دعا وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» دول الشرق الأوسط إلى الحوار أكثر من أي شيء آخر، محذرا من أن محاولات الهيمنة في المنطقة أدت إلى تدميرها.
ولفت خلال كلمة له أمام مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في نيويورك، إلى أنه «ليس بوسع إيران أو السعودية فرض هيمنتها الإقليمية»، مضيفا: «هذه حقيقة ينبغي علينا القبول بها مهما كانت غير مريحة».
وشدد «ظريف» على ضرورة السعي إلى بناء منطقة قوية، مضيفا أن «إيران جاهزة للحوار، وسبق أن تقدمت بمبادرة لتأسيس مجلس حوار إقليمي»، حسب وكالة «فارس» الإيرانية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها «ظريف» إلى حوار بين بلاده ودول الخليج من أجل العبور من الاضطراب الراهن والتوجه نحو الاستقرار في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الإيراني إن الشرق الأوسط في حاجة ماسة إلى التغيير، محذرا من أنه دون إنجاز هذا التغيير؛ فإن الثمن الذي تتحمله واشنطن سيكون أكبر بكثير مما تكسبه من بيع الأسلحة إلى المنطقة.
واعتبر أنه من الضروري أن تتخلى دول المنطقة عن فكرة إلغاء الآخر من أجل الهيمنة، «بل ينبغي احترام السيادة الوطنية للدول الأخرى وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».
ورد «ظريف» على الاتهامات الموجهة إلى بلاده بالتدخل في شؤون دول إقليمية أخرى بالقول إنه «ثمة حالات تتدخل فيها تلك الدول نفسها في شؤون إيران، لكننا لم نقل أبدا كما قال ولي العهد السعودي (الأمير محمد بن سلمان) بأننا سنجرّ الحرب إلى داخل الأراضي السعودية».
ويشهد الصراع الخليجي الإيراني، وبالتحديد بين الرياض وطهران، تصاعدا كبيرا في السنوات الماضية، خاصة منذ يناير/كانون الثاني الماضي، عقب إعدام السعودية رجل الدين الشيعي الشيخ «نمر النمر»؛ ما أثار ردود فعل غاضبة في إيران، وزاد بشكل كبير جدا مخاطر وإمكانية المواجهة المباشرة.
وتهدد هذه الحساسيات والعواطف الدينية العالية، بتحويل أي شرارة غير مقصودة خلال الحرب الباردة بين القوتين الإقليميتين إلى حرب ساخنة، على غرار حرب الوكالة المشتعلة في اليمن منذ سنوات.
كما أن العداء بين القوتين يشكل تهديدا خطيرا أوسع للمنطقة التي لا تعرف حاليا الاستقرار، ويتناقض مع المصالح طويلة الأجل بين الخليج وإيران.
