اتهامات لإيران بالوقوف وراء سلسلة الاغتيالات في كردستان العراق

الثلاثاء 17 أبريل 2018 07:04 ص

ارتفع عدد الذين تم اغتيالهم من قيادات ورموز الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، المقيمة في إقليم كردستان العراق، إلى 7 شخصيات مهمة خلال أقل من شهر ونصف الشهر، و16 شخصية منذ مطلع العام الجاري، وسط اتهامات للاستخبارات الإيرانية بالوقوف وراء تلك الاغتيالات.

ونقل موقع «العربي الجديد» عن مسؤولين في إقليم كردستان العراق، (لم يذكر أسماءهم) قولهم إن «الإقليم يشهد حرباً مخابراتية من نوع مختلف وجديد على الساحة الكردية، وقرار تحرك الأمن الكردي في هذا الملف سياسي بالدرجة الأولى».

ونقل الموقع ذاته عن ضابط في جهاز «الأسايش»، الذي يديره نجل «مسعود البارزاني»، «مسرور»، فإن عمليات الاغتيال التي طالت مسؤولين في المعارضة الكردية الإيرانية «تم تنفيذها بواسطة الاستخبارات الإيرانية وكذلك فيلق القدس وعملاء من أكراد إيران تم تجنيدهم من قبل طهران لتنفيذ نوع كهذا من المهمات مقابل امتيازات لهم».

وأضاف أنه «خلال شهر ونصف الشهر تقريباً تم قتل 7 قيادات مهمة للغاية، ومن أحزاب وقوى كردية إيرانية مختلفة»، موضحا أن «قسماً منهم أسسوا، منذ العام 2015، علاقة مع الاستخبارات الأمريكية، وباتت لهم نشاطات مشتركة داخل مدن غرب إيران، ذات الغالبية الكردية، والمحاذية للعراق».

وأشار إلى أن «المعارضين الأكراد الإيرانيين الموجودين حالياً في الإقليم غيروا مناطق سكنهم، ويتحركون بحذر كبير للغاية، وهناك حديث عن أن عمليات التصفية التي تطالهم يشرف عليها مسؤول ملف كردستان العراق في فيلق القدس الإيراني، العميد إقبال بور».

ومن الذين تم اغتيالهم، القيادي في الجناح المسلح للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، «قادر قادري»، وذلك بإطلاق النار عليه عندما كان يقود سيارته في مدينة سرجاو بمحافظة السليمانية، والمسؤول عن إدارة الملف العسكري للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، «خورشيد عزيز تمون»، وذلك برصاص قناص خلال مشاركته في احتفالات عيد «نوروز» شمال أربيل الشهر الماضي.

كما تم اغتيال مسؤول التواصل الخارجي في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، «حميد قادر حمدمينه»، عندما اقتحم مسلحون منزله في أربيل وقاموا بإعدامه رمياً بالرصاص، والقيادي الأبرز والأكثر نشاطاً في أوروبا، «أمير أحمدي»، والذي اغتيل بأسلحة كاتمة للصوت داخل حديقة منزله، في 30 مارس/آذار الماضي.

والخميس الماضي، نجا رئيس حزب حرية كردستان إيران، «حسين يزداني بنا»، من محاولة اغتيال في مدينة أربيل، وقال مسؤول العلاقات في حزب حرية كردستان، «خليل نادري»، إن «المحاولة الفاشلة تقف خلفها الاستخبارات الإيرانية»، مشيراً إلى أن «رئيس الحزب بخير، وهو نجا من الموت بعد وابل من الرصاص من قبل مسلحين يستقلان دراجة نارية في شارع 120، وسط مدينة أربيل».

ولا يزال القائد الميداني للجناح العسكري في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، «صلاح رحماني»، بين الحياة والموت، بعد تعرضه لتفجير بواسطة عبوة لاصقة ثبتت أسفل سيارته في أربيل نهاية الشهر الماضي، وأدت إلى مقتل ابنه الوحيد.

حركات كردية مسلحة

وتوجد في مناطق «قنديل» وقرى تابعة لمدينة أربيل والسليمانية أحزاب وحركات مسلحة وسياسية كردية معارضة لإيران، مثل حزب «حرية كردستان»، والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعروف اختصاراً بـ«حدكا»، وحزب «كومله» الشيوعي الإيراني، وحزب «الحياة الحرة في كردستان إيران» المعروف اختصاراً بـ«بيجاك».

وتنفذ أجنحة هذه الأحزاب المسلحة هجمات داخل الأراضي الإيرانية تستهدف الحرس الثوري والجيش في المناطق الكردية ضمن مدن وقرى لورستان وكردستان وكرمنشاه وقصر شيرين وإيلام ومهاباد وغيرها.

ونقل «العربي الجديد» عن قيادي بارز في التحالف الكردستاني العراقي قوله إن «واشنطن دربت المئات من المسلحين الأكراد الإيرانيين، وزودتهم بالسلاح خلال السنوات الثلاث الماضية تحت مظلة تدريب قوات البشمركة العراقية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وجميعهم من أحزاب حرية كردستان وصقور كردستان والديمقراطي الكردستاني الإيراني وشيوعيي كردستان إيران».

وأضاف: «تعمل طهران الآن على تصفية قادة تلك التشكيلات المسلحة أو القيادات الروحية المؤثرة فيها»، كاشفاً عن أن «أربعة ممن تم اغتيالهم أخيراً هم قيادات عسكرية كردية إيرانية تلقت دعماً أمريكياً خلال السنوات الماضية».

وأكد أن «إقليم كردستان يتخذ موقف المتفرج، بما في ذلك الأجهزة الأمنية إزاء عمليات الاغتيال»، وطالب أخيراً شخصيات في الأحزاب الإيرانية المعارضة المقيمة في أربيل ودهوك والسليمانية بالمغادرة إلى المناطق الحدودية أو خارج الإقليم بشكل نهائي.

فيما قال المستشار الإعلامي لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، «كفاح محمود»، إن «ما يجري اليوم جزء من فاتورة فرضت على الإقليم، ويدفعها مع الأسف»، مضيفا أن «الاغتيالات تتم ضمن صراع طهران مع المعارضة، والأمر نفسه مع الأتراك، إذ نفذت الاستخبارات التركية عمليات في السليمانية»، مشيرا إلى «وجود مئات آلاف الأكراد السوريين والإيرانيين والأتراك الذين يقيمون في الإقليم حالياً».

وعلى غرار القصف التركي المتكرر على مناطق عراقية كردية، فإن المدفعية الإيرانية كررت أخيراً قصف مناطق تقع ضمن قلعة دزه وحاج عمران وجومان في كردستان العراق.

وقال سكان محليون في المنطقة إنهم يرغبون بأن يغادر أكراد إيران وتركيا ليعيشوا بسلام، غير أن هناك شخصيات كردية قومية ترفض هذا الطرح، وتعتبر أن مصير أكراد الدول الأربع، إيران والعراق وتركيا وسوريا، واحد.

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الإيرانية العراقية كردستان العراق الاستخبارات الإسرانية سلسلة اغتيالات الحرس الثوري

العراق.. اغتيال إعلامي كردي وأسرته بالسليمانية