العراق يستعيد 3800 قطعة أثرية هربها تجار بالإمارات إلى أمريكا

الخميس 3 مايو 2018 06:05 ص

أعلنت إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية، أن سلسلة متاجر التجزئة «هوبي لوبي»، (Hobby Lobby)، ستعيد إلى بغداد آلاف القطع الأثرية التى اشترتها فى وقت سابق بصورة غير شرعية.

وقال مسؤولون من وزارة العدل إن عملية شراء «هوبي لوبي» عبر تجار في الإمارات و(إسرائيل)، «تنتهك محاذير كثيرة»، مؤكدين أن الشركة تجاهلت تحذيرات بأن المقتنيات ربما نهبت من مواقع أثرية في العراق.

وستعيد الشركة ومقرها فى مدينة أوكلاهوما آلاف القطع الأثرية قد اشترتها فى عام 2010 مقابل 1.6 مليون دولار.

وتتضمن القطع الأثرية التى سيتم إرجاعها أقراصا مسمارية وأختاما أسطوانية وألواحا طينية، يعود تاريخها إلى ما بين عامى 1600 و2100 قبل الميلاد.

 وكانت السلطات القضائية الأمريكية قد غرمت فى وقت سابق «هوبي لوبي» 3 ملايين دولار وألزمتها بإعادة القطع الأثرية إلى العراق.

ويقول ممثلون للادعاء العام إن «هوبي لوبي لم تستمع لتحذيرات خبير فى قانون حقوق الملكية الثقافية بضرورة توخى الحذر عند شراء الآثار من العراق لأنها فى بعض الحالات تكون قد سرقت من مواقع أثرية».

وسيتم إعادة نحو 3800 قطعة أثرية، بينها ألواح مسمارية سومرية ترجع إلى عام 2100 قبل الميلاد إلى مسؤولين عراقيين في واشنطن.

وقال مسؤولون في إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية في بيان إنه من المقرر أن يحضر السفير العراقي «فريد ياسين» ووكيل وزارة الخارجية العراقية «نزار الخيرالله» مراسم التسليم اليوم.

 وكان تاجر مقيم فى الإمارات العربية المتحدة قد شحن طرودا تحتوى على قطع أثرية إلى ثلاثة عناوين مختلفة للشركة فى أوكلاهوما سيتى تحمل بيانات مزيفة تصف محتويات الطرود بأنها «بلاطات من السيراميك» أو «بلاطات من الطمي». 

ووافقت متاجر «هوبي لوبي» ومقرها مدينة أوكلاهوما والمتخصصة في بيع الأعمال الفنية والتحف في يوليو/تموز على تسليم الآثار التي تعود إلى العراق، قبل نحو أربعة آلاف عام، ودفع ثلاثة ملايين دولار لتسوية دعوى مدنية أقامتها وزارة العدل الأمريكية، وقال مدعون اتحاديون إن الملصقات على الشحنات التي وصلت فيها الآثار وصفتها بأنها «عينات قرميد».

وذكر مدعون أن الشركة بدأت تجمع مجموعة من المخطوطات المهمة تاريخيا وغيرها من الآثار في 2009، ورئيس الشركة «ستيف جرين» هو مؤسس متحف الإنجيل الذي افتتح في العاصمة واشنطن في 2016. وقالت هوبي لوبي إن الهدف لم يكن عرض الآثار في المتحف، ولكنها لم تحدد ما الذي كانت ستفعله بها.

وفي الولايات المتحدة، أثارت القضية جدلا واسعا وتعليقات في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى وشبهات حول ما إذا كانت الشركة التي يفتخر مالكها بقيمه المسيحية الإنجيلية ساهمت ولو عن غير قصد في تمويل تنظيم «الدولة الإسلامية» من خلال شراء قطع الآثار المهربة من العراق.

وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن تاريخ شراء الشركة الأمريكية للآثار العراقية المهربة يعود إلى 2010 أي قبل بروز تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكنها شاركت في تمويل السوق السوداء نفسها التي يستفيد «الدولة الإسلامية» منه.

وجددت القضية التساؤلات والشبهات حول علاقة ودور الإمارات بما يتردد من غسيل أموال تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي كان وراء عمليات تجارة وتهريب واسعة بملايين الدولارات للآثار في العراق وسوريا رغم عملياته الاستعراضية في كثير من الأحيان لتدمير الآثار.

وعلى الرغم من أن التقارير الأمريكية ذكرت أن شركة «هولي لوبي» كانت على صلة بتجار في «إسرائيل» لشراء الآثار، فإن وكالة «رويترز» أشارت إلى أن الشركة اشترت في ديسمبر/كانون الأول 2010، آلاف القطع من وسيط دون أن تلتقي بالمالك المزعوم.

وهربت الأعمال الفنية الأثرية إلى مقر «هوبي لوبي» في أوكلاهوما في الولايات المتحدة عبر الإمارات و«إسرائيل»، بموجب مستندات شحن مزورة تشير إلى أن الشحنات تحتوي على ألواح من سيراميك الأرضيات، وأن بلاد المنشأ هي تركيا و«إسرائيل».

يشار إلى مجلس إدارة الشركة، يترأسه «ستيف غرين» ويتولى أيضا إدارة متحف الكتاب المقدس (تحت الإنشاء) في مدينة واشنطن، والذي يبعد بعدة مباني عن «المركز التجاري الوطني».

ويقع المتحف على مساحة 430 ألف قدم مربع، ليكون واحدا من أكبر المتاحف في العاصمة الديمقراطية للولايات المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

هوبي لوبي آثار العراق أمريكا تهريب الآثار العراق إسرائيل الإمارات

العراق يسترد 337 قطعة أثرية من لبنان

ذا كرادل: كيف نهبت الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل آثار العراق؟