استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مأزق الدبلوماسية الأردنية

الأحد 15 أبريل 2018 04:04 ص

يشارك الأردن في القمّة العربية اليوم في السعودية، وهو يحمل معه أجندة واضحة في منح الأولوية لدعم السلطة الفلسطينية، وبناء موقف عربي صلب في مواجهة ما قد تطرحه الإدارة الأميركية على الفلسطينيين في «صفقة القرن» من تنازلاتٍ هائلة، تبدأ بالقدس وتنتهي بالحدود والسيادة، وتمر عبر تبادل الأراضي وإبقاء المستوطنات، وإلغاء أيّ معنى حقيقي لأي مشروع، ولو هيكلي مجوّف، للدولة الفلسطينية!

نلحظ الاهتمام الأردني بإبقاء القضية الفلسطينية على الطاولة، من خلال اجتماع وزراء الخارجية العربية، إذ عمل وزير الخارجية، أيمن الصفدي، على تأكيد ذلك في كلمته في الاجتماع الوزاري الممهّد للقمة، وفي لقاءاته وتنسيقه المستمر مع الأطراف العربية المعنية، وخصوصا مصر والسلطة الفلسطينية والسعودية.

يبرز الإعلام الأردني، بدوره، موضوع القضية الفلسطينية، والثبات المطلوب في الموقف العربي، وهي القضايا التي من باب المجاملة الديبلوماسية، وتجنّباً للاصطدام، يحصل عليها الأردن بسهولة، من دون أن يكلّف ذلك الدول العربية الأخرى أكثر من ديباجةٍ وكلماتٍ مكرّرة.

لكن أولوية هذه الدول، وخصوصا السعودية والإمارات، وبدرجة ما مصر، لا علاقة لها من قريب أو بعيد، بالهاجس الأردني واهتمامه الرئيس بالقضية الفلسطينية، فالمسألة بالنسبة للسعودية والإمارات هي كلمة واحدة: إيران، وبالنسبة لمصر الوضع الداخلي، أمنياً واقتصادياً.

يكابر المسؤولون الأردنيون في الاعتراف بحجم الفجوة الكبيرة بينهم وبين حلفائهم العرب، وفي الاعتراف بأنّ الأردن، عملياً وواقعياً، هو معزول دبلوماسياً، يغنّي في واد والعالم العربي الذي يعقد التحالفات والتفاهمات، من تحت الطاولة ومن فوقها مع إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هو في وادٍ آخر تماماً.

لا يمكن القول إنّ الدبلوماسية الأردنية فاشلة أو عاجزة، لكنّها لا تستطيع مسايرة الموقف العربي اليوم المسارع إلى التحالف وتوطيد العلاقات مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وهو ما يمثّل، بصورة أخرى، سحباً للبساط من تحت أقدام الأردن الذي مثّل، في الأعوام الأخيرة، الحليف العربي الأقرب للإدارة الأمريكية.

وتمتع الملك عبدالله الثاني حصرياً بقنوات اتصال عميقة وحيوية مع المؤسسات الأمريكية المختلفة، ما أحدث تعاوناً عميقاً بين الدولتين، وأدّى إلى ارتفاع كبير في حجم المساعدات الأمريكية إلى الأردن.

صحيحٌ أنّ التعاون الأردني - الأمريكي لم يتوقف، والعلاقات ما تزال قوية في إطارها المؤسسي، لكن من الواضح تماماً أنّ البدايات الجيدة لعلاقة الملك بالرئيس الأمريكي ترامب تراجعت كثيراً، وحلّت محلها شكوك وأزمة غير معلنة بين الرجلين، بعد قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومع التسريبات عن «صفقة القرن»، ثم استبدال طاقم الرئيس واستقطاب اليمين المتطرّف لأركان الإدارة.

والأهم من هذا وذاك تشكّل التحالف الجديد في المنطقة (الأمريكي - العربي السنّي - الإسرائيلي) في مواجهة إيران، وانفتاح قنوات عديدة بين هذه الأطراف يقع الأردن، كليةً، خارجها تماماً!

هواجس الملك وشكوكه فيما يجري لا تُنقل إلى العلن، ولا يتم الإفصاح عنها في لقاءاتٍ رسمية، لكن يمكن التقاطها من خلال ما يحدث واقعياً. حتى على صعيد القضية الفلسطينية، هنالك «طبخة ما» تجري بين الإدارة الأمريكية ومصر والسعودية دون علم الأردن.

وهو ما يمكن التقاطه من زيارة مدير المخابرات المصرية إلى الضفة الغربية، أخيرا، ونقله رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس محمود عباس، تتحدث عن نقطتين مهمتين؛ التعديلات التي تعمل السعودية ومصر على إدخالها على «صفقة القرن»، وموضوع غزة وتسليمها للسلطة الفلسطينية، وهما موضوعان يبدو الأردن خارجهما تماماً.

حتى ملف الجنوب السوري (مدينة درعا) الذي نجح الأردن في تحييده من خريطة الصراع السورية، فهو مرهون اليوم بالتوتر الأمريكي- الروسي، وبالأجندة الإيرانية، وباحتمال انتقال النزاع المسلّح إليه، ما يؤدي إلى ما وصفه مسؤول أردني بأنه «كارثة» على حدود الأردن، سواء موضوع اللاجئين أو الأمن أو الإرهاب، وحتى هذا الملف، الحسابات الأردنية مغايرة للحسابات الأمريكية والعربية، وخصوصا في الموقف من الروس.

في نهاية المطاف، لا تسير الأمور على ما يرام مع الدبلوماسية الأردنية، بل لم يعد القول إنّ الأردن اليوم بلا حلفاء حقيقيين ليس مجافياً للصواب، إذ ينطبق عليه المثل العاميّ المشهور «لا مع ستّي بخير ولا مع عمّي بخير».

- د. محمد أبورمان، باحث بمركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية.

  كلمات مفتاحية

الديبلوماسية الأردنية الأردن قمّة الدمام العربية السعودية السلطة الفلسطينية الإدارة الأميركية الفلسطينيون مصر الإمارات إيران