كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن وزارة النفط والطاقة السعودية اعترضت على مشروع الطاقة الشمسية الضخم الذي وقعه ولي العهد «محمد بن سلمان» مع مصرف «سوفت بنك» الياباني بقيمة 200 مليار دولار، خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، معتبرة أنه «لا جدوى منه اقتصاديا».

وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن وزير الطاقة والنفط «خالد الفالح» بدا عليه الضيق، خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن المشروع في فندق «بلاز هوتيل» بنيويورك، وغادر المكان سريعا.

وقالت إن مسؤولي وزارة الطاقة فوجئوا بالمشروع، والذي لم يتم وضع تصور كامل له، موضحة أن الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمارات العامة «ياسر الرميان» هو أشد المتحمسين له، حتى يجني ثمار الصفقة الضخمة، ويتميز على الوزير «الفالح»، في صراع النفوذ بينهما.

وبحسب تقرير «فايننشال تايمز»، فإن شركة «أرامكو»، التي تشرف على خطط السعودية للطاقة المتجددة، تحفظت على المشروع لعدم جدواه اقتصاديا.

ونقلت عن أحد المصادر المطلعة داخل الشركة قوله: «هذه مشاريع معقدة، ويجب ألا يتم الإعلان عنها بشكل مفاجئ للأشخاص الذين يشرفون عليها».

واستحضرت الصحيفة البريطانية مشهد إعلان ولي العهد «محمد بن سلمان» عن خطة طرح جزء من شركة «أرامكو» للبيع في البورصة، دون علم الشركة وكبار المسؤولين بالمملكة، الذين تفاجؤوا بالأمر، ثم اتضح أن الإجراء ليس له ذلك البريق الذي تم التسويق له، وهو ما جعل السعودية تتراجع عن تلك الخطوة بشكل مبدئي.

وقالت «فايننشال تايمز» إن «الصفقة لم تنبع من وحدة داخل وزارة النفط السعودية، وإنما نبعت من صندوق الاستثمارات العامة، الذي هو نفسه مستثمر فيها ولديه علاقات مع مصرف سوفت بنك».

يذكر أن الصفقة تعد، حال تنفيذها، الأضخم في العالم، وتوفر طاقة كهربائية تقدر بنحو 200 غيغاوات، يمكن أن تكفي حاجة الطاقة الكهربائية لأكثر من 150 مليون منزل، أو ما يعادل أربعة أضعاف احتياجات السعودية من الكهرباء، بحسب وسائل إعلام سعودية.

وفي يناير/كانون الثاني 2017، نشرت «فايننشال تايمز» تقريرا قالت فيه إن السعودية ستطرح مناقصات تقدر بـ30 مليار دولار أمريكي من أجل برنامج الطاقة الشمسية.

ويظهر هذا الأمر التفاوت الكبير بين ما كان يفترض أن يحدث وما أعلنه «بن سلمان» في نيويورك من صفقة شديدة الضخامة، دون ترتيب مع وزارة الطاقة وشركة «أرامكو».