كيف رد المجتمع الدولي على الضربة العسكرية الأمريكية لسوريا؟

السبت 14 أبريل 2018 07:04 ص

في الوقت الذي دعت الأمم المتحدة لضبط النفس في سوريا، هددت إيران وروسيا، الولايات المتحدة وحلفائها، برد على الهجمات التي شنوها السبت، ضد أهدافا بحثية وعسكرية تابعة لنظام «بشار الأسد».

فيما رحبت تركيا، ودول غربية، بالإضافة إلى (إسرائيل)، بالضربات، واعتبروها «مبررة وردا في محله»، على الهجوم الكيميائي الذي شنه نظام «الأسد»، على الغوطة الشرقية، الأسبوع الماضي.

ضبط النفس

البداية، مع الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش»، الذي دعا إلى الالتزام بالقانون الدولي، والتحلي بضبط النفس، والابتعاد عن كل خطوة من شأنها تصعيد التوتر عقب الضربات الصاروخية لمنشآت السلاح الكيمياوي للنظام السوري.

وذكر بيان صادر عن «غوتيريش»، أنه يتابع عن كثب الغارات الجوية على سوريا، مضيفًا: «عندما يتعلق الأمر بالسلام والأمن الدولي، فإن من الضروري التحرك بموجب ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي».

وأشار إلى أن الميثاق الأممي حاسم في هذا الخصوص، واستطرد قائلا: «مجلس الأمن الدولي هو صاحب المسؤولية الأكبر في حماية السلام والأمن العالمي، وأدعو أعضاء المجلس إلى تحمل هذه المسؤولية».

وأضاف: «أدعو كل الدول الأعضاء إلى التحلي بضبط النفس والابتعاد عن كل خطوة من شأنها تصعيد التوتر في مواجهة مثل هذا الوضع الخطير، وتجنيب الشعب السوري كل عمل يزيد من آلامه».

كما أعلن «غوتيريش»، أنه أرجأ زيارة كانت مقررة له اليوم إلى السعودية.

اعتداء مرفوض

من جانبها، أدانت إيران، حليفة نظام «بشار الأسد»، الضربات الجوية الأمريكية الفرنسية البريطانية على سوريا، وحذرت وزارة خارجيتها، من تداعيات إقليمية وعالمية لهذه الضربات، وقالت إن أمريكا وحلفاءها «هاجموا سوريا دون أدلة على استعمالها السلاح الكيميائي».

ودعت في بيان لها المجتمع الدولي «لإدانة الهجوم والوقوف في وجه هذه الاعتداءات»، حسب وكالة «مهر» الإيرانية.

وتابعت الخارجية الإيرانية، أنها ترى في «العدوان الثلاثي الأمريكي الفرنسي البريطاني انتهاكا صارخا للقوانين الدولية، وتجاهلا لسيادة سوريا ووحدة أراضيها».

وأضافت طهران أن «توقيت العدوان على سوريا يكشف بشكل جلي أنه جاء بعد أن مني الإرهابيون بهزيمة في حلب والآن في الغوطة الشرقية، وهذا العدوان الصريح هو خطوة لتعويض الفشل وهزيمة الإرهابيين وحماتهم».

تهديد

كما نقلت وكالة «فارس»، عن المساعد السياسي للحرس الثوري الإيراني «رسول سنايي»، تهديده لأمريكا بالقول: «على أمريكا أن تنتظر عواقب هجومها على سوريا»، لافتا إلى أن «جبهة المقاومة سترد على ما قامت به أمريكا وحلفاؤها»

وأضاف: «الهجوم لن يغير الأوضاع على الأرض في سوريا».

كما أشار «حزب الله»، الذي تقاتل قواته بجوار «الأسد»، إلى أن «الهجمات الغربية على سوريا يعد تأييدا للعصابات الإرهابية».

ولفت في بيان إلى أن «الذرائع التي استند إليها العدوان الأخير على سوريا واهية لا تستقيم أمام العقل والمنطق، وتستند الى مسرحيات هزلية فاشلة».

أمر مرفوض

من جانبه، قال سفير موسكو في واشنطن «أناتولي أنطونوف»، إن الضربات في سوريا إهانة للرئيس «فلاديمير بوتين»، وهو أمر «غير مقبول ومرفوض».

وأضاف: «ليس للولايات المتحدة حق في إلقاء اللوم على دول أخرى».

وتابع، حسب ما نقلته قناة «روسيا اليوم»: «حذرنا من أن هذه الأفعال لن تمر بدون تبعات. كل المسولية تقع على عاتق واشنطن ولندن وباريس».

بينما قالت وزارة الخارجية الروسية، إن «دمشق قصفت في اللحظة التي حصلت فيها البلاد على فرصة لمستقبل سلمي».

وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الروسية «ماريا زاخاروفا»: «الضربة استهدفت عاصمة دولة ذات سيادة تحارب الإرهاب منذ سنوات».

رد في محله

وفي المقابل، قالت وزارة الخارجية التركية إن الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد النظام السوري، كانت «ردًا في محله».

وفي بيان، رحّبت الخارجية التركية بالعملية العسكرية التي «ترجمت مشاعر الضمير الإنساني بأسره في مواجهة الهجوم الكيمياوي على مدينة دوما»، حسب «الأناضول».

وأكّد البيان أن الهجمات العشوائية ضد المدنيين بأسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة الكيمياوية، تُشكّل جريمة ضد الإنسانية.

وشدد على أن النظام السوري يمارس الظلم على شعبه بالأسلحة التقليدية والكيمياوية منذ أكثر من 7 أعوام، ولديه سجّل ثابت في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

واعتبر أنه ليس هناك أي شك في هذا الصدد لدى ضمير المجتمع الدولي.

ولفت إلى أن تركيا تولي أهمية بالغة لضمان معاقبة مثل هذه الجرائم، وتأسيس آلية لمحاسبة المسؤولين، وذلك من أجل الحيلولة دون تكرار حوادث مشابهة.

ودعت الخارجية التركية المجتمع الدولي، وخاصة أعضاء مجلس الأمن الدولي، إلى التفاهم حول الخطوات المشتركة التي من شأنها ضمان معاقبة مستخدمي الأسلحة الكيمياوية.

ضربات مبررة

أما (إسرائيل)، فاعتبرت الضربات الأمريكية والفرنسية والبريطانية على سوريا «مبررة»، وقالت إن «النظام السوري يواصل أعماله المجرمة».

وذكر مسؤول إسرائيلي، بما قاله «ترامب»، من أن استخدام أسلحة كيميائية «سيعني انتهاك خط أحمر».

وأضاف أن «إيران تستخدم أيضا سوريا كقاعدة للقيام بمثل هذه الأعمال، ما يعرض أرض سوريا وقواتها وقيادتها للخطر».

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن (إسرائيل) أبلغت مسبقا بهجمات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

ترحيب

كما رحبت الحكومة الأسترالية بالضربات الجوية، وقالت إنها «رد شديد على استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي في دوما 7 أبريل/ نيسان الجاري»، معربة عن تأييده هذه الضربات.

وأعلن أيضا رئيس الوزراء الكندي «جاستين ترودو»، تأييده للضربات العسكرية ضد مواقع أسلحة كيماوية للنظام السوري.

وقال «ترودو»، إن بلاده تؤيد قرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا باتخاذ إجراءات ضد قدرة نظام «الأسد» على إطلاق أسلحة كيميائية ضد شعبه.

وأعلنت أيضا اليابان، تأييدها للضربات على سوريا، داعية إلى «معاقبة أولئك الذين استخدموا الأسلحة الكيميائية في سوريا».

ولم يصدر عن الدول العربية، أي بيانات تؤيد أو ترفض العملية العسكرية، حتى كتابة هذه السطور.

وشنت الولايات المتحدة وحلفاؤها عملية عسكرية ضد النظام السوري، ردا على استخدامه أسلحة كيميائية ضد المدنيين.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن سوريا تعرضت لـ100 صاروخ مجنح بينها صواريخ «جو أرض»، ليس من بينها منطقة مسؤولية الدفاعات الجوية الروسية التي تحمي القاعدتين في «حميميم» و«طرطوس».

واستهدفت العملية التي وصفها وزير الدفاع الأمريكي «جيمس ماتيس»، بأنها ستكون «ضربة واحدة فقط»، مراكز بحثية ومواقع عسكرية تابعة لجيش «الأسد».

وشملت الضربات مواقع عسكرية قرب الرحيبة وفي الكسوة بريف دمشق، كما استهدفت لواء 105 حرس جمهوري، وقاعدة دفاع جوي بجبل قاسيون، ومطار الضمير العسكري القريب من دمشق.

واستهدفت أيضا، مطار المزة العسكري في دمشق، ومركز البحوث العلمية بريف دمشق، واللواء 41 قوات خاصة بريف دمشق، ومركز البحوث العلمية في ريف حماه، كما طال القصف مستودعات تابعة للجيش في حمص.

وسبق أن أعلن التليفزيون السوري، إسقاط 13 صاروخا، وأن الخسائر مادية فقط، في الوقت الذي قال مصدر عسكري سوري، إن «ستة جنود سوريين على الأقل أصيبوا عندما استهدفت ضربات بقيادة أمريكية مستودعا للأسلحة في حمص بوسط سوريا».

وتحمل الولايات المتحدة، نظام «الأسد»، مسؤولية هجوم دوما الأسبوع الماضي، فيما تصر روسيا، الداعمة للنظام السوري، على أن هذا الهجوم مجرد شائعات.

وقتل 78 مدنيًا على الأقل وأصيب مئات، السبت الماضي، جراء هجوم كيميائي للنظام السوري على مدينة دوما، آخر منطقة تخضع للمعارضة في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ضربة عسكرية سوريا روسيا إيران الأزمة السورية هجوم كيمياوي أمريكا