ركلات الجنين.. ليست تواصلا مع الأم بل «تمارين رياضية»!

السبت 21 أبريل 2018 10:04 ص

أحيانا ما تقوم السيدات الحوامل بتشغيل مقطوعات موسيقية من أجل جنينهن، حيث يلاحظن اختلاف حركة الطفل في رحمهن، وأثر الموسيقى على ذلك بالنسبة لأسلوب الحركة وحدتها.

وفي بعض الأحيان، تعود بعض الأمهات إلى البيت بعد يوم من العمل، وتشغل الموسيقى من أجل الاسترخاء، فترة قصيرة من الزمن. وتختار العديد من النساء قائمة من الموسيقى الكلاسيكية للاستماع إليها رفقة جنينها، خاصة بعد أن انتشرت دراسات حول تأثير هذه الحيلة خلال فترة الحمل.

ويرى البعض أن الاستماع إلى الموسيقى يساعد على تحفيز الرضَّع، وهو ما يجعلهم أحيانا يستجيبون عبر ركلة صغيرة في بطن الأم، وفق ما ذكرته صحيفة «el pais» الإسبانية.

وعلى الرغم من أن هذه الحركات غالبا ما تحدث للأمهات الحوامل، فإنها ليست استجابة لحافز الموسيقى الكلاسيكية. علاوة على ذلك، لا يرغب الجنين من خلال هذه الحركة في التواصل مع أمّه.

تمارين رياضية

ولكن بحسب الدراسات الأخيرة، فقد تم التوصل أن استجابة الجنين للموسيقى ليست تفاعلا مع النغم، ولكنه الجنين يقوم بالتمارين الرياضية لا أكثر.

وأكدت هذه الحقيقة وهذه الاستنتاجات، الكلية الإمبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب، في دراسة لها نُشرت بجمعية لندن الملكية.

وجاء في نتائج الدراسة، أن الأجنة تقوم بالركل والتحرك من أجل تمرين العضلات، وتشكيل المفاصل والعظام بشكل جيد.

وتجلب هذه التحركات منافع للجنين تعادل المنافع التي يحصل عليها البالغون بفضل ممارسة أي نوع من الرياضات. وتتمثل هذه المنافع، على وجه الخصوص، في تقوية العضلات وتمتين العظام.

 بشكل عام، تبدأ الأجنة بتحريك الرأس خلال الأسبوع العاشر من الحمل تقريبا. أما الركل، فيأتي في وقت متأخر قليلا.

وعلى وجه الخصوص، تباشر الأمهات المستقبليات بالشعور بالركل على مستوى البطن، بين الأسبوعين الـ16 والـ18.

كما تشعر الأم بالركلات الأكثر حدّة خلال الفترة الفاصلة بين الأسبوعين الـ20 والـ30. وخلال هذه الفترة، تكون هذه الركلات بقوة 45 نيوتن، أي ما يعادل الضغط الذي يمارسه كيس يزن أكثر من 4 كيلوغرامات ونصف الكيلو على الأرض.

ودون أدنى شك، تعد هذه الحقيقة غير مؤثرة بالنسبة للكثيرين، عكس الاعتقاد بأن الجنين يتواصل مع أمه أو مع العالم الخارجي. لكن في الحقيقة، لا تتفق العلوم حول ما إذا كان الجنين قادرا على الاستماع إلى العالم الخارجي أم لا، عندما يكون في بطن أمه.

وأثبتت بعض الدراسات الأخرى، على غرار الدراسة التي أشرف باحثو معهد ماركيز لطب النساء والتوليد في برشلونة على إنجازها، أن «الجنين يعيش في بيئة عازلة للصوت، عمليا، خلال الأشهر الأربعة الأولى من الحمل».

وعلى ما يبدو، يتمكن الجنين من الاستماع إلى الموسيقى ابتداء من الأسبوع الـ16. لكن، لا يمكن للجنين الاستماع إلا عن طريق المهبل، أو من خلال مكبر صوت أولي، صُمِّم خصيصا من قِبل مجموعة باحثي معهد برشلونة.

تعلم العبارات

أوردت بعض الدراسات الأخرى، مثل التي أجرتها جامعة «هلسنكي» والتي تم نشرها في مجلة ساينس، أن «الجنين لا يمكنه الاستماع فقط؛ بل يتمكن أيضاً من تعلُّم بعض العبارات».

وخلال البحث الذي أفضى إلى هذا الاستنتاج، أعطى فريق العلماء الأمهات الحوامل شريطاً فيه كلمة مخترعة تتكرر عدة مرات، يحمل كل منها نبرة مختلفة. وقبل الولادة، يستمع الرضَّع إلى هذه الكلمات نحو 25 ألف مرة.

بعد الولادة، حلل الباحثون ما حدث للدماغ عندما استمع الرضع إلى الكلمة الوهمية التي تم اختراعها. وفي مرحلة موالية، تمت مراقبة ردود فعل الرضع. وعلى وجه الخصوص، سُجلت ردود الفعل الأقوى لدى أولئك الذين استمعوا إلى هذه العبارة خلال أكثر عدد من المرات داخل بطون أمهاتهم، على مدار أشهر الحمل التسعة.

وقال الأخصائي في علم الأعصاب المعرفي بجامعة هلسنكي، «إينو بارتانين»، وقائد هذا البحث الذي أجرته الجامعة، إنه «عندما يتم تلقين أحد الأصوات عن طريق تكراره في كثير من الأحيان، تتشكل الذكريات، التي يقع تنشيطها في كل مرة يتم خلالها سماع الصوت نفسه».

وأشار الدكتور توماس فيرني، مؤلف كتاب «الحياة السرية للطفل قبل ولادته»، ومؤسس «الجمعية الأميركية لعلم النفس قبل الولادة وخلال فترة الولادة»، إلى أنه «انطلاقا من الشهر الخامس أو السادس من فترة الحمل، يمكن للجنين الاستماع. ومن الجيد تحفيز حاسة السمع لدى الأجنة؛ لأنها خطوة تساعد على تحسين قدراتهم على التعلم، والنوم بشكل أفضل، والبقاء في حالة هادئة».

وحتى إن لم تكن هذه الركلات بمثابة الاستجابة لمحفزات الموسيقى التي نجعل الجنين يستمع إليها، أو تلك العبارات التي نوجهها له، لا تتوقف عن القيام بهذه الممارسات. كما يجب على الآباء أن يعلموا أن ركلات الجنين وتحركاته في بطن الأم، هي خطوات جيدة بالنسبة له في المستقبل.

ومثلما أكدت الدراسة التي أجرتها الكلية الإمبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب، فإن المفاصل جيدة التشكيل بفضل الحركات الرياضية التي يقوم بها الجنين في بطن أمه، وتساعد على الحماية من جملة من الأمراض، على غرار هشاشة العظام.

المصدر | الخليج الجديد + عربي بوست

  كلمات مفتاحية

جنين طفل رضيع أم حمل موسيقى ركل الجنين