«مايك بومبيو».. صقر على رأس الخارجية الأمريكية

الجمعة 27 أبريل 2018 07:04 ص

تعزز وضع «مايك بومبيو» باعتباره شخصية أساسية في سياسة «دونالد ترامب» منذ زيارته السرية لكوريا الشمالية، أكثر وكسب ثقة الرئيس وأصبح، الخميس، وزيرا للخارجية ليجد نفسه فورا في مواجهة ملفي كوريا الشمالية وإيران.

ولتولي منصب وزير الخارجية عمل الوزير الجديد على محو صفة «الصقر» الملتصقة به وذلك خلال عملية تصديق برلمانية شائكة.

 

وفي سن 54 عاما أصبح «بومبيو»، العسكري السابق والنائب السابق عن كانساس، بوصفه مديرا للمخابرات المركزية الأمريكية مع تصريحاته اليومية، أحد الرجال الذين يلقون متابعة أكثر من «دونالد ترامب» الذي يكره قراءة التقارير المطولة، وعينه الرئيس منتصف مارس/آذار محل «ريكس تليرسون»، «المعتدل»، الذي كانت خلافاته مع البيت الأبيض واضحة.

وبرر «ترامب» اختياره «بومبيو» الذي كانت قدراته الدبلوماسية غامضة قبل المباحثات الدقيقة مع رئيس كوريا الشمالية بشأن ترسانته النووية، بقوله: «نملك طريقة التفكير ذاتها (..) برز الانسجام منذ البداية بيننا».

ومنذ تعيينه في نهاية يناير/كانون الثاني 2017 على رأس وكالة الاستخبارات الأمريكية الأقوى في العالم، اعتمد «بومبيو» لهجة عدوانية وأحيانا حربية واعدا بـ«سي آي إيه» أكثر «قسوة» خصوصا في مواجهة طهران وبيونغ يانغ.

وهما ملفان سيجد نفسه فورا في مواجهتهما كوزير للخارجية، وكان بدأ يلين خطابه بشأنهما مؤكدا منتصف أبريل/نيسان أمام أعضاء مجلس الشيوخ أنه لا «صقر» ولا «من الساعين للحرب» كما تصفه الصحف في كثير من الأحيان.

وأكد أن الدبلوماسية لم تقل بعد كلمتها الأخيرة حتى إن قرر «ترامب» في 12 مايو/آيار التخلي عن الاتفاق النووي مع إيران والذي كان «بومبيو» حتى وقت قريب من أشد معارضيه.

كما أنه قال: «لم أكن أبدا نصيرا لتغيير النظام» في كوريا الشمالية مع تأكيده أنه مستعد للقمة التاريخية بين «ترامب» ورئيس كوريا الشمالية، «كيم يونغ أون»، المقررة نظريا بحلول بداية يونيو/حزيران.

 

وكان ذلك قبل أن يكشف أنه أدى نهاية مارس/آذار وبداية أبريل/نيسان زيارة سرية لبيونغ يانغ للقاء الرئيس الكوري الشمالي الذي أقام معه، بحسب ترامب، «علاقة جيدة».

«ميال للحرب»

وعززت تلك المهمة العالية المخاطر وضعه داخل جهاز السياسة الخارجية للرئيس «ترامب» لكنها لم تسهل تأكيد تعيينه في مجلس الشيوخ. ولئن اصطف الأعضاء الجمهوريين وراء أحد أبناء حزبهم فإن العديد من النواب الديمقراطيين الذين كانوا أيدوا تعيينه على رأس «سي آي إيه» عارضوا تعيينه وزيرا للخارجية.

وقال زعيم المعارضة الديمقراطية في مجلس الشيوخ، «شوك شومر»، هذا الأسبوع، «السيد بومبيو» ميال أكثر من اللازم للحرب ولهذا لا يصلح وزيرا للخارجية في نظري» مضيفا أنه «لم ينجح في إقناعي بأنه سيكون قادرا على تخفيف مواقف الرئيس التي لا يمكن التكهن بها».

وأخذ عليه آخرون تصريحات سابقة تهجم فيها على المسلمين والمثليين ما دفع «بومبيو» إلى إعلان احترامه للجميع لكن دون أن يتبرأ من مواقفه تلك.

وخلال مسيرته المليئة بالعراقيل كان «ترامب» يدعمه مؤكدا مطولا على التكوين الجيد لهذا الرجل الذي ولد في كاليفورنيا وتخرج بامتياز من مدرسة ويست بوينت العسكرية الشهيرة ودرس الحقوق في هارفارد.

وكان «بومبيو» خرج من الظل إلى الشهرة بفضل المعركة الشديدة التي خاضها الجمهوريون ضد «هيلاري كلينتون» في التحقيق في اعتداء بنغازي الذي قتل فيه السفير الأمريكي في ليبيا في 2012، واقتنص لاحقا الفرص التي أوصلته إلى «ترامب».

وتفادى «بومبيو» الذي يقال إن لديه طموحات سياسية كبيرة، أن ينتقد علنا الرئيس الذي كان يشكك بانتظام في خلاصات وكالات المخابرات بشأن تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية في 2016.

و«بومبيو» حازم في مواجهة موسكو وتحدث عن هجوم جديد لقراصنة إلكترونيين روس في الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

 

  كلمات مفتاحية

مايك بومبيو البيت الأبيض دونالد ترامب كوريا الشمالية إيران صقر

انقسام في «الشيوخ» الأمريكي حول تعيين «بومبيو» وزيرا للخارجية