«نيويوركر»: رئاسة «ترامب» تلفظ أنفاسها الأخيرة

الثلاثاء 17 أبريل 2018 08:04 ص

قالت مجلة «نيويوركر» الأمريكية إن رئاسة «دونالد ترامب» للبيت الأبيض «تلفظ أنفاسها الأخيرة»، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي يمر حاليًا بـ«أصعب فترات حكمه».

وتقول المجلة، في مقال لكاتبها «آدم ديفيدسون»، إن الولايات المتحدة «تدخل هذا الأسبوع، على وجه اليقين، آخر فصل من فصول رئاسة ترامب، وليس هذا القول من قبيل النبوءة، بل هو ببساطة الحقيقة الواضحة للعيان».

وحسب رأي المجلة، فإن الأمر الشائع لدى العامة أن أتباع «ترامب» انتخبوه؛ لأنهم رأوا فيه تحديداً رجل الأعمال الذي لا يتوانى عن فعل أي شيء يضمن له النجاح، وهو في الحقيقة «اعتقاد خاطئ».

وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الكثيرين ليس لديهم فكرة واضحة عن نشاطات «ترامب التجارية المشبوهة»، لكن ما إن يُماط اللثام عنها، حتى «تنجلي رواية مختلفة تمامًا عن حقيقة الرجل».

وحسب المجلة الأمريكية، فإن الرواية التي سينقشع عنها الغموض، هي أن «ترامب لم يجلس على قمة إمبراطورية عالمية، كما أنه ليس ذلك العبقري بالبديهة، ولا ذلك الفتى القوي الشكيمة الذي جنى ثروة تقدر بمليارات الدولارات بجرأة لا تعرف الخوف».

وأضاف الكاتب: «ترامب لم يكن لديه قبل انتخابه رئيسًا سوى نشاط تجاري صغير يديره في الغالب اثنان من أكبر أنجاله (دونالد الابن وإيفانكا) ومحامٍ (رديء) اسمه مايكل كوهين، الذي يواجه الآن طوفانًا من التهم تتراوح ما بين الاحتيال المالي وغسل الأموال ومخالفات مالية تتعلق بحملة ترامب الانتخابية».

وتابع أن هناك أسئلة قانونية مهمة ما تزال مطروحة مثل: «ما مقدار ما يعرفه ترامب وأبناؤه عن إجرام شركائهم التجاريين؟».

ويخلص المقال، إلى أن الإجابة عن ذلك السؤال وغيره سيكون لها دور في البت بشأن ما إذا كان الضالعون في تلك العمليات («ترامب» وأبناؤه ومحاميه «كوهين») سيُزج بهم في السجون، وإذا كان ذلك كذلك، فكم مدة العقوبة التي سيقضونها في غياهب السجن؟.

ويخضع «كوهين» لتحقيق جنائي منذ أشهر في وثائق حصل عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي أي) خلال مداهمة منزله تتعلق بتورطه بترتيب تسويات مالية لطمس الفضائح المرتبطة بموكله، كما ستحضر الجلسة الممثلة الإباحية «ستورمي دانيالز».

كان «كوهين» اعترف علنا بأنه دفع 130 ألف دولار للممثلة الإباحية في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 مقابل صمتها، وهي تؤكد أنها أقامت علاقة مع «ترامب» عامي 2006 و2007.

وأكد «ترامب» أنه لا علم له بهذه الصفقة، كما نفى أن يكون أقام علاقة مع «دانيالز».

التدخل الروسي

وتطرقت المجلة إلى قضية التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية، فتقول إنه لم تعد التحقيقات في هذا الشأن تقتصر على التواطؤ مع روسيا؛ فهناك إلى جانب تلك المسألة قضية أخرى على الأقل تتعلق بفحص الرسائل التي عثر عليها المحققون في مكتب المحامي «كوهين» لدى اقتحامهم له.

وداهم عناصر «إف بي أي»،  الأسبوع الماضي، غرفة فندق ومكتب وخزنة «كوهين»، وحصلوا على وثائق وصادروا هاتفين جوالين.

وتوقع الكاتب أن تكشف المعلومات التي وُجدت بداخل مكتب «كوهين» وغرفته في فندق «ترامب»، بوضوح على الأرجح، مقدار ما يعرفه الرئيس وعائلته حول التواطؤ مع روسيا وعلاقتهم معها.

ومضى بالقول: «ما نعرفه فعلاً يدعو للقلق»، مشيرًا إلى أن المعلومات التي سيضع المحققون أيديهم عليها قريبًا «ستزيد الطين بلة على ترامب وحاشيته وأبنائه».

وحسب المجلة، فمن حق «ترامب» أن «يستشيط غضبًا وترتعد فرائصه؛ فالمحققون يتحرون الآن عن كل القضايا التي يُشتبه تورطه فيها».

وتعتقد «نيويوركر» أن «كوهين» ظل يمثل الوسيط الرئيسي بين عائلة «ترامب» وشركائهم حول العالم، كما أنه مستشاره الأول ومن يعقد الصفقات ويعرف كل شيء ويسجل معظمها، وهو ما سيعرفه المحققون.

وسيكون هناك إنكار ومقاومة وهجوم مضاد من قبل «ترامب» وشيعته، حسب المجلة، لكن المرجح على ما يبدو أننا عندما ننظر وراءنا سندرك أن هذا الأسبوع يمثل نقطة تحول.

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب التدخل الروسي كوهين البيت الأبيض التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية