«سفاح كاليفورنيا» في قبضة العدالة أخيرا.. وكتاب يساهم في كشفه

الجمعة 27 أبريل 2018 08:04 ص

تمكنت الشرطة الأمريكية من الإيقاع بسفاح كالفورنيا الشهير «جوزيف جيمس دي آنجيلو»، المتهم في تنفيذ 12 جريمة قتل، إضافة إلى اغتصاب 45 امرأة في الفترة بين عامي 1976 و1986 في ولاية كالفورنيا.

وتم القبض على الرجل في منزله منذ يومين بعد مرور 40 عاما على تنفيذه لجرائمه، عقب التأكد من هويته من خلال تحليل الحمض النووي «دي إن إيه».

وقالت شرطة مدينة ساكرامنتو الأمريكية إن «دي آنجيلو»، ويبلغ حاليا 72 عاما، تمت إقالته من الشرطة عام 1979، ومتهم في سلسلة من الجرائم فيما عرف بقضية «قاتل الولاية الذهبي»، أو «قاتل جولدن ستيت».

وأعلنت الشرطة قبل عامين عن مكافأة بقيمة 50 ألف دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات تؤدي لاعتقال «دي أنجيلو»، المعروف أيضا بـ«مغتصب المنطقة الشرقية».

وهو من الشرطيين السابقين ومن المحاربين القدامى في الحرب الفيتنامية.

وروع «دي أنجيلو» بجرائمه ولاية كاليفورنيا بين عامي 1976 و1986، وتراوحت أعمار ضحاياه بين 13 و41 عاما.

المرأة الحديدية والمحققة بالفطرة

أما عن الكاتبة التي ظلت تحقق في القضية، حتى أفضت كتاباتها -بشكل أو بآخر- أخيرا إلى إلقاء القبض على السفاح المغتصب بعد عقود من البحث، «ميشيل مكنامارا»، فقد ظلت -رغم كونها أما وزوجة- عاكفة على القضية تتعقب أحد أكثر القتلة مراوغة وقدما، مستخدمة قلمها.

وسعت «مكنامارا» إلى البحث في تقارير التشريح وصور مسارح الجريمة وملفات الشرطة من السبعينات من القرن الماضي التي تتعقب من أطلق عليه «قاتل جولدن ستيت».

ونشرت «مكنامارا» النتائج التي توصلت لها في موقع «True Crime Diary» الإلكتروني، وكتبتها لاحقا بتفاصيل أكثر في سلسلة «سأختفي في الظلام I’ll Be Gone In The Dark»، التي نشرتها الشهر الماضي.

وفي حين أن «مكنامارا» لم تقد رجال الشرطة إلى عتبة منزل السفاح في ضواحي المدينة إلا أنها على الأقل ساعدتهم.

وللأسف، لم تكن المؤلفة موجودة لتشهد عملية القبض على القاتل الذي كشفت أمره؛ حيث توفيت في 2016، وعمل زوجها الممثل الكوميدي «باتون أوسوالت» جاهدا على نشر كتاب زوجته.

ووصل الكتاب لقائمة أفضل الكتب مبيعا في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

والخميس كتب زوجها على «تويتر»: «آمل أن تكوني أمسكتِ به ميشيل».

إبرة في كومة قش

أما حول القاتل «دي آنجيلو» فقد كان يدخل منازل في أنحاء الساحل ممسكا بمسدس ومرتديًا قناعًا للوجه بينما كانت النساء العزباوات أو الأزواج نائمون.

 كان القاتل يقوم في بعض الأحيان بربط الرجل وتكديس الأطباق على ظهره، ومن ثم يقوم باغتصاب المرأة أثناء تهديده بقتلهما إذا وقعت الأطباق.

وكان كثيرا ما يأخذ هدايا تذكارية، ولا سيما قطع نقدية ومجوهرات، من ضحاياه.

وأشارت المدعية العامة «آن ماري شوبرت»: «كنا نعلم أننا نبحث عن إبرة في كومة قش، لكننا كنا نعلم أيضا أن الإبرة كانت موجودة، عثرنا على الإبرة في كومة القش.. كانت الإجابة دائما في الحمض النووي».

 

الكتاب الدليل

في كتابها، تصف «مكنامارا» بالتفصيل الأساليب التي استخدمها «دي آنجيلو» عند الاعتداء على ضحاياه، وتقول إنه كان دقيقا: «كان يعطّل أضواء الشرفة ويدخل من خلال الأبواب المنزلقة غير المقفلة، كانت الدقة والحفاظ على الذات هما خصائصه المميزة، وعندما كان يركّز على ضحية، كان في الغالب يزور منزله في وقت سابق عندما لم يكن أحد موجودًا ويرصد صور العائلة ويدرس بنية المنزل».

وتضيف في الكتاب: «كان يفرغ البنادق من الرصاص، كانت بوابات مالكي المنازل غير القلقين تترك مفتوحة؛ وتعاد الصور التي حرّكها لأماكنها مبررين تغير أماكنها بالاضطرابات الطبيعية التي تحدث في الحياة اليومية، وينام الضحايا إلى أن يجبرهم وميض المصباح اليدوي على فتح أعينهم، ويضللهم العمى المؤقت بينما عقولهم نائمة ومن ثم تبدأ رحلة الذعر، ويقوم شخص ما لا يعرفونه بتسليط الضوء، لكن من هو؟ ولماذا؟».

وتتابع: «وأصبح خوفهم موجها عند سماعهم الصوت، الذي وصف بالهمس الأجش من خلف أسنان مطبقة، مفاجئ ومهدد، بينما رصد البعض الآخر استماع صوت ارتعاش أو تلعثم أعلى نبرة كما لو أن الغريب المقنّع في الظلام لا يخبئ وجهه فقط بل أيضا يعاني من اضطراب ما لا يستطيع إخفاءه دوما».

وبالنسبة لها، لم تكن ملاحقة «دي آنجيلو» مجرد هواية؛ فقد كانت جرائم القتل غير المحلولة أمرا تهتم به منذ أن كانت في الرابعة عشرة من عمرها عندما قُتل أحد جيرانها، لذا كان لديها كل ما تحتاجه في هذا الكمبيوتر المحمول عندما وضعت السجلات العامة على الإنترنت إلى جانب محركات البحث المتطورة.

وكتبت: «أدركت كيف يمكن لرأس مليء بتفاصيل الجريمة أن يتقاطع مع شريط بحث فارغ، عندما تذهب عائلتي للنوم، أسافر عبر الزمن وأعيد تشكيل أدلة قديمة باستخدام تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين».

  كلمات مفتاحية

أمريكا جوزيف جيمس دي آنجيلو سفاح كالفورنيا قاتل جولدن ستيت