موقع أمريكي: إيران عامل توازن في السياسات العربية الإسرائيلية

الأربعاء 25 أبريل 2018 06:04 ص

نشر موقع «لوب لوغ فورين بوليسي» الأمريكي المهتم بشؤون الشرق الأوسط، مقالا لباحثة في جامعة «جورج تاون» بواشنطن، قالت فيه إن إيران تعتبر من الناحية الجيوسياسية هامشية بالنسبة للعالم العربي و(إسرائيل).

وأوضحت الباحثة «شيرين هانتر»، أن «إيران تنبع أهميتها من كونها عامل توازن في السياسات العربية – الإسرائيلية».

وأشارت إلى «أن إيران لم تكن عاملا محددا في السياسة العربية أو السياسة العربية الإسرائيلية، والمبالغة في التدخل لصالح أي طرف مضر للمصالح الإيرانية نفسها».

وتابعت: «عندما حاول الشاه التصرف بنوع من الاستقلال عن إسرائيل، أغضب الدولة اليهودية، وعندما بالغت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواقفها المعادية ضد (إسرائيل)، أصبحت عدوة لكل من العرب وإسرائيل».

وأكدت أن «إيران لن تكون أبدا جزءا من النظام السياسي العربي ولا يمكنها والحالة هذه تشكيل طبيعة النزاع العربي الإسلامي، وستظل خارجة وصلتها بعيدة».

وأضافت أن «وضع إيران متأثر بالعوامل الثقافية والإثنية والعرقية، فرغم  ما تقوله إيران عن إسلاميتها إلا أن الهويات في الشرق الأوسط تقوم بالأساس على الإثنيات واللغة والقرابة التي تجمع وتربط بين السكان»، موضحة «في هذا السياق تبدو إيران وحيدة بالمنطقة فهي دولة شيعية بشكل يعزلها في العالم السني، وفي نظرة فاحصة لعلاقات إيران مع سوريا في مرحلة ما بعد صدام حسين تعطي صورة أنها لن تكون أبدا جزءا من سياسة الشرق الأوسط. فهي وإن استثمرت المليارات في سوريا وقدمت دماء في النزاع الحالي، فلا يزال نظام الأسد داعم لمطالب الإمارات العربية  في الجزر الإيرانية».

وتابعت: «ستكون روسيا هي المستفيد الأول من الناحية الاقتصادية في سوريا، لو وجد شيء بهذا المعنى بعد الحرب، فقد وقعت روسيا اتفاقية مدتها 50 عاما للتنيقيب عن الفوسفات في سوريا».

وأردفت: «في الحقيقة ظلت علاقات إيران مع سوريا أحادية وفي خدمة الطرف السوري، أما الحكومة العراقية فلم توقع على اتفاقية الجزائر ولا وافقت على ترتيبات الحدود ولا اتفاقية سلام وفرضت قيودا مشددة على إيران».

وأكدت الباحثة في الجامعة الأمريكية، أن «الأكثر خطورة، هي المغامرات الإيرانية التي قد تقود إلى مواجهة مع الولايات المتحدة، ولو حدث هذا فيجب أن تعرف إيران أن أيا من القوى الإقليمية لن يسارع إلى نجدتها».

وتعتقد الباحثة أن «من الحكمة بمكان قيام إيران بمتابعة سياسات أكثر عقلانية لها علاقة وتأثير مباشر على أمنها، وسيقلل هذا من تركيز إيران على العراق ودول الخليج، ولا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي من ناحية التطور السياسي في العراق في ضوء العلاقة المضطربة ما بين 1958 – 2003».

وأضافت: «بالنسبة لدول الخليج على إيران أن لا تقف مع جانب ضد آخر، ويجب أن لا تتطوع أبدا لحل الخلافات بين دول هذه المنطقة، وبشكل عام يجب أن تعرف إيران أن السياق الجيوساسي والثقافي المعزول يتطلب منها عدم التورط في نزاعات الآخرين. ومن أجل موازاة قوتها مع القوى الإقليمية الأخرى يجب أن تقيم طهران علاقات أوسع مع الدول خارج المنطقة، مثل أوروبا وآسيا، وسيكون وضع إيران أفضل لو حسنت علاقاتها مع اللاعبين الكبار».

وترى الباحثة أن «لدى قادة إيران الخيار إما أن تمتلك بعد النظر بشأن المحدودية الجيوسياسية والثقافية وتكيف سياساتها بناء على ذلك أو تقوم بإجهاد البلد من خلال أجندة غير واقعية وغير قابلة للتحقيق وذات طابع أيديولوجي».

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

إيران إسرائيل دول الخليج روسيا سوريا