قال الخبير العسكري الإسرائيلي «أمير بوخبوط» إن جيش الاحتلال قرر انتهاج سياسة جديدة لمواجهة «مسيرات العودة» المشتعلة منذ أسابيع على حدود قطاع غزة الشرقية مع الأراضي المحتلة، تقضي بقصف أهداف تابعة لحركة «حماس» في عمق القطاع، لإرسال رسالة واضحة إليها بأن الجيش الإسرائيلي لن يقف مكتوف الأيدي أمام محاولات تحطيم خط الحدود.

وأضاف «بوخبوط» أن «المتظاهرين الفلسطينيين الذين باتوا يقتربون كثيرا من خط الهدنة لا يقومون بذلك رغبة باستنزاف الجيش وقواته المنتشرين على طول الحدود فقط، وإنما للبحث عن نقاط الضعف في هذه المنطقة الحساسة، ما دفع الجيش لرفع مستوى تفجيراته في قلب غزة، موجها بذلك رسالة واضحة للفلسطينيين بأن مزيدا من العنف باتجاه الحدود سيكون له ثمن باهظ».

بدوره، نقل مراسل صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، «متان تسوري» عن ضباط بالجيش الإسرائيلي قولهم إن عمليات قصف قلب القطاع، والتي بدأت الجمعة الماضي، ستتصاعد وتتوسع حتى الوصول إلى منتصف مايو/آيار المقبل، وهو نقطة الذروة لمسيرات العودة، والتي تتوقع (إسرائيل) خلالها حدوث اختراقات للحدود.

والجمعة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 3 مواطنين، وإصابة نحو 883 بإصابات متفاوتة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على هامش فعاليات «جمعة الشباب الثائر».

وذكر الناطق باسم الوزارة «أشرف القدرة» أن الإحصائية الإجمالية لاعتداءات الاحتلال على المواطنين المشاركين في «مسيرات العودة» السلمية منذ نهاية الشهر الماضي، تجاوزت 40 شهيدا و5511 إصابة بجراح مختلفة واختناق بالغاز، مبينا أن 3368 إصابة تعاملت معها المستشفيات، و2143 تعاملت معها النقاط الطبية الميدانية.

ولفت «القدرة» إلى أنه من الإصابات 592 طفلا و192 سيدة، منوها إلى أن الإصابات الخطيرة بلغت 143 والمتوسطة 1710 والطفيفة 1515، مفيدا في الوقت ذاته أن 1738 إصابة كانت بالرصاص الحي، و394 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و611 إصابة بالاختناق.

وانطلقت مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة يوم 30 مارس/آذار الماضي، تزامنا مع ذكرى «يوم الأرض»، وأسفرت عن استشهاد نحو 42 فلسطينيا، وجرح المئات، حتى الآن.

ومن المخطط أن تبلغ ذروة فعاليات المسيرة في 15 مايو/آيار المقبل، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية.