«فريد الديب».. محامي «مبارك» يترافع عن «جنينة»

الخميس 19 أبريل 2018 07:04 ص

لجأت أسرة الرئيس السابق للجهاز المركزي المصري للمحاسبات المستشار «هشام جنينة»، إلى المحامي «فريد الديب» المعروف إعلاميا بمحامي الرئيس المخلوع «حسني مبارك»، للدفاع عنه أمام القضاء العسكري الذي يحاكمه بتهمة «الإضرار بالقوات المسلحة»، في القضية المعروفة إعلاميا بـ«وثائق عنان».

واعتقل «جنينة»، على خلفية تصريحاته التي قال فيها إن الفريق «سامي عنان» رئيس أركان الجيش المصري الأسبق، يحتفظ بوثائق خارج مصر تدين قيادات الدولة عن الفترة التي تلت ثورة 25 يناير/كانون الثاني.

وكتب «نجاد البرعي»، محامي «عنان»، عبر حسابه بـ«تويتر»، «أسرة المستشار هشام جنينة تطلب من المحامي الكبير الأستاذ فريد الديب المشاركة في الدفاع عنه أمام المحكمة العسكرية».

 

وجاءت تصريحات «نجاد» بعد ساعات من نظر محكمة الجنايات العسكرية أولى جلسات محاكمة «جنينة»، وتأجيل المحكمة نظر القضية إلى جلسة الأربعاء.

ولم ينف محامو «جنينة» ما جاء على لسان «نجاد»، وقال المحامي «علي طه»، إنه علم بوجود تواصل بين أسرة «جنينة» والمحامي «فريد الديب»، للانضمام لهيئة الدفاع عن المستشار.

وأضاف أن «الباب مفتوح للجميع، ولا يوجد ما يمنع من انضمام الديب لهيئة الدفاع، وليس هذا فقط بل من يريد من محاميي مصر الانضمام فليتفضل»، مؤكدًا أن «ما يشغلهم ويهمهم تحقيق مصلحة المستشار جنينة في النهاية».

ونوه بأنه «لم يسأل أسرة جنينة، عن ذلك الأمر»، متابعا: «خلال جلسة أمس الأول أيضًا لم يُثر ذلك الأمر أثناء حديثي مع الرئيس السابق للمحاسبات، ولم أهتم بذلك كثيرًا».

ويشير لجوء أسرة «جنينة» إلى «الديب»، إلى عدم اطمئنانهم على مصير رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، ومحاولة إخراجه من المأزق التي وضعته فيه تصريحاته حتى ولو بالاعتماد على محامي «مبارك»، خاصة لما عرف عن الأخير من كفاءته المهنية ونجاحه في الحصول على البراءة في قضايا سياسية كبرى كقضية قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 الذي كان «مبارك» متهما فيها، فضلاً عن أن «الديب» وجه مقبول بالنسبة للنظام الحالي، ما يسهل إجراءات تتعلق بزيارة الأسرة لـ«جنينة» في السجن.

جدل واسع

وأثار لجوء أسرة «جنينة» لـ«الديب» جدلا واسعا في المجتمع المصري، وهاجم ناشطون، «جنينة» على مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن رفضهم لتولي «الديب» الدفاع عنه، خاصة أن معركة كلامية درات بين «جنينة» و«الديب» عام 2015، حيث قال «الديب» وقتها، إن «جنينة خطر على استقرار مصر إذا ظل رئيسا للجهاز المركزي للمحاسبات، فيما رد «جنينة»: «أنا خطر على أمثاله (الديب)، وعلى كل من يتحالف مع الفساد ويريد إغلاق ملفات إهدار المال العام».

من جانبه رفض، الفقيه الدستوري «محمد نور فرحات»، أستاذ القانون في جامعة الزقازيق، المزايدة على «جنينة» لاختياره «الديب» للدفاع عنه، في القضية المتهم فيها أمام القضاء العسكري.

وقال «فرحات» المعروف بمعارضته لنظام الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، في تدوينة على «فيسبوك»، «عذرا، مسألة توكيل المستشار هشام جنينة المحامي فريد الديب للدفاع عنه، يجب أن تناقش إن كان هناك حق لأحد في مناقشتها، بعلم وحياد وتجرد بعيدا عن المهاترات والهتافات والمراهقة السياسية وإعلان مواقف زاعقة بلا ثمن».

وأضاف أن «جنينة قاسى وتألم ماديا وجسميا ومعنويا ودفع ثمنا باهظا في سبيل الدفاع عما يراه حقا، وليس من الخلق أو الضمير القويم المزايدة عليه أو لومه في اختيار محاميه».

وزاد: «في هذه القضية الشديدة الخطورة التي تتهدد رجل قضاء رفيع القدر، فصل من عمله وجرى الاعتداء عليه بدنيا وسجن، يجب أن يتحرر اختيار المحامي من أي اعتبارات إلا اعتبارات الكفاءة المهنية، والديب محام محترف وليس رئيسا لحزب سياسي، ومن أولى مبادئ المحاماة أن تنصر من يستنجد بك حتى ولو خالف قناعاتك وانحيازاتك».

وأردف «الديب دافع عن كثير من المعارضين السياسيين، ودافع عن مبارك والعادلي، وتأهب للدفاع عن عهد التميمي وحالت دون ذلك أمور خارجة عن إرادته، وأن نطلب من المحامي الدفاع عن فصيل دون فصيل، مثله كمثل أن نطلب من الطبيب علاج مريض دون مريض».

وتابع: «المحاماة ليست مهنة رأي بل مهنة غوث. طبعا هناك قيود أخلاقية قد تدفع المحامي لقبول أو رفض بعض القضايا، ولكنها قيود ذاتية يحددها المحامي نفسه، وليس من بينها الدفاع عن أصحاب الرأي من أي اتجاه، فكم ترافع الراحل نبيل الهلالي المحامي اليساري عن أعضاء في التيار الإسلامي».

وأشار إلى أن «عددا من المحامين ذوي التوجهات السياسية التقدمية قد تحفظوا في الدفاع عن جنينة لأسباب تفهمها المستشار جنينة بل بادر هو بالتحفظ وقد تكون هذه الأسباب مقنعة».

 

من هو «الديب»؟

ويعتبر ناشطو ثورة 25 يناير/كانون الثاني، «الديب» أحد رموز دولة «مبارك» والمسؤول الأول عن براءته.

و«الديب» محام مصري يبلغ من العمر 75 عاما، تولى الدفاع عن المتهمين في قضايا سياسية وجنائية مشهورة، كان آخرها دفاعه عن «مبارك» ونجليه «علاء» و«جمال» ووزير داخليته «حبيب العادلي» في قضايا ثورة 25 يناير/كانون الثاني.

كما تولى الدفاع عن رجل الأعمال المشهور «هشام طلعت مصطفى»، فى قضية مقتل الفنانة اللبنانية «سوزان تميم»، إضافة إلى الدفاع عن «أيمن نور»، رئيس حزب الغد عام 2005 بعد اتهام الخير بتزوير توكيلات الحزب عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية التي نافس فيها «نور»، «مبارك».

ومن بين القضايا الشائكة التي تولاها كذلك، قضية أقامتها عائلة الرئيس الراحل «محمد أنور السادات» ضد صحيفة «العربي الناصري» التي اتهمت الرئيس الراحل بـ«الخيانة».

لكن تبقى أشهر القضايا التي تولاها، هو دفاعه عن الجاسوس الإسرائيلي «عزام عزام» عام 1997.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

هشام جنينة فريد الديب مصر المحكمة العسكرية سامي عنان

مصر.. نقل المحامي فريد الديب للمستشفى عقب تدهور حالته الصحية

للمرة الثانية خلال أسبوع.. نقل المحامي المصري فريد الديب للمستشفى