جدل شيعي خوفا من عودة حزب «البعث» بالعراق

الأحد 15 أبريل 2018 08:04 ص

حالة من الجدل، تشهدها الأوساط الشيعية في العراق، بعد جملة نسبت للسفير الأمريكي في العراق «دوغلاس سيليمان»، بشأن إمكانية عودة السنة إلى حكم العراق بعد نحو 15 عاما من إسقاط النظام العراقي السابق، الذي أسس السنة دولته الأولى أوائل عشرينات القرن الماضي.

وزاد من هذا الجدل، نفي السفارة الأمريكية ما ورد من تصريحات منسوبة لـ«سيليمان»، على لسان رئيس البرلمان العراقي «سليم الجبوري»، وليس من السفارة نفسها.

وفي وقت لاحق أكدت السفارة الأمريكية أن «الولايات المتحدة لا تدعم أي طرف، سواء كان حزبا أم جهة في الانتخابات المقبلة».

التطمينات الأمريكية لم تبدد المخاوف التي تبديها العديد من القيادات والأوساط الشيعية، وانعكست على الإجراءات التي اتخذتها هيئة «المساءلة والعدالة» لجهة قيامها باستبعاد عدد كبير من المرشحين للانتخابات، بحجة شمولهم بإجراءاتها، ومعظمهم من «ائتلاف الوطنية» الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق «إياد علاوي»، الذي كثيرا ما يتهم بأن غالبية جمهوره السني من البعثيين.

وسبق أن كشفت الهيئة الوطنية العليا المستقلة لـ«المساءلة والعدالة» في العراق، عن استبعاد 374 مرشحا من المشاركة بالانتخابات البرلمانية المزمع عقدها الشهر المقبل، في إطار إجراءاتها لـ«اجتثاث أعضاء حزب البعث» المحظور من دوائر الدولة وشغل المناصب الرسمية.

وعبر «ائتلاف الوطنية» عن رفضه لهذه الإجراءات، حسب صحيفة «الشرق الأوسط».

وقال الناطق باسم «الوطنية»، «حسين الموسوي»، في بيان، إن «مسلسل استبعاد عشرات من مرشحي (ائتلاف الوطنية) لانتخابات مجلس النواب في عموم المحافظات يستمر بقرارات مجحفة من قبل هيئة (المساءلة والعدالة)، ما يحرم بعض مرشحي الائتلاف من فرصة التنافس السياسي العادل، ويخل بمبدأ المساواة بين العراقيين المكفول دستوريا».

وكرر «الموسوي» دعوة «الوطنية» إلى أن يحال «ملف الاجتثاث إلى القضاء العراقي تحقيقا للعدالة، وإبعادا له عن لعبة التوظيف السياسي والانتقام والابتزاز».

وهيئة «المساءلة والعدالة» مستقلة مرتبطة بالبرلمان، مهمتها «اجتثاث» قادة حزب «البعث» المحظور وأركان نظام الرئيس العراقي الراحل «صدام حسين»، من دوائر الدولة ومنعهم من شغل مناصب في الوظائف الرسمية فضلا عن مصادرة أموالهم.

ويمنع «قانون الاجتثاث»، الذي صدر في العام 2006، كل شخص بدرجة عضو شعبة أو عضو فرقة والمنتمين للأجهزة الأمنية (فدائيو صدام، الحرس الخاص، والمخابرات) الخاصة بنظام «صدام حسين» من تسلم مناصب قيادية في الدولة بما في ذلك الترشح لعضوية البرلمان.

لا عودة

بدوره، يرى السياسي المستقل «سامي العسكري»، أنه «لا عودة للبعثيين إلى الحياة السياسية، لا سيما بعد حظر حزب البعث الصدامي».

واتفق معه السياسي العراقي المستقل الدكتور «شاكر كتاب»، حين قال، إن «أغلب الذين دعمهم البعثيون في الانتخابات السابقة قد أثبتوا عدم جدارتهم، وأخلوا بمواثيقهم مع (البعث)، وكشفوا عن أنهم غير مؤهلين لأي موقع قيادي أو سياسي، ناهيك عن عدم أمانتهم ونزاهتهم وعزلتهم التامة عن الجمهور».

وأضاف أن «البعث ما عادت له مقدرة على تبنيهم مرة أخرى لأنهم عادوا عليه بما لم يكن يرجوه من فشل وسمعة، إضافة إلى ما هو أصلا مثقل به من صورة سلبية في الأذهان». وقال: «أظن أن حضور البعث هذه المرة أضعف من سابقاتها».

وسيطر حزب «البعث» على مقاليد الحكم بالعراق عام 1968، وانتهى حكمه عند غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وسقوط الرئيس الأسبق «صدام حسين».

وفي يوليو/تموز 2016، وافق البرلمان العراقي بأغلبية حضوره، على منع عودة حزب «البعث» المنحل للحياة السياسية، مرة أخرى، تحت أي مسمى إلى السلطة أو الحياة السياسية وعدم السماح له بأن يكون ضمن التعددية السياسية والحزبية في العراق، وحظر الكيانات والأحزاب والتنظيمات السياسية التي تتبنى أفكارا أو توجهات تتعارض مع مبادئ الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة.

ومضى 15 عاما على إسقاط قوات تحالف دولي، تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، في التاسع من أبريل/نيسان 2003، نظام «صدام حسين»، الذي حكم العراق 24 عاما بقبضة من حديد ونار.

لكن شيئا فشيئا، تبددت فرحـة تغيير نظام حزب «البعث»، في ظل «النظام الديمقراطي الجديد»، حتى بدأت المدن الشيعية، التي كانت الأكثر تضررا من نظام «صدام»، تتمنى لو أن التغيير لم يحدث أصلا.

ووفقا لمفوضية الانتخابات العامة في العراق فإن 24 مليون شخص يحق لهم التصويت في الانتخابات البرلمانية العامة المقرر إجراؤها في 12 مايو/أيار المقبل.

وتطالب القوى السياسية السنية بتأجيل إجراء الانتخابات لحين ضمان عودة نحو 3 ملايين نازح إلى مناطقهم في المحافظات ذات الأغلبية السنية شمالي وغربي البلاد.

ولا يزال النازحون غير قادرين على العودة إلى مناطقهم التي دمرت على نطاق واسع جراء 3 سنوات من الحرب الطاحنة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العراق السنة الشيعة حزب البعث انتخابات السلطة صدام حسين السفارة الأمريكية

العراق.. الحشد الشعبي يعلن إحباط مخطط لحزب البعث

عودة حزب البعث الأردني يثير غضبا واسعا في الأوساط الشيعية بالعراق.. لماذا؟