محللون: سوء فهم بين إيران وخصومها قد يؤدي لحرب واسعة

الخميس 26 أبريل 2018 04:04 ص

يخشى محللون من أن حربا واسعة في الشرق الأوسط قد تندلع بين إيران وخصومها في المنطقة، خصوصا السعودية و(إسرائيل)، وحذروا من أن إخفاق الطرفين في فهم نوايا بعضهما يهدد بتدمير المنطقة.

وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي «أفيغدور ليبرمان» هذه الشهر: «لن نسمح لإيران بأن ترسخ وجودها في سوريا مهما كان الثمن».

وجاءت تصريحاته بعد غارات جوية على قاعدة «التيفور» الجوية في سوريا قتل فيها 7 إيرانيين.

ولم تعلن (إسرائيل) مسؤوليتها عن الغارة التي اعتبرها عديدون أول هجوم مباشر على مواقع يتواجد فيها الإيرانيون ومؤشراً مقلقاً على الطريقة التي يمكن أن يتصاعد فيها النزاع في سوريا المستمر منذ 7 سنوات.

ويعاني الشرق الأوسط منما وصفته «مجموعة الأزمات الدولية» بـ«فجوة خطيرة في فهم النوايا وضعت إيران وخصومها في المنطقة في دوامة متصاعدة للحروب بالوكالة التي تدمر المنطقة».

ومع انتشار مجموعات المقاتلين التي تدعمها إيران في العراق وسوريا ولبنان، فإن خصوم إيران يخشون من أن تكون طهران تسعى إلى الهيمنة على المنطقة وتجميع القوى لشن هجوم على (إسرائيل).

لكن هذا المركز الفكري يقول إن إيران ترى عكس ذلك، ولم تدعم الحكومة السورية إلا خشية من أن تفقد أحد حلفائها القليليين وأن تحيط بها قوى جهادية.

ويجد العديد من الإيرانيين صعوبة في قبول فكرة أن بلادهم قوة تزعزع الاستقرار في المنطقة نظراً إلى تحركات السعودية الأخيرة.

ويقول الأستاذ في جامعة طهران «محمد مراندي»: إيران ليست هي التي تسجن رؤساء الحكومات مثلما تفعل السعودية» في إشارة إلى رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» الذي أعلن استقالته من الرياض ولم يغادر الأراضي السعودية إلا بعد ذلك بفترة طويلة.

وأضاف: «في اليمن ورغم 3 سنوات من فرض المجاعة والحرب بمساعدة الغرب، أخفقت السعودية في تحقيق أي نصر كبير».

وقال «مراندي» إن السعودية «تخوض حروبا وتخطف رؤساء حكومات وتنشر التطرف الوهابي (…) وبطريقة ما تصبح إيران هي التي يتم تصويرها على أنها تتبنى سياسة توسعية»، بحسب قوله.

تناقضات

ومن جانبه قال «علي الشهابي»، مدير مركز أبحاث «أرابيا فاونديشن» الموالي للسعودية في واشنطن، إن «(المحللين) قد يقللون من مخاوف السعودية تجاه النزعة التوسعية الإيرانية؛ ويتهمون الرياض بأنها ترى أن الإيرانيين يكمنون وراء كل شجرة؛ لكن السعوديين شاهدوا القوى التي تقاتل بالوكالة عن إيران تسيطر على جيرانهم في لبنان والعراق وسوريا».

ويضيف أن موقف إيران لا يخلو من التناقضات، فإيران تقول إنها لن تكون البادئة في أي نزاع مع (إسرائيل)، وفي الوقت ذاته حذر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية «علي خامنئي» من أن «النظام الصهيوني» لن يكون له وجود خلال الـ25 عاما المقبلة.

ويرى محللون آخرون أن موقف السعودية من إيران متناقضا.

فقد صرح ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» لشبكة «سي بي إس» الشهر الماضي أن الجيش والاقتصاد السعوديين أكبر من جيش واقتصاد إيران، لكنه قال إن إيران الشيعية تسعى إلى السيطرة على كامل المنطقة.

وفي السياق نفسه يقول «مراندي» من جامعة طهران إن هذا ليس تهديداً بشن عمل عسكري.

ويوضح: «إيران ورغم التضليل الإعلامي الغربي، لم تهدد أبداً ببدء نزاع مع النظام الإسرائيلي، رغم أنها ترى أنه كيان غير شرعي مثل نظام الفصل العنصري الذي كان سائدا في جنوب أفريقيا».

ويضيف أن «التهديد لـ(إسرائيل) ليس له علاقة بقوة إيران العسكرية، بل هو مرتبط بنظرة كثيرين من الأصدقاء الدوليين لهذا النظام على أنه غير شرعي».

لكن «دوري غولد»، سفير (إسرائيل) السابق للأمم المتحدة رفض ذلك، وقال إن قادة إيران يشكلون «حركة أيديولوجية عدونية للغاية (…) مع توجه صعب للغاية فيما يتعلق باليهود».

وأضاف أن إيران «تبني قواعد لها في سوريا لوضع قوات برية». وقال إنه إضافة إلى حزب الله اللبناني الموالي لإيران، فإن ذلك يشكل «تهديدا مباشرا دائما لـ(إسرائيل)».

 توازن عسكري

ويرى محللون أنه مما يزيد من حالة الغموض بشأن نوايا كل طرف من الأطراف، القدرات العسكرية لكل منها.

فالسعودية تمتلك أحدث الأسلحة الغربية، وأنفقت على الدفاع 5 أضعاف ما أنفقته إيران في 2016، طبقا لمعهد «ستوكهولم» الدولي لأبحاث السلام.

لكن المحللين يضعون في المقابل أن (إسرائيل) تملك أقوى رادع وهو الأسلحة النووية؛ وقد أجبر ذلك إيران على أن تستخدم قوى تخوض حروبا نيابة عنها أملا أن تتمكن من مهاجمة الخصوم دون ان تطلق نزاعاً مباشراً، لكن ذلك لم يساعد إلا في تعزيز فكرة أنها تزعزع استقرار جاراتها من الداخل.

ويبدو أمام المحللين أن إيجاد طريق لإعادة بناء الثقة هو أمر شبه مستحيل عندما يفتقر اللاعبون الرئيسيون إلى منبر للمفاوضات أو حتى العلاقات الدبلوماسية الأساسية.

وأثناء رحلة إلى واشنطن هذا الأسبوع، دعا وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» إلى «إنشاء منتدى إقليمي للحوار (…) حتى نتمكن من التحدث مع بعضنا البعض وليس عن بعضنا البعض».

لكن خصوم إيران يقولون إن «ظريف» هو وجه ودود لنظام يرتكب مجازر جماعية في سوريا ويخفي نواياه الحقيقية.

ومع ذلك يشعر الكثيرون أن الاستمرار في عزل إيران عن عملية صنع القرارات في المنطقة لا يمكن أن يستمر.

وجاء في تقرير لمجموعة الأزمات الدولية «يجب على إيران أن تعترف أنه كلما زادت العقيدة العسكرية الإيرانية في نشر الاقتتال الداخلي بهدف التوسع، أدى ذلك الى أبعادها من قبل خصومها».

وأضاف: «ولكن إيران هي جزء لا يتجزأ من المنطقة ولا يمكن عزلها عنها (…) وينبغي على جارات إيران (والولايات المتحدة) إشراكها بشكل أكثر منهجية في قضايا المنطقة ومنها مستقبل اليمن وسوريا والعراق».

المصدر | الخليج الجديد+أ ف ب

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران إسرائيل حرب سوء تفاهم حوار قوى عسكرية