«باراك»: حرب أكتوبر جعلتني ارتعد خوفا كجميع الجنود الإسرائيليين

الثلاثاء 17 أبريل 2018 07:04 ص

كشف رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، «إيهود باراك»، عن جانب من تفاصيل حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، التي كان يشغل خلالها قائد كتيبة دبابات في الجبهة المصرية وبالتحديد في منطقة «المزرعة الصينية».

في مذكراته التي ضمنها كتابًا صدر له حديثًا بالولايات المتحدة بعنوان: «بلادي حياتي»، ونشرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» مقتطفات منها، قال «باراك» إن «العدو الأكبر في حرب أكتوبر (تشرين الأول) هو الخوف، وكان من المحظور أن نخضع لهذا العدو، كانت الأسابيع الأولى لي في الجيش بسلاح المدرعات، شاركت في العديد من العمليات السرية والمغامرات الخطيرة بجبهة العدو، إلا أن حلبة القتال الأكثر شراسة وتعقيدًا ودموية كانت خلال معارك 1973؛ حينما قدت المدرعات إلى ميدان الحرب».

وأضاف: «كانت أيام صعبة ومرعبة، وقتها كنت أدرس في الولايات المتحدة بجامعة (ستانفورد) في (كاليفورنيا)، وصلت تقارير من (إسرائيل) عن الحرب فعدت على الفور إلى تل أبيب».

وتابع: «وبعد مشاورات مع رئيس الأركان وقتها عينت قائدًا للكتيبة رقم 100 مدرعات وهي وحدة خدم بها جنود احتياط جاءوا من خارج إسرائيل للانضمام إلى المجهود الحربي، وأُرسلت إلى سيناء على متن دبابات قديمة الطراز للمساعدة في الاستعداد لعبور قناة السويس».

وأشار إلى أنه «في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 1973 تلقيت أوامر بالاتجاه إلى منطقة (المزرعة الصينية) وهي نقطة استراتيجية على ضفاف القناة والاستيلاء عليها كان ضروريًا لإنجاح العمليات، إلا أن الكتيبة 890 مظلات الإسرائيلية التي ذهبت لتمشيط المنطقة والقضاء على المصريين الذين يستهدفون الدبابات، وجدت نفسها محاصرة بنيران المصريين الكثيفة وذهبت بكتيبتي لإنقاذهم».

وواصل: «مع وصولي للمنطقة قبل الفجر، صعب علي تحديد موقع المظليين المحاصرين، اتصلت بقائدهم واتفقت معه على أن يطلق هو ورجاله قنابل دخان كي أعرف موقعهم واتجه صوبهم، حين وصلت إليهم وجدت بعضهم جرحى وآخرين يردون على نيران المصريين، وهناك من هو محاصر بطلقات البنادق والمدافع الرشاشة الخاصة بالعدو».

واستطرد «باراك» في شهادته قائلاً: «بدأ المصريون يطلقون علينا النار، كانوا أكثر منا وكانت هذه نقطة تميزهم وتفوقهم علينا، أصبح تهديد مدمري الدبابات من جنود العدو ماثلاً أمامي وأمام جنودي، فجأة انفجرت قذيفة على بعد 20 مترًا فقط مني، وسقطت قذائف أخرى حول دباباتنا. على الرغم من تعليماتي بإطلاق النيران على العدو، لم يسقط وظل موجودًا بالميدان، أسلحتنا كانت تنقصها الصيانة وجنود الاحتياط الذين استقلوها كانوا عديمي الخبرة».

وأردف: «الكتيبة 100 التي كنت أقودها وجدت نفسها تحت النيران وقذائف آر بي جي وصواريخ (ساجر) والأسلحة الخفيفة الخاصة بالمصريين، أحد الصواريخ سقط داخل برج دبابة القيادة، دبابتي،  حاولت استخدام المنظار الخاص بي لمعرفة من أين تأتي هذه الصواريخ لكن بلا جدوى، طلبت المساعدة من المدفعية لكنها فشلت».

ومضى متحدثًا عن التفوق المصري في الحرب، قائلاً: «العدو دمر جزءًا من أسلحتنا التي نشبت فيها النيران. المصريون قاموا برشنا بنيران مدافعهم. المنطقة امتلأت بالدخان الرمادي ورائحة أجساد جنودنا المتفحمة، رائحة لن تفارق مخيلتي حتى أموت».

وتابع: «أصدرت أوامري للجنود (ادهسوا المصريين)، سائق الدبابات تقدم إلى الأمام وصعد فوق جسد جندي مصري، فوجئنا أن الأخير لا يزال حيًا وقام لينفض الرمل والأتربة من فوق كتفيه، كان بحوزته آر بي جي يصوبه في اتجاه دبابتنا على بعد 5 أمتار فقط، وهي مسافة تكفي كي ينظر إلينا هذا الجندي في أعيننا، ضربته قبل أن يطلق النيران، لكن نيران المدافع والقنابل اليدوية ظلت تدوي في حلبة القتال، كانت لحظات رهيبة مخيفة ومرعبة، اكتشفت أن أحد مساعدي قتل بعد إصابته برصاصة في الرقبة».

ولفت إلى أنه «بعد 10 دقائق فقط من تبادل إطلاق النار، لم يتوقف المصريون عن القتال وأسقطوا العديد من القتلى والمصابين بصفوفنا، لم يكن لدينا أي خيار، جاءتنا الأوامر بالانسحاب من أرض المعركة، لقد احترقت دباباتنا ومدرعاتنا وناقلات الجنود، كنت أعلم أنه لو بقينا فترة أطول سيقضى علينا كما حدث للمدرعات والدبابات التي دمرها العدو في الأيام الأولى لحرب 1973، حينما حاولت إسرائيل شن هجوم مضاد، لو كنا قد بقينا لفترة أطول كنا سنخاطر بحياتنا».

واعترف «باراك»، قائلاً: "هذه المعركة جعلتني أرتعد من الخوف مثلي مثل كل جندي شارك بها، المعركة التي قتل بها وفي يوم واحد فقط 53 إسرائيليًا،  43 من المظليين، و 10 جنود من كتيبتي والكثير من الجرحى».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إسرائيل مصر إيهود باراك كتاب بلادي حياتي حرب أكتوبر 1973