«نتنياهو» ونووي إيران.. أمريكا تؤكد وأوروبا تنفي وروسيا تحذر

الثلاثاء 1 مايو 2018 06:05 ص

صدرت ردود فعل متباينة على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، حول حصول (تل أبيب) على 55 ألف وثيقة لبرنامج إيران النووي تثبت وجود برنامج سري.

فبينما اعتبرت الولايات المتحدة أن إعلان «نتنياهو» يتطابق مع ما لديها من معلومات، حذرت روسيا من المساس بالاتفاق مع إيران، فيما اعتبر الاتحاد الأوروبي أن إيران امتثلت بشكل كامل لالتزاماتها.

وقال «نتنياهو» في مؤتمر صحفي، مساء أمس الإثنين: «حصلنا على تلك الوثائق بعمل استخباراتي حول أنشطة إيران النووية السرية».

وأضاف: «الوثائق التي بحوزتنا تثبت أن إيران تكذب عندما تقول إنها أوقفت أنشطتها النووية وسعيها لامتلاك الأسلحة النووية».

وتابع: «طهران تعمل على تطوير رؤوس نووية لصواريخها»، مضيفا: «الوثائق تثبت أن إيران ما تزال مستمرة على تطوير برنامجها النووي سرا».

وأكد أن «(إسرائيل) ستنقل جميع الوثائق الخاصة بأرشيف إيران النووي إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحكومات الغربية».

وعبر «نتنياهو» عن ثقته بأن «الرئيس الأمريكي سيتخذ القرار الصائب إزاء الاتفاق النووي بعد أيام».

تناقض أوروبي أمريكي

وقالت الممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، «فيديريكا موغيريني» إن «الاتفاق النووي ليس قائما على افتراضات تتعلق بحسن النية أو الثقة، ولكنه قائم على التزامات راسخة وآليات تحقق ومراقبة صارمة للغاية».

وتابعت أن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية نشرت عشرة تقارير تقر فيها بامتثال إيران الكامل لالتزاماتها».

بينما أفاد البيت الأبيض في بيان نشره الحساب الرسمي له على «تويتر» أن «إيران لديها برنامج سري كامل لتطوير أسلحة نووية، وهو ما حاولت (إيران) أن تخفيه عن العالم وعن شعبها، لكنها لم تستطع».

وأضاف البيان أنه «فيما يتعلق بتصريحات (إسرائيل) حول تطوير إيران للأسلحة النووية، فإن هذه الحقائق تتطابق مع ما عرفته الولايات المتحدة منذ فترة طويلة».

وبحسب البيان فإن الولايات المتحدة تدرس المعلومات التي قدمتها (إسرائيل).

وأوضح البيت الأبيض في بيانه، أن «المعلومات التي قدمتها (إسرائيل) توفر تفاصيل جديدة ومقنعة بشأن جهود إيران لصنع أسلحة نووية يمكن إطلاقها من صواريخ».

واعتبر البيان أن «النظام الإيراني سيستخدم أسلحة مدمرة ضد جيرانه وآخرين»، مؤكدا أن «إيران يجب ألا تمتلك أسلحة نووية».

روسيا وإيران

من جانبه، أكد الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في اتصال هاتفي مع «نتنياهو» تمسك بلاده بالاتفاق النووي مع إيران محذرا من المساس به.

واعتبر «بوتين» أن الاتفاق النووي مع إيران ضمان للاستقرار والأمن الدوليين، مطالبا جميع الأطراف بضرورة الالتزام بخطة العمل المشتركة بشأنه.

وقال بيان للكرملين، نقلته قناة «روسيا اليوم» إن «بوتين طالب جميع أطراف الاتفاق بتطبيق الخطة بدقة».

من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» أن ما أعلنه «نتنياهو» هو «استعراض إعلامي كاذب هدفه خداع الشعوب وبعض الحكومات».

وأضاف «ظريف» أن «حديث نتنياهو ومن خلفه بعض الدوائر الأمريكية، مجرد ادعاءات كاذبة، لا تلقى أي أهمية»، حسب وكالة «فارس».

في الوقت نفسه، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية «علي أكبر صالحي»، إن «إيران تستطيع من الناحية الفنية تخصيب اليورانيوم على مستوى أعلى من الذي كان عليه قبل التوصل الى الاتفاق النووي».

وحذر «صالحي»، الرئيس الأمريكي من الانسحاب من الاتفاق، قائلا: «إيران لا تناور.. فنيًّا، نحن مستعدون تماما لتخصيب اليورانيوم على مستوى أعلى مما كان عليه قبل التوصل للاتفاق النووي (...) أتمنى أن يعود دونالد ترامب إلى صوابه، وألا ينسحب من الاتفاق».

وأعطى الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق مع طهران مهلة تنقضي في 12 مايو/آيار الجاري، لإصلاح ما وصفه بأنه عيوب مروعة في الاتفاق النووي، وإلا فسيرفض تمديد تعليق عقوبات الولايات المتحدة على إيران.

ويعد الموقف الأمريكي الإسرائيلي، مخالفا للموقف الروسي والأوروبي، والذي يصر على أن الاتفاق النووي مع إيران هو أفضل سبيل لمنعها من امتلاك سلاح نووي.

وبموجب اتفاق إيران مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين، وافقت طهران على كبح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات عليها، وتم رفع أغلبها في يناير/كانون الثاني 2016.

وتقول إيران إنها ستلتزم بالاتفاق ما دامت الأطراف الأخرى ملتزمة به، لكنها «ستمزقه» إذا انسحبت واشنطن.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الاتفاق النووي الإيراني نتنياهو الاتحاد الأوروبي البيت الأبيض بوتن برنامج سري