دعاية «حزب الله» الانتخابية.. نكهة إيرانية في البرلمانيات اللبنانية

الخميس 3 مايو 2018 08:05 ص

في تشابه لا تخطئه العين، خرجت الدعاية الانتخابية لحزب الله اللبناني الطاغية محاكية للدعاية الانتخابية لتلك التي تستخدمها التيارات الإيرانية، حيث استخدم بشكل مكثف الرموز الدينية وصور من يصفهم بالشهداء، والترويج لنفسه باعتباره مقاتلا مجاهدا.

التشابه الكبير بين دعاية حزب الله ونظيرتها الإيرانية دفعت مغردين لبنانيين إلى وصف أمين عام حزب الله، «حسن نصر الله»، بـ«مرشد الجمهورية»، في مقارنة ساخرة بالمرشد الإيراني «علي خامنئي»، وتعليقا على دعاية الحزب الانتخابية التي تقدمه طليق اليد في ملفات لبنان كلها.

 

وفي دعايته الرسمية، دعا الحزب أنصاره إلى حمل صور قتلاه في سوريا باعتبارهم «شهداء» خلال توجههم للتصويت، كما حرص على إظهار رموزه الدينية بشكل مكثف، بحسب تقرير موقع «راديو سوا».

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات النيابية في لبنان يوم 6 مايو/أيار الجاري، ويبدأ الصمت الدعائي قبل 48 ساعة من بدء عملية الاقتراع، أي بدءا من الجمعة.

لكن حزب الله يدعم في الانتخابات التي ستحدد من سيرأس الحكومة المقبلة، مرشحين إشكاليين، ففي بلدة «البرجا» بمحافظة جبل لبنان مثلا، أعرب مواطنون عن غضبهم عقب إعلان حزب الله دعمه المرشح واللواء السابق «علي الحاج»، الذي اعتقل سابقا على خلفية اتهامات تتعلق باغتيال رئيس الوزراء الأسبق «رفيق الحريري»، وذلك وفق تقرير لموقع «الجنوبية».

«البرجا» لم تكن استثناء، ففي منطقة جبيل ذات الأغلبية المسيحية، اعتادت الأحزاب على الاتفاق على دعم شخصية توافقية، لكن «حزب الله» اختار تعكير صفوها هذه المرة بدعم الشيخ «حسين زعيتر»، أحد أبرز رموزه للترشح للانتخابات.

وينضم إلى قائمة مرشحي حزب الله المثيرة للجدل الجنرال المتقاعد «جميل السيد»، الذي يعد صديقا لرئيس النظام السوري «بشار الأسد».

وكان «السيد» رئيسا للمخابرات اللبنانية خلال سيطرة سورية على لبنان طيلة 15 عاما بعد حربها الأهلية بين عامي 1975 و1990، إلا أنه استقال بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق «سعد الحريري» عام 2005، وفقاً لرويترز.

ويرشح «السيد» نفسه عن دائرة بعلبك-الهرمل شرقي لبنان، وقال فى تصريحات لرويترز، «أنا مرشح مستقل، لكنى لست محايدا»، فى إشارة إلى دعمه «حزب الله».

وقبيل الاقتراع المرتقبل بعد 3 أيام تقريبا، تبقى مسألة تساوي الفرص بين القوائم الانتخابية محل تساؤل، إذ يعتقد مراقبون أن قانون الانتخابات الذي تم إقراره العام الماضي هو في صالح «حزب الله»، حيث ينص القانون الذي أقر في 16 يونيو/حزيران 2017، على اعتماد نظام التصويت النسبي.

وفي هذا السياق، يقول الناشط الحقوقي «لقمان سليم» إن «حزب الله استطاع تحقيق موقع أفضل من خلال اتفاقه مع حركة أمل مبكرا على احتكار تمثيل الطائفة الشيعية، ما سمح لهما بالتمدد وعقد تحالفات مع الطوائف الأخرى»، وفقا لتصريحاته التي نقلها موقع «الحرة».

يشار إلى أن الانتخابات البرلمانية المقبلة هي الأولى في لبنان منذ تسع سنوات، إذ جرت آخر انتخابات نيابية في يونيو/حزيران 2009، وتم تمديد عضوية النواب في البرلمان 3 مرات.

لكن الدعاية للحزب لم تخل من غرابة، ففي البقاع، علق تاجر مخدرات مطلوب من الإنتربول يدعى «نوح زعيتر» يافطة ضخمة على واجهة أحد المبانى، مكتوب عليها «سنخوض البحر معكم»، في إشارة إلى دعمه لحزب الله.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

انتخابات حزب الله. دعاية لبنان