«محمد صلاح» يغزو العالم بالأهداف.. و«فوانيس رمضان» أيضا

الخميس 26 أبريل 2018 10:04 ص

«رقم قياسي جديد».. ليس لصالح ناديه أو منتخبه في شباك الفريق المنافس له بلعبة كرة القدم هذه المرة، وإنما لصالح التجار الذين استغلوا شعبيته الجارفة في غزو أسواق العالم الإسلامي بـ«فوانيس رمضان» التي تحمل صورته وتمثل حركاته وزيه.

وقبيل شهر رمضان المبارك الذي يبدأ منتصف مايو/أيار المقبل، غزت الأسواق فوانيس «محمد صلاح» لاعب المنتخب المصري ونادي ليفربول الإنجليزي، في ظل محبة واسعة لـ«صلاح» في أوساط الأطفال الذي يقبلون على شراء فوانيس رمضان كواحدة من عادات الاحتفال بالشعر الفضيل، ليحتل اللاعب «مو صلاح» (مو: أول حرفين من اسمه بالإنجليزية Mohammed) شخصية فوانيس هذا العام.

وعلى مدى الشهور الماضية، أصبح «صلاح» معشوقا للجماهير في العالم، وخاصة في بلده مصر.

ففي مختلف المحافظات المصرية، لم تمنع سيول وأمطار رعدية ضربت البلاد الثلاثاء، آلافا من محبيه من النزول إلى المقاهي لمتابعة نجمهم وهو يسجل هدفين في مباراة فريقه مع روما، ويسهم في صنع آخرين (انتهت المباراة 5/2 لمصلحة ليفربول) حيث تعالت الصيحات مع كل كرة يلمسها.

وبالحماس ذاته، تحايل التجار، الذين تنبهوا إلى نجومية «مو صلاح» في مصر مبكرا وإمكانية استثمارها، على قرار حكومي بمنع استيراد الفوانيس والاعتماد على المصنوعة محليا، واستطاعوا غزو الأسواق بآلاف الفوانيس المهربة للاعب الموهوب.

وقبل نحو 3 أعوام، أصدر وزير التجارة والصناعة قرارا بوقف استيراد المنتجات ذات الطابع التراثي ومنها فوانيس رمضان، لتوفير الدولار وتشجيع الصناعة المحلية.

وبالفعل التزم أغلب التجار خلال العامين الماضيين بالقرار، وانتشرت الفوانيس المصرية المصنوعة من الخشب، إلا أن ما يفعله «صلاح» مع فريقه ليفربول في عالم الساحرة المستديرة دعاهم يتحايلون عبر شراء فوانيس تحمل شكله على أنها لعب أطفال وليس بمسماها القديم.

«أبو مكة»

«أبو مكة».. كنية اللاعب الشهير يمكنك أن تسمعها مرارا خلال عمليات بيع وشراء الفوانيس المستوردة من الصين بشكلين لـ«محمد صلاح»، أحدهما يحمل صورته بقميص ليفربول، والآخر بزي منتخب مصر، إضافة لفانوس خشبي مصري يحمل صورا مختلفة للاعب في أبرز محال وشوادر شوارع مصر التي تسعى حاليا لتجهيز مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل.

ومن المعتاد كل عام أن تتصدر شخصية مشهورة مبيعات الفوانيس في مصر، ففي عام 2010 مثلا برز من نجوم مصر الرياضيين اللاعب «محمد أبو تريكة» والمدرب «حسن شحاتة».

«ده اللي أنا عايزه يا بابا» (هذا ما أريده يا والدي).. طفل يشير لوالده على فانوس يحمل شكلا لـ«محمد صلاح» بزي نادي ليفربول الإنجليزي بينما الأضواء الداخلية في المجسم تتغير أشكالها، ويصدر من الفانوس الأغنية التراثية المحتفلة بشهر رمضان «وحوي يا وحوي إيوحه.. روحت (ذهبت) يا شعبان.. جيت (جئت) يا رمضان».. وهي الأغنية التي يسمع صداها بقوة في مثل هذه الأيام التي تسبق قدوم شهر رمضان المبارك، في حي «السيدة زينب» أحد أشهر مناطق صناعة وبيع الفوانيس الرمضانية، وسط العاصمة القاهرة.

حامل البهجة

ويقول تاجر، إن «محمد صلاح» لم يعد صاحب البهجة كرويا فقط، ولكن علينا نحن التجار، فبعد حالة من الكساد خلال العامين الماضيين الطلب يزداد على فانوس «أبو مكة» رغم ارتفاع سعره الذي يراوح بين 170 ـ 225 جنيها (11 ـ 14 دولارا).

ويضيف التاجر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن «الكبار والصغار أصبح طلبهم الأول فانوس محمد صلاح»، وفقا لما نقلته «الأناضول».

وحول سر دخول فانوس «محمد صلاح» متخطيا قرار الحظر، كشف سكرتير شعبة الأدوات المكتبية والهدايا والخردوات بغرفة القاهرة التجارية (مستقلة تشرف عليها وزارة التجارة والصناعة)، «علاء عادل»، أن فانوس «محمد صلاح» مستورد من الخارج لعبة أطفال، ومن ثم لا يخضع لقرار منع الاستيراد للمنتجات ذات الطابع التراثي، الذي يحظر استيراد فانوس رمضان من الخارج.

وأضاف «عادل» أن الإقبال على شراء الفانوس فاق التوقعات، حيث وصل إلى نسبة 80%، وبسبب هذا رفع المستوردون سعره من 90 جنيها (6 دولارات) إلى 150 جنيها (9 دولارات) في تعاملات الجملة، في حين يصل إلى المستهلك بـ 200 جنيه وأحيانا يزيد.

وبشأن أسعار الفانوس المصري، أشار إلى أنه يراوح من 30 (أقل من دولارين) إلى 70 جنيها (نحو 4 دولارات) كسعر الجملة، ويصل إلى المستهلك بأسعار مختلفة بحسب المنطقة المتواجد بها، فيما يختلف المصنوع من الخشب من مكان لآخر ووفق الحجم.

عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة بالاتحاد العام للغرف التجارية، وعضو شعبة المستوردين، قال إن مصر استوردت فوانيس رمضان قبل عام 2011 بـ 25 مليون دولار.

وأضاف في تصريحات صحفية نقلتها بوابة «الأهرام» المملوكة للدولة، أنه في عام 2016 انخفضت إلى مليوني دولار، وفي سنة 2017 بلغت نحو نصف مليون دولار.

وانتشرت في الأسواق فوانيس صينية بنماذج مجسمة لمحمد صلاح يرتدي قميص المنتخب بلونيه الأحمر والأبيض، لتتصدر قائمة الأعلى سعرا مقارنة بالأشكال الأخرى من الفوانيس المستوردة.

وفي المقابل، دخل المنتج المصري الوطني في المنافسة بعدد من أشكال الفوانيس الخشبية المصنوعة في الإسكندرية ودمياط (شمال)، وتحمل صورة «صلاح» سواء مطبوعة أو محفورة على واجهات الفانوس، وراوح سعر الحجم المتوسط منها بين 75 (5 دولارات) و120 جنيها (7 دولارات)، وهي أسعار كبيرة مقارنة بالمنتجات الخشبية المعروضة بنفس الحجم.

الفانوس العالمي

وتصدر «مو صلاح» الصحف البريطانية الأربعاء بعد هدفيه في مباراة ليفربول مع روما وصناعة هدفين، ونشرت صحيفة «ذا صن» البريطانية تقريرا حول إنجازات وتنامي شهرة اللاعب الدولي داخل بريطانيا وخارجها.

وأشارت إلى ظهور «فوانيس» للاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك تحمل صورة «صلاح» وتتغنى به في العالم الإسلامي، وليس مسقط رأسه مصر فقط.

«صلاح» ولد عام 1992 في قرية نجريج بمحافظة الغربية، وبدأ مسيرته الكروية في الـ 16 من عمره بنادي "المقاولون العرب" (ناد محلي بارز بالقاهرة).

وبدأ مشواره الاحترافي في الـ 20 من عمره بنادي بازل السويسري، والذي انطلق منه إلى تشيلسي الإنجليزي، ثم فيورنتينا وروما الإيطاليين، وأخيرا ليفربول الإنجليزي، الذي يقدم معه مستويات وعروضا مبهرة أهلته لحصد جوائز عدة، أبرزها أفضل لاعب إفريقي، وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي عن موسم 2017 ـ 2018.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

محمد صلاح فوانيس فانوس رمضان مصر