تقلب الطقس بمصر: انتهاء أسطورة «معتدل صيفا ودافئ شتاء»

الأربعاء 18 أبريل 2018 09:04 ص

تستعد مصر إلى استقبال شهر رمضان الفضيل، وسط مخاوف من درجات الحرارة، التي يُتوقع أن تكون مرتفعة بشكل كبير بالنسبة لطبيعة الجو في مصر، وهو ما يثير قلق الصائمين من مدى احتمالهم للتعب والحر والشمس القاسية أثناء نهار الصيام المُرهق.

ورغم انشغال عدد كبير من المواطنين بالتحضير لشهر رمضان الكريم اقتصاديا نظرا للضغط على المتاجر كعادة الشهر في مصر، إلا أن مخاوف جديدة بدأت تلوح في الأفق من درجات الحرارة التي باتت أكثر صعوبة كل عام عن العام الذي سبقه.

وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأرصاد الجوية، «أحمد عبدالعال»، لطمأنة المصريين بشأن درجات الحرارة وتأثيرها على الصيام، موضحا أن الشهر الكريم سيبدأ في النصف الثاني من شهر مايو/أيار، وينتهي نهاية النصف الأول من شهر يونيو/حزيران، أي سيكون بالكامل في فصل الربيع.

وأضاف لـ«المصرى اليوم»: «درجات الحرارة فى فصل الربيع، تكون مرتفعة مع انخفاض فى نسبة الرطوبة، بالمقارنة بأشهر الصيف، كما يكون هناك مع الموجات الحرارية نشاط للرياح، قد يصل إلى حد العاصفة، وهذه الموجات تكون قصيرة وحادة، بمعنى أن مدة هذه الموجة لا تزيد على 48 ساعة».

وتابع «عبدالعال»: «في الأيام الأولى من الشهر الكريم، ستتراوح درجات الحرارة ما بين 31 - 33 درجة مئوية على القاهرة، وترتفع درجة الحرارة لمدة 48 ساعة إلى 35 درجة مئوية، بينما في الأيام العشر الثانية سوف تتراوح درجة الحرارة على القاهرة ما بين 32 - 36 درجة مئوية، ومع نهاية الشهر سوف ترتفع درجة الحرارة على القاهرة لتتراوح بين 35 - 38 درجة مئوية، أى سيكون مائل للحرارة في بدايته، وحار فى منتصفه، وشديد الحرارة فى نهايته».

ووجه عدد من النصائح للصائمين، على رأسها تناول الأطعمة التي بها كميات كبيرة من السوائل بعد الإفطار، وتناول كميات كبيرة من المياه، وعدم التعرض للشمس فترات طويلة، وبالنسبة لأصحاب أمراض السكري وضغط الدم فعليهم أخذ مشورة الطبيب المعالج دائما.

وقال إن هناك تغييرات مناخية أثرت على العالم كله، ومنها مصر، بسبب الاستخدام المفرط لمشتقات البترول، والتي أدت إلى انبعاث غازات الاحتباس الحراري التي تسببت في وجود غلاف من الملوثات حول الكرة الأرضية، وصاحبها احتباس الحرارة داخل الكرة الأرضية، الأمر الذى يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وتابع: «إذا لم يحافظ العالم على عدم زيادة درجة حرارة الأرض درجتين سوف يؤدى ذلك إلى كارثة حقيقية تؤثر على سكان الأرض جميعا، والحل يكمن في اللجوء إلى استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة كالشمس والرياح والمياه».

إلى ذلك، شرع طلاب المدارس المصرية في إطلاق مزحة حول المناخ في البلاد، والذي يرد حوله عبارة شهرية في المناهج الدراسية لمادة الجغرافيا وهي «مناخ مصر حار جاف صيفا ودافئ ممطر شتاءً»، ليقولوا أن تلك الحقيقة أصبحت أسطورة خيالية مؤخرا.

حيث شهدت مصر خلال السنوات الأخيرة، وتحديدا خلال العام الجاري، حقيقة مناخية تختلف كليا عن ذلك التعريف، الذي سبق وكشف «أحمد عبدالعال» أنهم بصدد تغييره في المناهج الدراسية.

وشهدت السنوات الماضية أيضا عدم استقرار أحوال الطقس مقارنة بين فترات محددة من العام، ففى الفترة نفسها من العام قبل سنتين في القاهرة، كان الطقس أكثر ميلا للصيفي عن الربيعي صباحا، وارتفعت درجات الحرارة لتصل إلى 31، قبل أن تنخفض ليلا ليسود طقس شتوي بـ18 درجة مئوية.

أما العام الماضي، فقد شهد انخفاضا في درجة الحرارة ليصبح الطقس أكثر ربيعا صباحا بـ27 درجة، قبل أن تنخفض ليلا لـ10 درجات كاملة ليصبح الطقس باردا أشبه بليالي الشتاء.

ولم تعد مصر تتمتع بطقس دافئ شتاء كما تقول المناهج الدراسية، ففى عام 2016، كانت احتفالات «الكريسماس»، أو رأس السنة الميلادي، في 25 ديسمبر/كانون الأول تقام في طقس بارد صباحا بـ17 درجة مئوية، انخفض ليصبح باردا جدا بتسع درجات فقط مساءً.

أما الصيف فلم يعد يحمل للمصريين طقسا حارا جافا بل طقسا غير مستقر أيضا، فرغم اعتداله في 2016 بـ34 درجة صباحا و24 درجة مساءً، إلا أنه ارتفع بشدة العام الماضى لـ41 درجة صباحا، تنخفض بشدة لـ25 درجة مساءً، ليبدو أن الأسطورة التي نشأت عليها الأجيال تبدلت لتحل محلها علامات استفهام حول ما تمر به مصر من تقلبات في طقسها.

المصدر | الخليج الجديد + المصري اليوم

  كلمات مفتاحية

مصر طقس ارتفاع درجات الحرارة حر صيف شتاء شمس احتباس حراري ربيع رمضان