خبراء: ما يجري من تحولات بالسعودية مجرد ربيع كاذب

الثلاثاء 1 مايو 2018 06:05 ص

قال خبراء أتراك، إن ما يجري من التحولات التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، في المملكة «مجرد ربيع كاذب»، مشيرين إلى أن الهدف الرئيسي من تلك التحولات هو البحث عن مصادر تمويل جديدة لاقتصاد البلاد، بعد انخفاض أسعار النفط.

جاء ذلك خلال ندوة نظمها مركز «سيتا» التركي للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤخرا، في أنقرة، بعنوان «فهم التحولات السعودية»، بحضور عدد من الأكاديميين، لمناقشة سياسة التحولات التي يتبعها «بن سلمان»، وتداعياتها الداخلية والخارجية.

وأضافوا أن كل المتغيرات التي جدت في المملكة، من فتح لدور السينما وعروض الموسيقى فضلا عن أسبوع الموضة، تأتي بعد سنوات من انغلاق السعودية على نفسها، وتشددها وتزمتها في ما يتعلق بالمسائل الدينية، وقد تسببت هذه التغييرات المفاجئة في خلق حالة من الدهشة والاستغراب في صفوف الكثيرين.

وأشاروا إلى أن السبب الرئيسي وراء هذه التغييرات، لا يتعلق بقرارات وتوجهات الأمير الشاب الطموحة، وإنما يعزى إلى إدراك العائلة المالكة في السعودية لحقيقة أن النفط لم يعد يشكل الركيزة الأساسية لبناء المستقبل.

ولفتوا إلى أن «بن سلمان» نصب نفسه قائدا لخطة التغيير الشاملة التي أطلق عليها اسم «رؤية 2030»، والتي يسعى من خلالها إلى فك الارتباط الوثيق بين اقتصاد المملكة والنفط، وإحداث تغيير شامل في نظام الحياة الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب عمله على توسيع قطاع الترفيه، على أمل أن تتحول المملكة العربية السعودية إلى مركز للترفيه والتجارة في العالم.

وفي كلمته قال الأكاديمي التركي، «أوزجان خضر»، إن «التحولات التي تشهدها السعودية في الآونة الأخيرة تحفها الكثير من المخاطر».

وأوضح «خضر» وهو عضو هيئة التدريس بجامعة «صباح الدين زعيم» (مقرها إسطنبول)، أن «70% من المجتمع السعودي من الشباب والسيدات، و30% من هؤلاء الشباب تلقوا تعليمهم خارج البلاد خاصة في الدول الغربية، وتمتعوا بالحريات ويرغبون في الحياة بشكل منفتح ويسعون لطراز جديد من الحياة داخل السعودية».

وأشار إلى أن «ولي العهد السعودي يرى هؤلاء الشباب في المجتمع السعودي، وهذا أحد أهم الأسباب التي دفعته أو سهلت عليه إطلاق عملية التحول»، معتبرا أن «تصريح بن سلمان برغبته في العودة إلى الإسلام المعتدل كان نقطة تحول هامة».

وأكد الأكاديمي التركي أن «السعودية بعد محمد بن سلمان، ستكون مختلفة بشكل كبير عما كانت قبله»، مبينا أن «التغييرات ستؤثر بالتأكيد على كافة المنطقة في الشرق الأوسط والعالم العربي».

وشهدت المملكة، في الآونة الأخيرة، سلسلة قرارات بالتخلي عن عدد من القوانين والأعراف الرسمية، التي اعتمدتها البلاد على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارة اعتبارا من يونيو/حزيران المقبل، ودخول ملاعب كرة القدم، والسماح لهن بممارسة مهن كانت حكرا على الرجال.

وتأتي تلك التغييرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية ضمن رؤية يقودها ويدفع بها «بن سلمان» (33 عاما).

من جانبه، قال مدير الشؤون السياسية في مركز «سيتا»، «محي الدين أطامان»، إن «السعودية بدأت تشهد تغييرات كبيرة بعد وفاة الملك السابق عبد الله، خاصة في العام الأخير، وشهدت اعتقالات لعدد كبير من الأمراء ما فرض واقعا جديدا وهو قوة ولي العهد الحالي».

أما عضو هيئة التدريس في جامعة «إسطنبول»، «محرم حلمي أوزيف»، فقال إن «عملية التحول في السعودية ستحتاج إلى تكلفة كبيرة جدا، ومعظم الدراسات تشير إلى انتهاء النفط خلال 50-60 عاما أو أكثر، لذلك أتساءل من أين ستغطي المملكة هذه التكاليف؟».

وأشار إلى أن «الأحوال الاقتصادية غير المستقرة في المنطقة، خاصة في ظل احتماليات انتهاء البترول والبطالة المرتفعة في السعودية خاصة في الأوساط النسائية، تمثل خطرا كبيرا على المملكة».

وأكد «أوزيف» أنه «إن أرادت السعودية النجاح في عملية التحول التي تقوم بها، فعليها التحول من دولة مستهلكة إلى منتجة، وتطوير الأنظمة الاقتصادية فيها والاستفادة من التجارب الخارجية».

وتستهدف رؤية «السعودية 2030»، رفع مساهمة قطاع الترفيه من إجمالي الناتج المحلي من 3 إلى 6%.

وقال ولي العهد السعودي، في تصريحات سابقة، إن بلاده تستهدف توطين 50% من قطاع الترفيه؛ إذ ينفق المواطنون 22 مليار دولار على الترفيه في الخارج سنويا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

بن سلمان السعودية تحولات