«رويترز»: «كيماوي دوما» كسر شوكة المعارضة وأعطى الفوز لـ«الأسد»

الثلاثاء 17 أبريل 2018 09:04 ص

اعتبرت وكالة أنباء «رويترز» أنه رغم الرد الغربي على الهجوم الكيماوي على مدينة دوما السورية، لكن النظام السوري هو الذي خرج فائزا في النهاية، بسيطرته على آخر معاقل المعارضة المسلحة بالغوطة الشرقية، والتي كانت في طريقها لأن تتحول إلى جيب يستعصي على قوات دمشق المدعومة بقوة من روسيا.

ولفتت «رويترز»، في تحليل لها بعنوان «هجوم سوريا استتبع ردا غربيا لكن الأسد حقق مكاسب على الأرض»، إلى أن «جيش الإسلام» كان بمقدوره الصمود جيدا في وجه قوات النظام السوري والقوات الروسية لمدة عام، رغم انهيار باقي فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة، وهو ما دفع الروس إلى تأييد ضربة كيماوية لمدينة دوما لإرسال رسالة واضحة بأن طرد المعارضة المسلحة من كامل الغوطة الشرقية هو أمر لا تسامح فيه.

وقالت الوكالة إن المعارضة كانت تسيطر على معقلها في دوما قرب العاصمة دمشق منذ سنوات، على الرغم من الهجمات المتكررة، لكنها في غضون ساعات من هجوم السابع من أبريل/نيسان الكيماوي بدأت تتقهقر، تحت ضغط من السكان المحاصرين الذين هالهم الهجوم الكيماوي وتسبب في انهيار معنوياتهم، علاوة على تهديد روسيا بشن المزيد من الهجمات لا تبقي أحدا على قيد الحياة في المدينة.

ونقلت «رويترز» عن القيادي في «جيش الإسلام»، «محمد علوش» قوله إن وسطاء من الجماعة المعارضة عقدوا بعد ساعتين من الهجوم الكيماوي محادثات مع فريق يقوده ضابط كبير من وزارة الدفاع الروسية.

وأضاف أن الضابط الروسي قال لهم صراحة: «جاء التهديد.. شفتوا (رأيتم) اللي صار في دوما ما في أمامكم إلا أن توقعوا وإلا يتم تنفيذ عدة ضربات ما بيبقى أحد في المدينة».

وبعد المحادثات مع الروس، التقى أعضاء «جيش الإسلام» مع مجلس مدني يمثل سكان دوما، الذين بقى عشرات الآلاف منهم على الرغم من القتال الذي أحال كثيرا من أجزاء المدينة إلى أنقاض.

وقال «علوش» إن رسالة السكان لمقاتلي المعارضة كانت واضحة: «ما عاد فينا نصمد إذا ما انتو خرجتوا إحنا رح نخرج للنظام.. المدنيين انهاروا من منظر الموت من الكيماوي».

ووفق هذا المنوال، ترى «رويترز» أنه بات من الواضح أن هجمات الكيماوي هي التي كسرت مقاومة «جيش الإسلام» في دوما، بعد أن كان قد رفض الخروج والاستسلام لروسيا ونظام «الأسد».

وأضافت أن تحصينات شديدة شيدها «جيش الإسلام» لمنع اقتحام دوما وحمايتها، علاوة على إنشائه مصانع للسلاح داخلها خلال الحرب، ووجود مؤن تكفي السكان لمدة عام، جعلت المعارضة المسلحة هناك تتفاوض مع الروس على البقاء وليس الاستسلام والخروج، كما حدث بباقي بلدات الغوطة الشرقية.

وفرض «جيش الإسلام» شروطا في المفاوضات، مثل اشتراط عدم دخول جيش النظام السوري إلى المدينة، ومنع تهجير السكان، وبقاء مقاتلي المعارضة وتحولهم إلى حزب سياسي، ما أثار غضب الروس واعتبروها شروطا مستحيلة، وأعطوا الضوء الأخضر إلى النظام لشن هجوم غير تقليدي لإرهاب المعارضة والمدنيين، وهو ما حدث بالكيماوي.

وكشفت «رويترز» في تحليلها أن موسكو هددت «جيش الإسلام» بمزيد من الهجمات الكيماوية على دوما، في حال عدم خروجهم منها.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

رويترز دوما كيماوي دوما هجوم كيماوي نظام الاسد روسيا جيش الإسلام المعارضة السورية

6 دول أوروبية تطالب بمحاسبة الأسد بسبب الكيماوي