قوات أمريكية خاصة في السعودية لتأمين حدودها ومحاربة «الحوثيين»

الخميس 3 مايو 2018 06:05 ص

قالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» إن للولايات المتحدة علاقات قديمة مع السعودية، وإن قوات هناك تساعد في العمليات اللوجستية والاستخباراتية وفي تأمين الحدود، معربة عن قلقها من استمرار التأثير المؤذي لإيران في المنطقة ومن استخدام وكلائها «الحوثيين» أو «حزب الله» على حد سواء.

جاء ذلك بعدما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن دعم قوات أطلقت عليها اسم قوات «القبعات الخضراء» للجيش السعودي بصورة سرية في حربه مع «أنصار الله» (الحوثيين) في اليمن.

وقالت الصحيفة الأمريكية: «رغم أنه لسنوات، سعى الجيش الأمريكي، للابتعاد عن الحرب الأهلية الدائرة في اليمن، حيث تتقاتل قوات التحالف التي تقودها السعودية مع الحوثيين، الذين لا يشكلون تهديدا مباشرا على الولايات المتحدة، لكن هذا يبدو أنه تغير».

وأضافت: «منذ أواخر العام الماضي، بدأ فريق من وحدات القبعات الخضراء مهام سرية على حدود السعودية مع اليمن، فيما يبدو أنه تصعيد للحروب السرية الأمريكية».

وأوضحت، نقلا مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين أوروبيين، أن عدد تلك القوات حاليا يصل إلى 12 عنصرا.

وأشارت إلى أن وحدات «القبعات الخضراء» وحدات تابعة لـ«الكوماندوز» الأمريكي، مسؤولة عن تنفيذ مهام خاصة جدا، خلف خطوط العدو.

ووفقا لـ«نيويورك تايمز»، ترتكز مهمة تلك القوات، على مساعدة القوات الأمريكية في تحديد مواقع وتدمير مخابئ الصواريخ الباليستية ومناطق إطلاق تلك الصواريخ التي يستخدمها «الحوثيون» في مهاجمة الرياض ومدن سعودية أخرى.

وقال مسؤولون أمريكيون ودبلوماسيون أوروبيون للصحيفة الأمريكية إن مسألة إرسال تلك القوات لم يتم مناقشتها مع أية من الجهات المنوط بها مراجعة الأمر سواء في الولايات المتحدة أو الدول المعنية بالأزمة.

وذكرت «نيويورك تايمز» أن إرسال تلك القوات يتناقض مع تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، بأن المساعدة العسكرية للحملة التي تقودها السعودية في اليمن، تقتصر على الدعم اللوجيستي من تزود الطائرات بالوقود وتبادل المعلومات الاستخباراتية العامة.

لكن الصحيفة، قالت إنها لا تمتلك أية دلائل أو إشارات على عبور «الكوماندوز» الأمريكي الحدود إلى اليمن لتنفيذ أية مهام سرية أو عمليات خاصة.

وأشارت إلى أنه تم نشر تلك القوات على الحدود السعودية اليمنية في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، بعد أسابيع من إطلاق «الحوثيين» صاروخا باليستيا بالقرب من الرياض تم اعتراضه بالقرب من مطار الرياض.

وأوضحت الصحيفة أنه تم إرسال تلك القوات، بعدما جدد ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، طلبا وعهدا قديما، قطعته الولايات المتحدة الأمريكية على نفسها، يقتضي بأن ترسل الولايات المتحدة قواتها لمساعدة المملكة على مواجهة أي تهديد حقيقي لـ«الحوثيين» على الرياض.

ونقلت «نيويورك تايمز» عن 6 من المسؤولين في الجيش الأمريكي وإدارة الرئيس «دونالد ترامب» ودول أوروبية وعربية، قولهم إن القوات الخاصة الأمريكية، مهمتها الرئيسية تدريب القوات البرية السعودية لتأمين حدودها.

كما أوضحت أن «القبعات الخضراء»، كانوا يعملون بشكل وثيق مع محللي الاستخبارات الأمريكية في نجران، جنوبي السعودية، للمساعدة في تحديد مواقع إطلاق الصواريخ الباليستية من اليمن إلى الأراضي السعودية.

كما يعمل الأمريكيون، وفقا للتقرير الأمريكي، مع طائرات المراقبة على جمع إشارات إلكترونية لتعقب أسلحة «الحوثيين» وأماكن إطلاقها.

وكان مسؤولون في «البنتاغون» قد صرحوا لأعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي، في جلسة استماع في مارس/آذار الماضي، أنه ليس لديهم أية قوات عسكرية داخل السعودية سوى تلك القوات التي تقدم المشورة فقط.

وترتكز المشاركة الأمريكية في الحرب الدائرة في اليمن، على وثيقة معروفة باسم «مذكرة رايس»، نسبة إلى «سوزان رايس»، مستشارة «أوباما» للأمن القومي حينها، التي تم توقيعها عام 2015.

ولكن إدارة «ترامب، عززت عمل تلك المبادئ التوجيهية في الوثيقة ورفعتها لتصل من مجرد دعم لوجيستي إلى إضافة طائرات مراقبة أمريكية وفريق «القبعات الخضراء».

ونقلت الصحيفة عن «مايكل نايتس»، الزميل في معهد واشنطن، أن القوات السعودية، تحاول السيطرة على الأسلحة التي تصل إلى «الحوثيين» من الساحل الغربي، حيث ميناء الحديدة، وهو ما يجعلها أمام خيارين فقط، أولهما العثور على تلك الصواريخ، وهو ما يتطلب قدرا كبيرا من الذكاء، أما الثاني والأصعب كثيرا، وهو رصد أماكن إطلاق الصواريخ، وهو ما تساعد القوات الأمريكية الخاصة فيه، خاصة مع إخفاء «الحوثيين» منصات الإطلاق، داخل أنفاق وقنوات وأسفل الطرق السريعة.

وبحسب الصحيفة لا دليل على أن الجنود الأمريكيين عبروا الحدود لدخول الأراضي اليمنية.

ومنذ 26 مارس/آذار 2015، تقود السعودية تحالفا عسكريا يدعم القوات الحكومية اليمنية في مواجهة مسلحي «الحوثيين» الذين يسيطرون على عدة محافظات بينها صنعاء منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014.

  كلمات مفتاحية

السعودية اليمن أمريكا إيران الحوثيين حزب الله البنتاغون بن سلمان العلاقات السعودية الأمريكية