«ترامب» يسعى لإنهاء الأزمة الخليجية قبل قراره بشأن إيران

الثلاثاء 1 مايو 2018 07:05 ص

قالت مصادر قريبة من البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» يسعى لإنهاء الأزمة الخليجية قبل موعد اتخاذ قراره بشأن الاتفاق النووي مع إيران في 12 مايو/آيار الجاري.

ونقلت صحيفة «الراي» الكويتية عن المصادر (لم تسمها) قولها إن «ترامب» طلب من وزير الخارجية «مايك بومبيو»، عندما كان لا يزال مديراً لـ«وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي إيه)، تكثيف التحرك لدى دول الخليج للمساعدة في طي صفحة الخلافات بينها  قبل موعد إعلان قراره المرتقب بشأن الاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الكبرى.

وقالت المصادر الأمريكية إن «ترامب» أرسل إلى قادة الخليج رسالة قبل نحو 20 يوماً، تتضمن التأكيد على أن «مواجهة النظام الإيراني بصورة أفضل تتطلب التجانس والوحدة داخل مجلس التعاون مع تحالفات قوية مع مصر والأردن ودول أخرى صديقة».

وأكدت الرسالة «التزام الولايات المتحدة بأمن دول الخليج من ناحية أخلاقية مبدئية ولأنه في مصلحة الولايات المتحدة ومصلحتكم».

وحذرت من أن «الولايات المتحدة لن تتحمل وحدها مسؤولية التصدي للمخططات الإيرانية إذا استمرت الخلافات بين حلفائها داخل منظومة مجلس التعاون الخليجي، وإذا بقيت الإرادات داخل دولها رافضة لتقبل مبدأ حل الخلاف».

وذكرت الرسالة بـ«الالتزامات الأمريكية المادية والبشرية التي قدمتها لمواجهة الإرهاب منذ عام 2001 وحتى اليوم، وحجم الإنفاق الذي قدمته أمريكا في الحرب ضد الإرهاب واستفادت منه أمنياً دول الخليج بالدرجة الأولى».

وحذرت الرسالة من أن «تلك الالتزامات قد لا تستمر في حال لم تتخذ دول الخليج مجتمعة موقفاً واحداً بالتحالف مع أمريكا للقضاء على الإرهاب من جهة وإجبار نظام ايران على وقف مخططاته العدائية ضد المنطقة من جهة ثانية».

وشددت على «ضرورة صدور مبادرة خليجية لإنهاء النزاع واظهار الموقف الموحد قبل القمة الخليجية الأمريكية، وأن يصدر بيان يتضمن إنهاء الحصار وفتح الحدود البرية والمجالات الجوية وعودة العلاقات الدبلوماسية على أن يظهر كل طرف مقادير معتبرة من التوافق وحل المشاكل استشعاراً بخطورة ما يخطط للمنطقة».

وأوضحت الرسالة أن «الدبلوماسية الأمريكية مستعدة للمساهمة في تقريب وجهات النظر بالنسبة إلى القضايا العالقة بين هذه الدول من أجل تطمين الجميع ونزع المخاوف من هذا الطرف أو ذاك».

ورأت أن «بحث كل الملفات والتفاصيل وعلاجها سيأخذ وقتاً طويلاً ونحن نحتاج إلى الوحدة لمواجهة الاستحقاقات المقبلة، لذلك نتمنى موقفاً عاماً بإنهاء الأزمة مع نهاية أبريل/نيسان على أن تبحث التفاصيل اللاحقة تدريجياً مع كل ما تحتاجه من ضمانات».

وطالبت الرسالة كل الدول الخليجية بـ«وقف الحملات الإعلامية ضد بعضها لأن ذلك يزيد من التصعيد ويعيق من تدفق الحلول ويرفع منسوب الحساسيات لدى شعوب هذه المنطقة التواقة للسلام ومواجهة الأخطار الخارجية لا إلى التصعيد».

ودعت الرسالة إلى التركيز على وجوب استمرار التشاور بين أمريكا ودول الخليج فيما يتعلق بالخطوة الأمريكية المقبلة تجاه ايران، قائلة: «ونحن نضعكم في الصورة دائماً آملين الحصول على دعم دول الخليج مجتمعة وعلى دعم وتأييد مصر ودول أخرى صديقة عندما نعلن قرارنا بالنسبة إلى ايران».

وبموجب اتفاق إيران مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين)، وافقت طهران على كبح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات عليها، وتم رفع أغلبها في يناير/كانون الثاني 2016.

وسبق أن أعلن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، في 12 يناير/كانون الثاني الماضي، تمديد تجميد العقوبات على إيران لـ4 أشهر في إطار الاتفاق النووي معها، لكنه تعهد بأن هذه المرة هي الأخيرة التي يقوم فيها بذلك إذا لم يتم تعديل الصفقة.

وأعطى « ترامب» الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق مع طهران مهلة تنقضي في 12 مايو/آيار الجاري، لإصلاح ما وصفه بأنه عيوب مروعة في الاتفاق النووي، وإلا فسيرفض تمديد تعليق عقوبات الولايات المتحدة على إيران.

وتقول إيران إنها ستلتزم بالاتفاق ما دامت الأطراف الأخرى ملتزمة به، لكنها «ستمزقه» إذا انسحبت واشنطن.

  كلمات مفتاحية

الأزمة الخليجية حصار قطر ترامب الاتفاق النووي الإيراني العلاقات الخليجية الأمريكية