حول دلالات العملية العسكرية التركية داخل الأراضي السورية

الأربعاء 25 فبراير 2015 09:02 ص

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يبرز فيها اسم «سليمان شاه»  جد مؤسس الامبراطورية العثمانية الذي يقع قبره وفق الرواية التركية في الأراضي السورية، وتعتبر المنطقة التي يقع فيها القبر أرضا تركية وفقا لاتفاقيات وقعت بين تركيا وفرنسا بعد الحرب العالمية الأولى وتجديدا في 1921.

وبالرغم من نقل الضريح عدة مرات سابقا لأسباب مختلفة ليست سياسية، قامت قبل أيام قوات عسكرية تركية بنقل الضريح من خلال عملية عسكرية شاركت فيها قرابة 40 دبابة و500 جنديا عبر الدخول من معبر مرشد بينار جنوب تركيا، وقامت أيضا بإخلاء 40 جنديا كانوا يحرسون الضريح. في مسافة 10 الآف متر مربع تم الاتفاق عليها مع سوريا في 2003.

وحول الأسباب التي دعت تركيا للقيام بهذه العملية فقد أشارت مصادر تركية أن السبب هو تدهور الوضع حول منطقة الضريح، وخشية من تكرار سيناريو الطيار الأردني أو الأقباط في ليبيا مع الجنود الأتراك بمنطقة الضريح مما قد يعقد حسابات تركيا.

العملية تمت في فترة زمنية قياسية وفي عمق 30 كم، ولم يتم التنسيق مع كل الجهات ذات العلاقة إلا مع قليل منها عند بداية العملية، لذا فمن البديهي أن العملية تمت بناء على معلومات استخبارية حول أعمال متعلقة بالضريح في ظل الفوضى القائمة في سوريا، قد تدفع تركيا نحو تبني مسارات أكثر تدخلا في الصراع السوري، وهي (تركيا) أحوج ما تكون إلى الاستقرار في الفترة الحالية تحديدا وحتى نجاح الانتخابات البرلمانية في يونيو/حزيران القادم .

ويشير هذا وفي ظل الضغط المتواصل من الولايات المتحدة على تركيا للمشاركة في التحالف ضد «الدولة الإسلامية» أن تركيا مازالت تحاول تجنب سيناريوهات التدخل العسكري في سوريا إلا في نطاق عمليات جراحية محدودة مثل هذه العملية.

من المؤشرات الهامة أيضا أن العملية جاءت بعد يوم واحد من الإعلان عن توصل الولايات المتحدة وتركيا لاتفاق حول تدريب وتسليح المعارضة السورية، مما يوحي أن الرؤية التركية نجحت في تمرير نفسها من خلال الثبات على موقف ضرورة محاربة «الأسد» و«الدولة الإسلامية» في آنٍ واحد. وقد يكون من التفاصيل غير المعلنة للاتفاق هو إمكانية تدخل الجيش التركي لدعم المعارضة السورية وتحديدا في حلب أو أية عمليات أخرى على الحدود التركية.

لقد قالت تركيا من خلال هذه العملية لكل الأطراف المتدخلة في سوريا وتحديدا الداعمة للنظام أنها موجودة، وأن خيار التدخل ليس مستبعدا كليا لدى دولة لطالما انتهجت سياسة تصفير المشكلات مع جيرانها.

أما النقطة التي لا تقل أهمية عن ذلك، فهي الموضع الجديد للضريح التي اتخذته تركيا أيضا في الأراضي السورية، قرية «أشمة» السورية، التي تم رفع العلم التركي عليها في خطوة لم تعجب كثير من الأطراف.

نظرة سريعة على خريطة المنطقة نجد أن منطقة «أشمة» تقع غرب مدينة عين العرب «كوباني»، التي تم تحريرها قبل شهر من أيدي تنظيم الدولة ويقع المكان الجديد للضريح مقابل معبر مرشد بينار، وبين كوباني وبين ريف جرابلس الذي تسكنه أغلبية عربية. وفي هذا رسالة واضحة لكل الجهات التي تفكر في إقامة كيان خاص للأكراد في شمال سوريا على الحدود مع تركيا.

من جانب آخر حرص الأتراك على تأكيد عدم أخذ إذن من أي جهة قبل إتمام العملية من أجل ترسيخ استقلالية القرار التركي، وأيضا أكد «خالد خوجا» رئيس الائتلاف المعارض أن تركيا أبلغتهم بالقرار قبل التنفيذ مباشرة.

يبقى أن نشير أن هذه الخطوة العسكرية التي قامت بها تركيا ربما يتبعها خطوات أخرى عسكرية لكن من المرجح أن ذلك لن يكون قبل الانتخابات البرلمانية.

  كلمات مفتاحية

تركيا سوريا سليمان شاه الدولة الإسلامية

«أردوغان» يهنئ المسؤولين الأتراك على نجاح عملية نقل ضريح «سليمان شاه»

الجيش التركي ينفذ عملية عسكرية داخل سوريا لنقل ضريح «سليمان شاه»