أكدت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة «نيكي هايلي» وجوب عدم التسرع في التحرك عسكريا في سوريا، لكنها أشارت إلى أنه «في وقت ما يجب القيام بشيء ما» حيال هذا الملف.

يأتي ذلك ضمن سلسلة تصريحات صدرت من الجانب الأمريكي، خلال الساعات الأخيرة، وتمثل تراجعا عن تهديدات سابقة للرئيس «دونالد ترامب» بضربة عسكرية وشيكة لنظام «بشار الأسد»؛ ردا على الهجوم الكيميائي الذي شنته قواته على بلدة دوما السورية.

جاءت تصريحات «هايلي» للصحفيين على هامش جلسة مجلس الأمن، التي انعقدت منذ دقائق لمناقشة التطورات في سوريا.

وقالت مندوبة الولايات المتحدة إنه «يجب عدم التسرع في قرارات كهذه»، معتبرة أن التسرع يؤدي إلى «ارتكاب أخطاء».

كما أشارت إلى أن «الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا لديهم دليل على وقوع هجوم كيميائي في مدينة دوما».

في المقابل، اعتبر سفير روسيا في الأمم المتحدة، «فاسيلي نيبنزيا»، أن أمريكا وفرنسا وبريطانيا «مهتمة فقط بالإطاحة بالحكومة السورية (نظام الأسد) واحتواء روسيا».

وقال، خلال كلمته بمجلس الأمن: «نلاحظ مواصلة استعدادات عسكرية خطيرة لعمل عسكري غير مشروع ضد دولة ذات سيادة في ما سيمثل انتهاكا للقانون الدولي».

وأضاف: «الأمر الوحيد الذي يعنيها هو الإطاحة بالحكومة السورية (نظام الأسد)، وفي شكل أشمل تحجيم روسيا الاتحادية».

بدوره، حث الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريس» جميع الدول، في كلمة أمام مجلس الأمن بشأن سوريا، على «التصرف بمسؤولية في تلك الظروف الخطيرة».

وحذر، في كلمته خلال الجلسة، من أن «زيادة التوتر وعدم القدرة على التوصل إلى حل وسط بشأن إنشاء آلية للمحاسبة يهددان بتصعيد عسكري شامل».

وقتل 78 مدنيًا على الأقل وأصيب مئات، السبت الماضي، جراء هجوم كيميائي للنظام السوري على مدينة دوما، آخر منطقة تخضع للمعارضة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حسب مصادر طبية محلية.

وتحمل الولايات المتحدة دمشق مسؤولية هجوم دوما، فيما تصر روسيا، الداعمة للنظام السوري، على أن هذا الهجوم مجرد شائعات.

وتعهد «ترامب»، الإثنين الماضي، باتخاذ قرار بشأن الرد على هجوم دوما في غضون 24 إلى 48 ساعة (دون تحديد طبيعية الإجراء).

والأربعاء، حذر «ترامب» روسيا من ردّ قادم على الهجوم الكيميائي في دوما، قائلا: «استعدي يا روسيا لأن الصواريخ قادمة. صواريخ جميلة وجديدة وذكية».

لكن الرئيس الأمريكي قال، أمس الخميس، في تغريدة على «تويتر»، إنه «لم يحدد أبداً موعد شن ضربة (عسكرية) في سوريا»، وأضاف أن «الضربة قد تكون قريبة جداً أو ربما لن تتم نهائيا».