طرحت روسيا مشروع قرار رسمي بمجلس الأمن لإدانة الضربات الثلاثية على سوريا، والتي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بينما طالبت لندن بجلسة أخرى، الأسبوع المقبل، لمناقشة حل سياسي جذري للمشكلة، في الوقت الذي اعتبرت الولايات المتحدة أن الضربات «جاءت للردع وليس الانتقام».

وبدأت، منذ دقائق، جلسة طائرة لمجلس الأمن، بناء على طلب روسيا، لمناقسة ما تصفه موسكو بالعدوان الثلاثي الغربي على سوريا، في إشارة للضربات العسكرية التي استهدفت أماكن عسكرية لنظام «بشار الأسد»، فجر السبت.

وبعد طرحه لمشروع القرار، قال مندوب موسكو بالأمم المتحدة، «فاسيلي نيبينزيا»، إن العمل العسكري للدول الغربية في سوريا جاء دون تفويض أممي وشكل انتهاكا للقانون الدولي.

وأردف المندوب الروسي أن «واشنطن ولندن وباريس تجاهلت دعواتنا لتجنب العمل العسكري»، وأن «الولايات المتحدة تريد أن تعود بسوريا إلى العصر الحجري»، مشيرا إلى أن الأعمال العدوانية في سوريا تؤدي لمزيد من المعاناة الإنسانية، وأن القوى الغربية تحاول تمزيق أوصال سوريا.

من ناحيتها، اعتبرت مندوبة لندن في الأمم المتحدة «كارين بيرس» أن الوقت قد حان لمناقشة جدية لحل سياسي جذري للأزمة، بدلا من استمرار التصعيد العسكري، ملوحة في الوقت نفسه باستمرار مراقبة نظام «الأسد» وعدم التسامح مع استخدامه السلاح الكيمياوي ضد المدنيين.

وقالت المسؤولة البريطانية «سنواصل مع شركائنا السعي لحل أزمة سوريا سياسيا، لن نقبل بدروس في القانون الدولي من روسيا».

 بدورها، أكدت مندوبة واشنطن في الأمم المتحدة «نيكي هيلي»، خلال الجلسة، أن الغارات لم تهدف للانتقام أو للعقاب بل لردع أي استخدام للسلاح الكيمياوي.

وأضافت «هايلي» أن أهداف الغارات كانت في صميم برنامج النظام غير القانوني للسلاح الكيمياوي، مردفة «منحنا الدبلوماسية أكثر من فرصة وروسيا استخدمت الفيتو 6 مرات لعرقلتنا».

واعتبرت أن استخدام «الأسد» السلاح الكيميائي مجددا لم يكن عبثا، بل جاء لإيمانه بأنه بمقدوره الإفلات من العقاب بسبب الدعم الروسي.

من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة، «أنطونيو غوتيريش»، أعضاء مجلس الأمن إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد في هذه الظروف الصعبة.

وأضاف أن هنالك عدة ميليشيات وجيوش تخوض حروبا بالوكالة في سوريا.