتها الأسبوع الماضي حملة أخرى تحت عنوان (لأنكِ درة)، وتستهدف الدعوة لارتداء الفتاة الحجاب».

وشدد المصدر على أن «مثل هذه الحملات التوعوية تدخل في صميم عمل ودور وزارة الأوقاف، لتهيئة المناخ الباعث على الاستقامة وتنشئة أجيال قادرة على مواجهة الإغراءات والتحديات بالعلم والمعرفة والسلوك القويم».

من جانبها، أبدت النائب في مجلس الأمة الكويتي «صفاء الهاشم»، معارضتها للحملة التي وصفتها بـ«الغريبة».

وقالت «الهاشم»: «هذه حملة إعلانات غريبة. دولة مدنية يكفل بها الدستور الحرية الشخصية لا تقبل مثل هذه الإعلانات، حملة لتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ التفرقة هي ما نحتاجه»، موضحة أن هناك حملات سامية اكتشف من ورائها تنفيع تيارات.

وتابعت: «مازلت برأيي أن اتخاذ الحجاب يعد حرية شخصية، والكثير ممن أعرفهن سواء من أهلي أو معارفي محجبات»، مستدركة بالقول: «من السذاجة انتخابيا أن أهاجم ناخباتي لمن فسر كلامي بهذا المحتوى إن كان هذا المقصد، وهو مالا أعنيه هنا بالتأكيد».

وأضافت: «سؤالي واضح كعادتي في الطرح، من وراء تلك الحملة؟ هل هي حملة شبيهة برعاية الوزارة أم حملة حكومية؟ وإذا كانت حملة برعاية أموال حكومية فلماذا ذكر فى الإعلان برعاية شخص مذكور اسمه؟».

وتابعت: «منذ متى الحملات التوعوية الحكومية تكون برعاية شخص محسوب على تيار من هنا وهناك؟ على أي بند تم صرف هذه الحملة؟ وسيكون سؤالا برلمانيا، وهل مرت الحملة بالقنوات القانونية؟».

وأشارت كلنا نذكر حملة «من حبنا لها بنوفر لها»، وحملة «هده خله يتحدى»، وحملة «وأنا بعد وياكم»، موضحة لأنها حملات كان هدفها ساميا لكن اكتشفنا لاحقا لأنها تنفيعية استفاد منها تيار معين، فهل سيعاد السيناريو تحت مظلة الحجاب حتى تسكت الأفواه عن السؤال؟!.

واستفسرت: «هل تمت دراسة جدوى للمنفعة من هذه الحملة بمعنى أن غير المحجبة إذا شافت الإعلان ستتحجب فورا؟ أم أن الهدف مماحكة واستفزاز بعد حملة الفاشينستات وجايينكم، من قبل القطاع الخاص فيكون الشارع لتصفية الحسابات واستعراض أيديولوجيات كل تيار؟»، متسائلة: هل سيُسمح بطرح جميع الأفكار والتوجهات بهذه الطريقة؟!

في المقابل دافع النواب الإسلاميون عن تلك الحملة التي وصفوها بـ«الراقية»، متسائلين عن السبب الذي يجعل منها في رأي البعض مخالفة لمدنية الدولة.

وقال النائب «وليد الطبطبائي»: «هل هذا الإعلان الراقي يخالف مدنية الدولة؟ ماذا عن إعلانات الفاشينستات؟»، في إشارة إلى الإعلانات الترويجية لفتيات كويتيات اشتهرن على مواقع التواصل الاجتماعي بترويج الموضة.

وأعرب «الطبطبائي» في تغريدة على «تويتر» عن استغرابه «ممن تستفزه صورة امرأة محجبة ويطالب بإزالتها»، في إشارة إلى صورة المرأة المحجبة التي رافقت الإعلان.

وقال نائب رئيس مجلس الأمة «عيسى الكندري»: «نثمن الدعوات التي تقوم بها وزارة الاوقاف للحث على الالتزام بالحجاب الشرعي، وهذه الحملات لا تتعارض مع الدستور، وأدعو وزير الأوقاف للمضي في مثل هذه الخطوات الإيجابية لما عرف عنه من قيم وشهامة، وبارك الله في مساعيه نحو تكريس مثل هذه المعاني النبيلة».

وقال النائب «فراج العربيد» إن «البعض صرح بأنه يضغط على الوزير العفاسي من أجل وقف حملة حجابي».

وأضاف: «أقول للحكومة الأولى وقف إعلانات الشوارع اللا أخلاقية، وأشدد عليه بعدم الاستماع لمن يريد التضييق على تلك الحملة بل ونطالب بحملات تزرع الأخلاق وتنبذ الرذيلة والتفسخ».

بدوره، قال النائب «شعيب المويزري»: «نستغرب محاولات تشويه هذه الدعوة الطيبة للتمسك بالحجاب ونطالب باستمرار مثل هذه الحملات التذكيرية ونسأل الله الهداية لمن تزعجه هذه الحملة».

ومن جانبه، قال النائب «نايف المرداس»، «خطوة مشكورة ومباركة من وزارة الأوقاف في حملة التشجيع على الحجاب، ونؤكد على دعمنا لمثل هذه الحملات وعلى الوزير أن يدعمها لنيل الخيرية في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لاسيما انها دعوة لواجب شرعي في القرآن والسنة».

وقال النائب «ناصر الدوسري»، نؤيد وندعم حملة «حجابي به تحلو حياتي، فالكويت دولة اسلامية الشريعة فيها مصدر رئيسي للتشريع؛ وعاداتنا وتقالدينا الأصيلة مستمدة من شريعتنا السمحة».

من ناحيته، قال النائب «ماجد المطيري»: «نحن مع دعوة الأوقاف التي تحض على الالتزام بالحجاب فلا ريب أنها واجب شرعي وأخلاقي تفرضه القيم والعادات والتقاليد، ونطالب الوزير العفاسي بتبني مثل هذه الخطوات الحميدة التي تكرس المنظومة الأخلاقية التي جبل عليها أهل الكويت».

وقال النائب «فيصل الكندري»: «أحذر وزير الأوقاف من التراجع عن حملة الوزارة بشأن الحجاب التي انتشرت إعلاناتها بالشوارع وتهدف الى تعزيز الثوابت الدينية لدى النشء وتكرس مفاهيم الإسلام الحقة».

وأضاف: «هناك من يسعون لإيقاف هذه الحملة الهادفة عبر إرهاب الوزير والتوعد بمحاسبته»، متسائلا «هل الدعوة إلى توعية النشء وتعزيز الثوابت الدينية أصبحت من المخالفات لدى البعض خاصة من قبل نواب الأمة الذين يمثلون الشعب الكويتي؟».

واستدرك: «سنتصدى لكل من يسعى إلى وقف الحملات الدينية التوعوية»، مستغربا من «رفض البعض لمثل هذه الحملات الإعلانية الهادفة، وليحترم كل من يسعى الى التصدي للحملات التوعوية الهادفة مشاعر الشعب الكويتي، لأننا بلد إسلامي ولا يمثل الحجاب مساسا بهؤلاء الذين يريدون أن يحاربوا التعاليم الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا»

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الكويت وزارة الأوقاف حجابي حياتي البرلمان الكويتي

تكريم مدرسة كويتية لطالبات محجبات يثير جدلا واسعا