«فورين بوليسي»: صدام مرتقب بين الميليشيات الشيعية والقوات الأمريكية بسوريا

الثلاثاء 17 أبريل 2018 07:04 ص

عوامل عدة قد تدفع الميليشيات الشيعية الموالية لنظام «بشار الأسد» إلى التركيز على مواجهة القوات الأمريكية على الأرض، في سوريا وأهمها تراجع تنظيم «الدولة الإسلامية»، وخسارة القوى المعارضة للنظام مواقعها، والضربة الثلاثية الأخيرة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.

توقع ذلك، تقرير لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، التي قالت إن الميليشيات الشيعية «دائما ما عبرت عن مواقف معادية للغرب، لكن عندما تجد تهديدا وراء تهديد، فإنها ستحاول الرد».

ونقلت الصحيفة، إعلان كتيبة «الباقر محمد»، التي تعد واحدة من الميليشيات المدعومة من إيران، وتعمل في سوريا، على صفحتها في «فيسبوك»، إنها ستبدأ الهجمات على الجنود الأمريكيين في سوريا، حين قالت: «نحن في قيادة كتيبة الباقر نزف الأخبار السارة عن بدء العمليات العسكرية والجهادية ضد المحتل الأمريكي ومن يتعاونون معه في سوريا».

وحسب الخبير بـ«معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» الذي يتابع شؤون الميليشيات في سوريا، «فيليب سميث»، تم توثيق زيادة المواقف العدائية للميليشيات تجاه القوات الأمريكية في شمال سوريا، التي تذهب أبعد من التحذير.

ولاحظ «سيمث» أن إعلان كتيبة «الباقر»، ذهب أبعد من البيان للدعوة إلى الجهاد، وقال: «الجماعة نفسها لا يمكنها إعلان الجهاد الذي هو مسؤولية القيادة الإيرانية العليا».

ليست مزحة

من جانبه، يرى المحلل العسكري في «مركز عمران للدراسات الإستراتيجية»في إسطنبول، «نوار أوليفر»، أن بيان كتيبة «الباقر محمد»، ليس مزحة، وقال: «سنرى لاحقا فعلا عسكريا».

وحسب مجلة «فورين بوليسي»، فإن الهجمات الجوية المحدودة التي شنتها واشنطن وباريس ولندن أشعلت حماس مؤيدي «الأسد» الذين خرجوا للشوارع للتعبير عن دعمهم له.

ونقلت المجلة عن خطاب للأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني الموالي لـ«الأسد» وإيران، «حسن نصر الله»، قوله: «ما حدث صباح السبت سيعقد الحل السياسي، وسيشعل العلاقات الدولية وسيؤجل محادثات جنيف إن لم يدمرها».

وأصبحت الجماعات المسلحة في سوريا، ممن لها علاقة مباشرة أكثر صراحة في التعبير عن نيتها ضرب القوات الأمريكية من سوريا، خاصة المتمركزة في الشمال وشمال شرقي البلاد.

ضد أمريكا

وحسب مراقبين تحدثوا للمجلة، حرفت الجماعات المسلحة الموالية لإيران في المنطقة تركيزها بعد هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية»، لمواجهة الولايات المتحدة.

وقال «رناد منصور»، من مركز «تشاتام هاوس» البحثي في لندن: «بعد الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، يقولون (الجماعات المسلحة الموالية لإيران) الآن: نحن الآن أولا ضد أمريكا وثانيا ضد الآخرين».

وأضاف: «من الناحية الكلامية، فإنهم يؤكدون أن الأمريكيين هم عدوهم، ولو احتدم النزاع بين الولايات المتحدة وإيران فإن هؤلاء هم وكلاؤها على الأرض».

وأشار في هذا السياق لما أوردته صحيفة لبنانية عن محاصرة مقاتلين شيعة موقعا أمريكيا في العراق بعد الضربات الجوية على مواقع تابعة للنظام السوري، السبت الماضي.

ورفض المسؤولون الأمريكيون تأكيد أو نفي المعلومات، حيث قالوا إن كل القوات تتبع أوامر الحكومة العراقية.

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي، العقيد «ريان ديلون»: «يحتفظ التحالف بحق الدفاع عن نفسه وشركائنا العراقيين ضد أي تهديد».

فبعد غزو العراق، نظم الحرس الثوري الإيراني ميليشيات شيعية قاتلت ضد الأمريكيين إلا أن القوات الأمريكية انحصر وجودها في القواعد العسكرية، وهي تتكون من مستشارين ومهندسين يعلمون إلى جانب أعداد من الجنود البريطانيين والفرنسيين.

وهناك حوالي 5500 متعهدا نصفهم مواطنون أمريكيون موزعون على مناطق في العراق وسوريا.

مواجهة حتمية

من جانبه، يرى الباحث في معهد «بروكينز- الدوحة»، «رانج علاء الدين»، أنه «كلما خف النزاع والمقاومة، وتلاشى التمرد ضد الأسد، كلما زادت فرص مواجهة إيران وجماعتها الوكيلة للولايات المتحدة».

وأضاف: «يمكن للولايات المتحدة السيطرة عليهم من الجو إلا أن القوات الأمريكية البالغ عددها 2000 جندي المتمركزة في الشرق السوري، ليست في وضع لمواجهة عشرات الآلاف من الجماعات الوكيلة التي تنتظر الأوامر».

وتعد الجماعات المرابطة في الشرق، التي تجند المقاتلين من أبناء العشائر الموالية لـ«الأسد»، من أكثر الأصوات حدة ضد الولايات المتحدة.

وتحاول القوات الموالية للنظام، تجنب أي مواجهة مع القوات الأمريكية مقارنة مع الميليشيات التي واجهت الأمريكيين أكثر من مرة.

ووزعت جماعة موالية للنظام اسمها «المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية»، فيديو، تزعم فيه أنها قامت بقصف القوات الأمريكية بقنابل هاون، قرب بلدة عين عيسى، شمال محافظة الرقة السورية.

وقالت الجماعة إنها ستقوم باستهداف القوات الأمريكية والكردية الموالية لها.

وبدا من تصريحات المؤسسة الإيرانية ما يشي أن الوقت قد حان لمغادرة الأمريكيين سوريا.

ويرغب الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، في سحب قوات بلاده من سوريا، وتحت ضغوط من مستشاريه السياسيين والعسكريين، وافق على إبقائها 6 أشهر إضافية، على أن يتم سحبها قبل الانتخابات الفرعية للكونغرس المزمعة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، كشف قائد «وحدات حماية الشعب الكردية»، «سبان حمو» عن وجود 5 قواعد عسكرية أمريكية رئيسية شمال سوريا، هي: اثنتان في كوباني (عين العرب) وواحدة في كل من الشدادي والحسكة والمالكية.

كانت «الأناضول»، كشفت في يوليو/تموز الماضي، عن مواقع 10 قواعد أمريكية في الأراضي السورية.

وقالت الوكالة، في تقرير خاص أعدته بهذا الصدد، إن القوات الأمريكية، تستمر منذ عام 2015، بتوسيع وجودها العسكري في المناطق الخاضعة لتحالف «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تشمل في هيكلها العسكري الأساسي «وحدات حماية الشعب الكردية»، في الشمال السوري.

  كلمات مفتاحية

ميليشيا شيعية أمريكا إيران الأسد قوات أمريكية مواجهة الدولة الإسلامية