مخاوف صومالية من دور إماراتي لتفتيت الدولة

الاثنين 30 أبريل 2018 10:04 ص

يرى مراقبون، أن الإمارات استغلت قرب الانتخابات الرئاسية الصومالية التي فاز بها الرئيس الحالي «محمد فرماجو» في فبراير/شباط 2017 لتوقيع اتفاقية ميناء «بربرة» مع حكومة أرض الصومال في مايو/أيار 2016، مستغلة انشغال الحكومة السابقة بالمشاكل والأزمات الداخلية وعدم رغبتها في فتح ملفات تتعلق بحكومة أرض الصومال، أو الدخول في مشاكل خارجية.

وعلى الرغم من العلاقات «الطبيعية» التي كانت سائدة بين الحكومة الصومالية والإمارات؛ لكن الحكومة الصومالية وجدت ما يكفي من دواعي التحرك لوقف ما تراه «تدخلا» إماراتيا في شؤونها الداخلية بعد توقيع عقد تشغيل ميناء «بربرة» مع حكومة إقليم أرض الصومال، وإقامة قاعدة عسكرية على أراضي الإقليم على الرغم من أن حكومة الإقليم لا تمتلك شرعية عقد مثل هذه الاتفاقيات مع الدول الأخرى، وهي حكومة أُعلنت من جانب واحد، ولم تعترف بها الحكومة الاتحادية.

في 27 مارس/آذار الماضي، دعا ممثل الحكومة الاتحادية الصومالية في الأمم المتحدة «أبو بكر عثمان»، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، إلى إيقاف «الانتهاكات الإماراتية لسيادة ووحدة الأراضي الصومالية» بعد «توقيعها مع سلطات أرض الصومال المنفصلة عن الجنوب، بشكل أحادي اتفاقية لإنشاء قاعدة عسكرية إماراتية في ميناء بربرة دون موافقة الحكومة الصومالية الفيدرالية (الاتحادية) المعترفة بها دوليا».

وطالبت الحكومة الصومالية في 20 أبريل/نيسان الجاري، على لسان وزير خارجيتها «أحمد عيسى عوض»، حكومة الإمارات بإعادة النظر في الاتفاقية المبرمة مع جمهورية أرض الصومال (الانفصالية) والعمل مع الحكومة الاتحادية لتفادي انتهاك سيادة الصومال، حيث إن اتفاقية موانئ دبي العالمية الموقعة في العام الماضي لتشغيل ميناء «بربرة» في أرض الصومال «تجاوزت السلطة الشرعية» للصومال وأدت إلى سوء تفاهم وخلاف لا يزال دون حل.

وعلى خلفية «مصادرة» سلطات مطار مقديشو مبالغ مالية (9.6 ملايين دولار) محمولة على متن طائرة إماراتية خاصة في 8 أبريل/نيسان 2018، قررت الإمارات إنهاء برنامج تدريب عسكري في الصومال معمول به منذ عام 2014 في إطار البعثة العسكرية للاتحاد الأفريقي بهدف هزيمة الإسلاميين «المتشددين»، وتأمين البلاد لصالح الحكومة الاتحادية التي تحظى بدعم المجتمع الدولي والأمم المتحدة.

كما أغلقت الإمارات مستشفى الشيخ زايد في مقديشو الذي ظل لعدة سنوات يقدم العلاج المجاني إلى ما بين 200 و300 مريض في اليوم من الفقراء والنازحين الذين يحصلون على جميع الخدمات والأدوية في المستشفى مجانا.

ويكافح الصومال من أجل إعادة فرض السلطة على كامل أراضيه بعد خروجه من الحرب الأهلية التي اندلعت أوائل تسعينيات القرن الماضي وحولتها إلى دولة «فاشلة».

ويعتقد مراقبون أن دولة الإمارات اتخذت سلسلة من الخطوات، التي تؤدي في نهاية المطاف، إلى زعزعة استقرار دولة الصومال الاتحادية، وأن تلك الخطوات تندرج في إطار «الانتقام» من موقف الحكومة الاتحادية التي رفضت «الاصطفاف» إلى جانب رباعي الحصار العربي لدولة قطر التي سمحت لتركيا ببناء قاعدة عسكرية على أراضيها، وهو ما تراه تلك الدول تهديدا لأمنها.

وهناك ثمة اتجاه ضمن حكومة الصومال الاتحادية يرى أن موقفها من الأزمة الخليجية وتجنبها «الانجرار» إلى مسارات الحرب «الباردة» بين طرفي الأزمة والدولة الحليفة لهما، أو الانحياز إلى طرف منهما، سيبعدها عن خطر احتمالات «التفتت» جراء التنافس وتداعيات الصراع بين طرفي الأزمة الخليجية في دول القرن الأفريقي.

لذلك فمن غير المستبعد تبني الإمارات العربية المتحدة استراتيجية زيادة حدة الاستقطاب الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي بإدخال دول أخرى على خط التنافس والصراع مع الحكومة الاتحادية وحلفاء مفترضين مثل تركيا وقطر بما يسمح للإمارات بزيادة شراكاتها العسكرية مع إريتريا وإقليم «أرض الصومال» الانفصالي.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

الإمارات الصومال مقدشيو العلاقات الإماراتية الصومالية التدخلات الإماراتية