«أتلانتك» تكشف تناقضات إيران و«حزب الله» في سوريا

الأربعاء 18 أبريل 2018 07:04 ص

نشرت مجلة «أتلانتك» الأمريكية تقريرا للباحث في معهد كارنيغي «كريم ساجدبور»، شن فيه هجوما عنيفا على إيران و«حزب الله»، كاشفا عن حجم التناقضات الإيرانية والدوافع الحقيقية وراء خوض إيران وحزب الله للحرب في سوريا ودعم رئيس النظام السوري «بشار الأسد» بهذا الشكل الكبير.

وتساءل «ساجدبور» عن السبب الذي يدعو بلداً مثل إيران تعرضت لهجمات كيميائية أثناء الحرب مع العراق أن تدعم «الأسد» بالوسائل والقدرات لاستخدامها وإنكار أنه يفعل هذا.

وأجاب الكاتب على تساؤله، قائلا إن الدعم الثابت والمستمر لـ«الأسد» لا ينبع بالضرورة من حسابات إقليمية والمصالح المالية للجمهورية الإسلامية ولا المعتقدات الدينية للثورة، ولكن الكراهية المتجذرة لـ(إسرائيل).

ونقل الكاتب بحسب المقال الذي ترجمه «القدس العربي» عن «قاسم عيد»، الذي نشأ في سوريا وكان ضحية من ضحايا هجمات الأسد الكيميائية والذي قال «لو كان الطريق إلى فلسطين هو تشريد ملايين السوريين فلا أريد العودة إلى فلسطين».

ورأى الكاتب أن التحالف الإيراني مع «الأسد» هو دراسة في التناقضات، ففي الوقت الذي تقمع فيه الثورة الإسلامية العلمانية، يقول «الأسد» إن أهم شيء هو أن تظل سوريا كما هي، وفي الوقت الذي تسجن فيه المرأة الإيرانية التي تتجرأ على خلع حجابها، يحتفل مقاتلو «حزب الله» بانتصاراتهم في نوادي دمشق الليلية مع الراقصات.

وفي الوقت الذي تغطي فيه العواصم الأوروبية الفن العاري الذي يعود إلى عصر النهضة حتى لا يؤذوا الزوار الإيرانيين، استخدمت قوات «الأسد» سلاح الاغتصاب كوسيلة للقمع ضد المعارضة.

وأصبح محور طهران- دمشق يشبه علاقة حب متبادلة ومتفجرة، ومن أجل الحصول على الدعم الإيراني تخلى «الأسد» عن السيادة.

وكما قال رئيس الوزراء السوري السابق «رياض حجاب»، إن سوريا يحتلها النظام الإيراني ومن يدير البلد ليس «بشار الأسد» ولكن قائد فيلق القدس «قاسم سليماني»، لكن الدعم المالي الإيراني الذي يقدر بالمليارات أصبح مصدر حنق من الإيرانيين الذين احتجوا نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، وطالبوا الملالي بمغادرة سوريا والتفكير بهم.

ومع أن إيران تشعر بالثمن المالي للمشاركة في سوريا لكنها قامت باستئجار الجنود ودفع كلفتهم حيث أحضرتهم من أفغانستان، وباكستان والعراق ولبنان وهناك حوالي 40 ألف مقاتل شيعي في سوريا تكبدوا خسائر بشرية خمسة أضعاف مما خسره الإيرانيون.

وكانت خسائر لواء الفاطميون الأفغاني الأكبر حيث يتكون من عمال غير شرعيين وقصر قدم لهم الحرس الثوري عرضا لا يمكنهم رده؛ إقامة لمدة 10 أعوام في إيران و800 دولار في الشهر لو وافقوا على القتال في سوريا من أجل الدفاع عن «السيدة زينب» قرب العاصمة دمشق.

ويقول «ساجدبور» إن مهمة الدفاع عن الدور الإيراني في سوريا أمام الغرب وقعت على كتف وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» الذي ظل يؤكد أنه لا قوات إيرانية في سوريا في وقت كان الحرس الثوري يعلن مقتل ألف مقاتل هناك.

وبعد كل هجوم كيميائي كان «ظريف» يبرئ ساحة «الأسد» من أية مسؤولية، وكان يذكر الغرب بدعمه لنظام «صدام حسين» الذي استخدم السلاح الكيميائي.

وبعد سبعة أعوام من الدعم والمليارات والموقف الثابت من روسيا ورغبة الرئيس الأمريكي الخروج من سوريا تشعر إيران أنها كانت محقة في تدخلها، ولهذا تقوم ببناء قواعد عسكرية دائمة خارج العاصمة دمشق مزودة بطائرات بدون طيار، ولن تغير الغارات الأمريكية المتقطعة على النظام السوري من حسابات إيران.

وكشفت الغارات يوم الجمعة عن تناسق القوة بين إيران والولايات المتحدة في سوريا، ففي الوقت الذي لا يهتم فيه «ترامب» بسوريا فإن معارضة «خامنئي» لـ(إسرائيل) لم تتزحزح منذ أربعة عقود وسيأخذ الكراهية معه إلى قبره.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إيران سوريا حزب الله بشار الأسد إسرائيل الحرب السورية