رغم أنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لكن ركلة الجزاء التي أهدرها نجم إيطاليا «روبرتو باجيو» أمام البرازيل، في نهائي كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية، ستظل الأشهر في تاريخ كرة القدم.

وبعيداً عن إنجازات «باجيو» على المستوى الجماعي والفردي، فهو الفائز بـ«الكرة الذهبية» وجائزة أفضل لاعب في أوروبا عام 1993 والمتوج بالدوري الإيطالي مرتين وكأس إيطاليا والدوري الأوروبي مع يوفنتوس وميلان في الفترة من 1992 إلى 1996، لكن الجميع يتذكرون تلك الركلة اللعينة عند ذكر اسمه للوهلة الأولى.

وفي كأس العالم 1994، فعل «باجيو» كل شيء، فقاد منتخب إيطاليا للوصول إلى النهائي، حيث ساهم بأهدافه الرائعة والمؤثرة في شق طريق البطولة حتى مشهدها الأخير.

وسجل «باجيو» 5 أهداف خلال البطولة، وكان أبرزها عندما قتل إسبانيا في الدقائق الأخيرة بالدور ربع النهائي، وأيضاً هدفه الثمين في شباك نيجيريا في ثمن النهائي الذي أعاد الحياة مرة أخرى لإيطاليا.

وفي المباراة النهائية سيطر التعادل السلبي على مجرياتها حتى وصلت إلى ركلات الترجيح، وبدأت بداية كارثية لإيطاليا، حيث أهدر أحد نجوم المونديال وقتها «فرانكو باريتزي» الركلة الأولى لصالح المنتخب الأزرق، بينما سجل «روماريو» و«برانكو» وأهدر «روبرتو دوس سانتوس» لصالح البرازيل.

وتعادل المنتخبان بنتيجة ركلتين لمثلهما قبل أن يتولى «دانييلي مسارو» مسؤولية تنفيذ الركلة الرابعة للمنتخب الإيطالي لكنه أهدرها، يتقدم البرازيل في النتيجة بفضل ركلة «دونجا» الذي أسكنها الشباك، وجاء الدور على «باجيو» الذي حمل الكرة وسط أنظار أكثر من 94 ألف متفرج في ملعب «باسادينا» بولاية كاليفورنيا الأمريكية، ولكنه أضاع الركلة بطريقة غريبة، حيث سدد الكرة أعلى المرمى بكثير، وأهدى اللقب إلى البرازيل للمرة الرابعة في تاريخها.

وعلق «باجيو» على إهداره لهذه الركلة للبرنامج التليفزيوني «تيكي تاكا»: «ما زالت هذه اللحظة محفورة في ذاكرتي وتؤرقني إلى يومنا هذا، طالما حلمت باللعب في المباراة النهائية لكأس العالم منذ كنت طفلا ولكنني لم أتخيل أبدا أن تكون هذه هي لقطة النهاية».

وأضاف: «ربما ساعدني إهداري لتلك الركلة على البقاء متواضعا، ولكنني لازلت غير قادر على استيعاب ما حدث حتى الآن!».

ومنذ 24 عاماً حتى الآن، باتت هذه الركلة الضائعة هي الأشهر في تاريخ كرة القدم، وهى الكابوس الذي يلازم «باجيو» في كل وقت.