كتائب مدعومة إماراتيا تثير الفوضى في تعز جنوبي اليمن

الثلاثاء 1 مايو 2018 09:05 ص

تسود حالة من الترقب والقلق في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، بعد إطلاق السلطة المحلية، خلال الأيام الماضية، حملة أمنية للسيطرة على مقار خاضعة لمجاميع مسلحة تابعة لكتائب «أبوالعباس»، المدعومة إماراتيا.

وتوقفت الحملة الأمنية التي قامت بها القوات الحكومية لوضع يدها على المقار الرسمية في المربع الشرقي من مدينة تعز، بعد المقاومة التي قوبلت بها من قبل الكتائب التي يقودها رجل الدين السلفي، «عادل عبده فارع»، المكنى بـ«أبي العباس»، والذي يصنف بأنه رجل الإمارات في المدينة.

ودفع اتساع مسرح الاشتباكات، وتمركز مسلحين في محيط المقار التي تم السيطرة عليها من قوات الحملة الأمنية، السلطات المحلية إلى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، وتشكيل لجنة عسكرية تتسلم تلك المقار، لكن مضى على الاتفاق ثلاثة أيام، دون أن يحدث أي تغيير، وبات الوضع مرشحا للانفجار من جديد.

وكان محافظ مدينة تعز، «أمين محمود»، جدد تأكيده على ضرورة إخلاء المباني والمقار الحكومية والخاصة بشكل تلقائي من قبل القيادات العسكرية، مشددا على العمل على تطبيع الحياة في تعز، وتوحيد الجهود لمواجهة «الحوثيين»، والحفاظ على أمن واستقرار المدينة.

ونقل موقع «عربي 21» عن مصادر محلية وعسكرية قولها إنه «من المبكر الحديث عن نجاح المساعي التي تبذلها قيادة السلطة المحلية المدنية والعسكرية، رغم التشديد من قبل المحافظ وعزمه الاستمرار في تنفيذ خطة استعادة المقرات الحكومية في المدينة».

كما جاءت الحملة الأمنية، بعد زيارة قام بها قائد محور تعز العسكري (أعلى سلطة عسكرية بتعز)، اللواء «خالد فاضل»، إلى مدينة عدن، حيث مقر الحكومة الشرعية، ولقائه رئيسها، «أحمد بن دغر»، في 19 أبريل/نيسان المنصرم.

وتهدف سلطات تعز إلى إحكام سيطرتها على المؤسسات الحكومية، وإعادة تأهيلها، وعدم ابقائها خاوية على عروشها أو مسكونة بالمؤامرات وحبك الدسائس ضد أبناء تعز من قبل قوى التطرف والإرهاب، كما وصفها المحافظ في بيان سابق.

وتفجر الوضع عسكريا، بين قوات الجيش والأمن التي تقود الحملة الأمنية، بناء على توجيهات رسمية، ومجاميع مسلحة وصفت بأنها «خارجة عن القانون»، قبل أن تلقي كتائب «أبوالعباس» بثقلها، لإيقاف هذا التحرك، سبقها حراك واسع تقوده الإمارات لإعادة رسم المشهد فيها.

يشار إلى أن «أبوالعباس»، المدعوم إماراتيا، تم إدراجه في قائمة ممولي الإرهاب، الصادرة عن الولايات المتحدة ودول الخليج، في أكتوبر/تشرين الأول 2017.

وتحركت أبوظبي عبر حلفائها بوتيرة عالية، وبدأت بإنشاء مقرات لها تحت واجهة التحالف وغرفة عمليات جنوب غربي تعز، بالتوازي مع خطوات أخرى تتمثل في تشكيل نواة لقوات أمنية تحت مسمى «الحزام الأمني» وتمكينه فيما بعد من ادارة الملف الامني في المحافظة.

كما شملت التحركات الإماراتية، الدفع بقوات «طارق صالح»، التي جرى تشكيلها من بقايا الحرس الجمهوري الموالي لعمه، «صالح»، إلى جبهة المخا للغرب من محافظة تعز على ساحل البحر الأحمر، وإطلاق أولى عملياتها، ضد «الحوثيين»، بعد تزويد هذه القوة بأسلحة متطورة.

ونقل «عربي 21» عن مصادر سياسية (لم يسمها) قولها إن الرؤية الإماراتية، بشأن تعز، تسعى إلى ضرب وحدات الجيش الوطني، وإغراق المدينة في دائرة الفوضى، وهو ما بدت ملامحها في الانتشار الكثيف لمسلحي «أبوالعباس» وايقافها الحملة الأمنية التي سبق لقائد القوات الإماراتية في عدن، رفضها.

وأضافت المصادر أن الإماراتيين يسعون بعد ذلك، للتدخل خلف عباءة التحالف، بعد إظهار الوضع في تعز، على أنه صراع بين طرفين، القوات التابعة لقيادة المحور والشرطة العسكرية، وكتائب «أبوالعباس» المنضوية أيضا في قوات اللواء 35 مدرع.

ووفقا للمصادر، فإن التدخل الإماراتي سيطرح «تمكين إدارة الملف الأمني لطرف ثالث»، يجري العمل عليه على قدم وساق، بعد تحييد قوات الحملة الأمنية وكتائب «أبوالعباس»، بما يمهد بفرض قوات أمنية بعنوان مغاير عن مسمى «الحزام الأمني».

  كلمات مفتاحية

تعز العلاقات الإماراتية اليمنية اضطراب أمني كتائب أبوالعباس