الأمطار تغرق مصر.. ناشطون: مدن الأغنياء عشوائيات فاخرة

الخميس 26 أبريل 2018 07:04 ص

تعرضت محافظات مصرية، لأمطار رعدية أدت لغرق شوارع رئيسية وتعطل واسع لحركة السير، وأصيبت بعض المناطق بالشلل التام، وسط غضب وسخرية واسعة من الناشطين على مواقع التواصل الاحتماعي، ودعوات لمحاسبة المسؤولين المقصرين.

وعلى مدار يومي الثلاثاء والأربعاء، سقطت أمطار غزيرة، غمرت السيارات في الشوارع، وأغلقت المحاور المرورية لساعات طويلة، خشية وقوع حوادث سير، كما تعرضت أسقف بعض المحال التجارية للسقوط.

وأغلقت الأمطار أجزاء من الطريق الدائري بالقاهرة لعدة ساعات، ما أجبر بعض المسافرين على قضاء الليل داخل سياراتهم.

وكان حي القاهرة الجديدة الراقي، أكثر المناطق التي ضربتها الأمطار بقسوة، وهددت كابلات الكهرباء، التي انقطعت بالفعل لساعات.

والتقط المصريون بهواتفهم المحمولة صورا للتساقط الغزير للأمطار، ونشروها عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأظهرت لقطات فيديو الأمطار وهي تنهمر على سقف مول شهير، وسيارات غمرتها المياه تماما.

 

 

 

وتناقل الناشطون والمغردون العديد من الصور ومقاطع الفيديو وانهالت التعليقات الساخرة والطريفة على صفحاتهم. فقال أحدهم: «أفضل الأماكن حالياً للزراعة هي التجمع الخامس».

 

 

 

 

وكتب آخر: «أحسن وقت تشتري فيه في التجمع الخامس هو يومين السيول دول، ممكن تخلص في فيلا بموتور شفط ميه».

ومنهم من قال بنبرة تهكم: «فيلا لدواعي السفر ترى البحر مباشرة».

 

 

كما عبر آخرون عن غضبهم، وتعجبوا من ارتفاع أسعار بيع الشقق في منطقة التجمع الخامس على الرغم من أن البنية التحتية ضعيفة، مشيرين إلى أنهم استغاثوا بمسؤولي الحي لكنهم لم يتلقوا أي إجابة.

وعلق «محمود رزق»، قائلا: «أغلى عشوائيات في مصر».

 

 

ووجهت مواطنة مصرية عَلقت في الطريق الدائري بسبب الأمطار رسالة إلى المسؤولين، مؤكدة أنها لم تتلق أي مساعدة رغم الاستغاثات التي قدمتها كثيراً.

 

 

وتساءلت «زهرة المدائن»، عما جرى للمدن والأحياء القديمة، إذا كانت كل هذه الخسائر قد حدثت في مدينة حديثة.

 

 

ونشر «أحمدعبدالعليم»، صورة لتعاطي قوة الدفاع المدني مع الأمطار، تظهر السيارة تشفط المياه من مقدمتها، وتفرغها في ذات المكان من مؤخرتها.

 

 

أما «أحمد البقري»، فنشر صور طريق العين السخنة وقد غمرته المياه وحولته إلى نهر، وذلك بعد أيام من زيارة الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، وعبر فيه عن «سعادته البالغة بتطويره».

 

 

وقالت «إيمي» ساخرة: «نبارك لأهالي التجمع الخامس على دخول الأتوبيس النهري».

 

 

وتعجب الإعلامي «أسامة جاويش»، مما أسماه سعي السلطات إثبات أن ما جرى ليس في التجمع الخامس، ولكن في بلدان أخرى.

 

 

وتساءل الناشط «حازم عبدالعظيم»، عن المسؤول،؟ وهل سيتم محاسبته؟.

 

 

كما تناقل الناشطون، فيديو لسقوط سور الغابة المتحجرة، وذلك بعد تجمع المياه خلفها فى منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، مما أدى إلى انهياره وخروج المياه على جانبي الطريق، فيما وصفه البعض بتسونامي التجمع الخامس.

 

 

والقاهرة الجديدة ليست مدينة عادية، بل يمكن وصفها بأنها الأغلى في مصر، ومتوسط سعر المتر السكني الفاخر بها يصل إلى 18 ألف جنيه (ألف دولار تقريبا)، والمتوسط إلى 8 آلاف جنيه (450 دولار تقريبا)، كما توجد بها فيلات تتجاوز الـ100 مليون جنيه (5.5 مليون دولار)، ويسجل سعر متر الأرض بها ما يقرب من 6 آلاف جنيه (340 دولار) الذي تبيعه وزارة الإسكان للمواطنين ضمن الفئة الأكثر تميزًا، كما توجد بها مشروعات سكنية للوزارة مثل مشروع «دار مصر» و«سكن مصر».

في الخمس سنوات الأخيرة، اتخذ صفوة المجتمع منها مكانًا للسكن، لما تحتويه المدينة من كمبوندات لأكبر الشركات المصرية والعالمية، وعدد كبير من المولات الترفيهية والتجارية، ونادراً ما نجد رجل أعمال أو مسؤولاً ليس لديه وحدة سكنية في القاهرة الجديدة، أو شركة أو بنكاً لا يوجد له فرع في المدينة التي يطلق عليها مدينة الأغنياء.

وتبرأت محافظة القاهرة، من مسؤولية ما جرى بالتجمع الخامس، وقال نائب المحافظ اللواء «أيمن عبدالتواب»، إن منطقة التجمع الخامس ليست في نطاق الحدود الإدارية لمحافظة القاهرة.

وأضاف «عبدالتواب»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «الآن»، المذاع عبر فضائية «إكسترا نيوز»، مساء الأربعاء، أن التجمع الخامس يتبع جهاز التعمير، موضحًا أن المحافظة ستستعين بعربات الصرف الصحي، وتوجهها إلى المنطقة لتخلص من المياه المتجمعة على الطرق.

في الوقت الذي قال المتحدث باسم وزارة الإسكان «هاني يونس»، إن رئيس جهاز القاهرة الجديدة، يعمل على قدم وساق لمتابعة تأثير الأمطار، مشيرًا إلى أن «رئيس الجهاز لم يتخاذل، ويعمل منذ السابعة مساء الثلاثاء، حتى الآن في الشارع».

وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج «رأي عام» على قناة «ten»، أن كمية الأمطار كانت أكبر من أماكن تجمع المياه، ومحطات الروافع في التجمع.

وأوضح أن «الوزارة وردت شفاطات، من أجل المياه، ولا أنكر الأزمة في التجمع الخامس، ولكن الدولة تحركت منذ البداية لحل المشكلة»، مضيفًا: «المسؤولون متواجدون في التجمع 24 ساعة لمتابعة الأزمة».

المحافظات تتضرر

الأمر لم يتقصر على القاهرة والجيزة فحسب، بل تصاعدت الأزمات أيضا في محافظة عدة أخرى في الدلتا (شمال) كالدقهلية والمنوفية والبحيرة، وفي محافظات القناة (شمال شرق) كبورسعيد والسويس، ومحافظات الصعيد كالفيوم وبني سويف.

وأدى سقوط الأمطار إلى إعاقة حركة المرور بعدد من أحياء هذه المحافظات، نتيجة تزايد كميات المياه، ما أدى إلى عجز بالوعات المياه عن استيعابها.

فيما تسببت الأمطار في خلو الشوارع من المارة ومن حركة السيارات المعتادة، التي فوجئ أصحابها بموجة الأمطار المصحوبة بالرياح الشديدة التي داهمت الشوارع على حين غرة، وأدت إلى حالة من الارتباك بين سائقي المركبات سواء الخاصة أو العامة أو الأجرة، ما اضطرهم إلى السير ببطء خشية وقوع حوادث.

وتسببت الرياح الشديدة في سقوط العديد من أعمدة الإنارة ولافتات الدعاية المتواجدة بالشوارع، واضطر العديد من أصحاب المطاعم والمقاهي والمحال التجارية إلى غلقها، وعزف الكثير من المواطنين عن النزول للشارع لممارسة أعمالهم، بسبب سوء الأحوال الجوية.

بينما لم تسجل أية حوادث سير بأنحاء المحافظة نتيجة الأمطار، في الوقت الذي انتظمت فيه حركة القطارات القادمة والمغادرة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تغرق فيها مدن مصرية، بسبب ضعف البنية التحتية، والتي كان آخرها ما جرى في الإسكندرية (شمال) في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

وحينها، توفي تسعة أشخاص بينهم طفلان، بعد أن غرقت المدينة بمياه الأمطار، مما تسبب في أزمة أطاحت بمحافظ الإسكندرية السابق «هاني المسيري».

  كلمات مفتاحية

التجمع الخامس غرق مصر القاهرة أمطار سيول السيسي ناشطون

المصريون يتفاعلون مع اختفاء «العاصفة الترابية» بالسخرية