استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«صفقة القرن» تعطّلها اختلالاتها وأطماع أصحابها

السبت 28 أبريل 2018 03:04 ص

ما آخر أخبار «صفقة القرن»؟ وهل يعني شيئاً ما سُمع وقيل وكُتب في قرارات القمة العربية الأخيرة، وقد كُرّست «قمة القدس»، في سياق إصرار إدارة دونالد ترمب على تلك «الصفقة»؟

وهل أعفت هذه الإدارة أصدقاءها العرب من المهمة التي طالبهم بها صهر الرئيس جاريد كوشنير، أي الضغط على الجانب الفلسطيني وعلى السلطة تحديداً؟ أم أن أسباباً «موضوعية» أدّت إلى التريث في طرح «الصفقة» أو تأجيلها أو تجميدها؟..

المهم أن الأمر لم يعد بالإلحاح الذي كان عليه في واشنطن قبل بضعة أشهر، لكنها مع ذلك أقدمت على كل خطوات الضغط على الفلسطينيين، من قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل إلى محاولة ولو فاشلة لتشكيل «لوبي» دولي يتفهّم هذا القرار، إلى حجب مساعدات، بما في ذلك عن «الأونروا» رغم وضوح الأضرار الجسيمة التي يلحقها ذلك خصوصاً بالمدنيين.

جاء التقويم الأفضل لـ «الصفقة» من دبلوماسي أوروبي مخضرم. قال إنها «تعطّل نفسها بنفسها، وربما تقتل نفسها بنفسها»، شارحاً أن نقطة ضعفها تكمن في مفهوم «الصفقة» الذي تأسّست عليه، ولذلك ارتبطت جدواها، وبالتالي نجاحها بالمكاسب التي يُفترض أن يجنيها منها أصحابها.

وقد سعى الطرف القوي فيها ممثّلاً بالولايات المتحدة وإسرائيل إلى فرض إرادته على الأطراف الضعيفة الثلاثة، ممثّلة بالفلسطينيين أولاً، وبالعرب غير الممانعين لـ «الصفقة» ثانياً، والعرب المحَيَّدين ثالثاً.

وتقضي الفرضية الأخرى بأن يمارس العرب غير الممانعين ضغوطاً على الفلسطينيين، وأن لا يتحرّك المحَيَّدون، وإن حتى الأخذ بهذا المفهوم على نواقصه أبقى «الصفقة» بهذه المواصفات مختلّة، لأن أي مصلحة لطرف يجب أن تقابلها مصلحة للطرف الآخر.

هذا ما بقي غامضاً، فالعرب غير الممانعين أيّدوا «الصفقة» وزادوا عليها صفقات تسلّح واستثمارات في أميركا، ووعدوا بـ «التطبيع» مع إسرائيل، لكنهم لم يروا أي ملمح لمصالحهم المباشرة، ولذا راح تأييدهم يفتر.

في المقابل تلقّت إسرائيل قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لها، ونقل السفارة الأميركية إليها، بمثابة «هدية» مجانية. هذا القرار شكّل ضربة غير متوقّعة، في توقيتها على الأقلّ، ومن ثَمَّ دفع بـ «الصفقة» إلى اختلال تصعب السيطرة عليه، ولا يمكن أن يسهّل الضغط العربي على الفلسطينيين.

هنا جرى تعديل جديد لبنود «الصفقة»، ثم تعديل آخر، علّه يزوّد غير الممانعين بمعطيات ضغطية إضافية. لكن قرار القدس كان زاد غير الممانعين انكشافاً وارتباكاً، وبما أنهم لم ينالوا مصالحهم فقد أدّى ذلك استطراداً إلى إضعاف فاعلية ضغوطهم.

أيّاً تكن الاعتبارات أو التحليلات، يجب عدم الاستهانة بالموقف الفلسطيني الذي قطع كل الاتصالات مع الجانب الأميركي، واعتبره غير مؤهّل للتوسّط في الصراع. وقد اتُّخذ هذا الموقف بمعزل عن تداعياته السياسية والمادية الصعبة ثم تحوّل إلى قرار غدا بدوره خطاً أحمر وطنياً، والمؤكّد أنه عطّل جانباً كبيراً من محرّكات «الصفقة»، ثم إن صانعي هذا القرار الفلسطينيين أصبحوا ملزمين به، ولا يمكنهم التراجع عنه.

لكنه بالطبع لا يكفي كخيار وطني لمواجهة التدهور الذي تعاني منه القضية الفلسطينية عموماً، ولا بدّ من المصالحة لتقويته وتعزيزه، خصوصاً فهناك تحدٍّ آخر ينبغي التصدّي له، وهو أن إسرائيل تضمن استفادتها من «الصفقة» إذا تمّت، مثلما تعمل حالياً على استثمار جمودها، سواء بتوسيع الاستيطان، أو بإطلاق النار على «مسيرة العودة» من دون أي مساءلة.

  • عبدالوهاب بدرخان - كاتب صحفي لبناني

المصدر | العرب القطرية

  كلمات مفتاحية

صفقة القرن