«إيكونوميست»: (إسرائيل) قد تغير سياستها تجاه «الأسد» لمواجهة إيران

السبت 14 أبريل 2018 03:04 ص

في الساعات الأولى من صباح 9 أبريل/نيسان، عبرت مقاتلات إسرائيلية إلى المجال الجوي اللبناني وأطلقت صواريخ كروز باتجاه الشرق وقد كان هدفها هو قاعدة التيفور الجوية العسكرية في وسط سوريا والتي لا تبعد كثيرا عن مدينة تدمر القديمة. وبشكل أكثر تحديدا، استهدفت الصواريخ مجمعا منعزلا على الجانب الغربي من المطار حيث كان المبنى يستخدم من قبل قوة القدس الإيرانية، وهي الجناح الخارجي للحرس الثوري الإسلامي.

وقد زعمت كل من روسيا وسوريا أنهما رصدتا الطائرات الإسرائيلية والصواريخ القادمة، وتم اعتراض بعض منها على الأقل لكن ما يكفي منهم تمكن من إحداث خسائر كبيرة وقتل 7 ضباط إيرانيين على الأقل، بما في ذلك عسكري برتبة عقيد، ولم تعلن الحكومة الإسرائيلية بأنها كانت وراء الهجوم.

ومنذ بداية الحرب السورية في عام 2011، نفذت (إسرائيل) ما لا يقل عن 100 غارة عبر الحدود وكان معظمها يستهدف قوافل ومستودعات الأسلحة التابعة لـ«حزب الله»، وهي حركة شيعية لبنانية تدعمها إيران، وكانت الضربة الأخيرة هي الضربة الثالثة التي يتم فيها استهداف الأفراد الإيرانيين بشكل مباشر. وكانت آخر ضربة نفذتها (إسرائيل) قد وقعت قبل شهرين، في نفس القاعدة، بعد أن اخترقت طائرة إيرانية بدون طيار المجال الجوي الإسرائيلي.

على مدى عقود، خاضت (إسرائيل) حرب ظل مع إيران، التي مولت وكلاء لبنانيين وفلسطينيين هاجموا الدولة اليهودية، وفي الأشهر الأخيرة، تصاعدت الحرب حيث دخلت (إسرائيل) وإيران في مواجهة مباشرة على الأراضي السورية، حيث كان الحرس الثوري الإيراني مصمما على إقامة قواعد دائمة. وللقيام بذلك، حاولت إيران أن تجد طريقة للحد من حرية (إسرائيل) في شن غارات جوية هناك وكان ضباطها في «التيفور» يعملون على بناء قدرات دفاع جوي تهدف إلى تهديد الطائرات الإسرائيلية وهذا هو سبب استهدافهم.

سياسات متغيرة

وقد فعل «بنيامين نتنياهو»، رئيس الوزراء الإسرائيلي قنوات الاتصال من خلال علاقته الشخصية مع الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين» وكانا يجتمعان ويتحدثان في كثير من الأحيان. لكن قادة الأمن الإسرائيليين يدركون أن الكرملين لن يمارس دورا مقنعا للحد من دور إيران في سوريا حيث ألزم «بوتين» نفسه ببقاء نظام «بشار الأسد» ويوفر سلاحه الجوي قوة نيران هائلة له، على الرغم من أنه -لأسباب سياسية داخلية- يبدو متردد في وضع القوات البرية الروسية على الأرض.

ولذلك تحول نظام «الأسد» إلى الميليشيات الشيعية، المكونة في الغالب من الشيعة الأفغان الذين صاغتهم إيران ونظمتهم في حين أن بعضا من أصعب المعارك في سوريا خاضها «حزب الله»، وكما يقول مسؤول إسرائيلي: «بوتين يحترم نتنياهو والقوة العسكرية لإسرائيل، ويفضل أن ينسق مع إسرائيل، ولكن لحماية مصالحه في سوريا، فهو بحاجة إلى إيران أكثر الآن».

وغضت روسيا الطرف عن غارات (إسرائيل) الجوية المتكررة. ولكن بعد الهجوم الأخير، تم استدعاء سفير (إسرائيل) في موسكو لتوضيح ذلك.

وفي الماضي، أكدت (إسرائيل) لروسيا أنها لا تسعى إلى إلحاق الضرر بنظام «الأسد»، طالما أن مصالحها الاستراتيجية الخاصة في سوريا لا تتعرض للخطر ولكن هذا الخط بدأ يتغير. فقد قام «يواف غالانت»، وزير الإسكان والجنرال السابق، بجولة من المقابلات التي تدعو إلى إقالة «الأسد».، وفي حين أن هذه ليست سياسة إسرائيلية رسمية بعد، فإن «غالانت» مقرب من «نتنياهو»، ومن الصعب عدم تفسير هذا التحرك كرسالة إلى موسكو مفادها أن (إسرائيل) مصممة على منع إيران من توسيع موطئ قدمها في سوريا، حتى لو كان ذلك يعني تهديد الوكيل الروسي في دمشق خلال هذه العملية.

المصدر | إيكونوميست

  كلمات مفتاحية

(إسرائيل) إيران سوريا بشار الأسد