خبراء فرنسيون: الإمارات بدأت «مخطط الفوضى» للانتقام من الصومال

الجمعة 4 مايو 2018 01:05 ص

قال خبراء سياسيون وعسكريون فرنسيون إن تزايد الأحداث الإرهابية في الصومال عقب الأزمة مع الإمارات بشأن ميناء «بربرة» يعني أن أبوظبي تخطط لإعادة الفوضى إلى الصومال كما كان الوضع قبل 2011، لفرض وجودها في البلاد.

وكشفوا أن حكومة مقديشو قدمت للأمم المتحدة أدلة وبراهين دامغة على سعي أبوظبي لإحداث فوضى في البلاد، انتقاما من طرد شركة «موانئ دبي» من ميناء «بربرة»، وإنهاء الوجود الإماراتي في البلاد، وأيضا لتوصل رسالة لدول الجوار (إريتريا وجيبوتي» أن المساس بمصالح الإمارات فيها يعني نهاية الأمن والاستقرار في البلاد، وهو أمر خطير للغاية، ويستوجب تدخل دولي فوري.

وقال عضو المكتب السياسي لـ«الحزب الاشتراكي الفرنسي»، «لويس ترينيتينيان»، إن هناك أحداث أمنية في الفترة الأخيرة تدلل على «عبث» إماراتي مؤكد في أمن واستقرار الصومال.

وذكر من ذلك الهجوم «الانتحاري» الذي استهدف قادة عسكريين في بلدة «جالكعيو» (وسط الصومال)، في 28 أبريل/نيسان، وحادث تبادل إطلاق النار بين جنود من الجيش الصومالي بمقديشو، في الـ24 من الشهر ذاته، إثر محاولة مجموعة منهم اقتحام مركز تدريب كانت تستخدمه الإمارات قبل أن تنهي برنامجا تدريبيا هناك بأيام.

وأضاف «ترينيتينيان»، وهو مدير مركز «موندي ليبير» للدراسات السياسية والاستراتيجية بباريس، أن تلك الأحداث تكشف أيضا عن محاولة إماراتية مستميتة لإعادة الفوضى لهذا البلد الذي تفكك بسبب النزاعات المسلحة والصراعات القبلية قبل عام 2011؛ وذلك انتقاما من الحكومة الفيدرالية الصومالية على طرد شركة «موانئ دبي» من ميناء «بربرة» في خطوة لإنهاء النفوذ الإماراتي في البلاد، الذي تغلغل منذ العام 2014.

وبين في حديثه لصحيفة «الشرق» القطرية أن النفوذ الإماراتي كان مقلقا لحكومة الصومال التي كشفت أن أبوظبي التي تدرب قوات تابعة للجيش على مكافحة القرصنة والجماعات الإرهابية، تقوم في الوقت نفسه بتدريب مرتزقة في مناطق متفرقة في الصومال لاستخدامهم كلما استدعت الحاجة في إخضاع الحكومة لسلطة سفارة الإمارات في مقديشو.

ووفق المتحدث: «توصلت الاستخبارات الصومالية بالتعاون مع أجهزة استخبارات غربية إلى أن السلاح الذي أدخل إلى البلاد خلال عامي 2017 و2018 وتم بيعه لعناصر مسلحة تابعة لجماعات إرهابية تنتشر في الولايات الجنوبية والشمالية تم تهريبة بمعرفة صوماليين تابعين لأبوظبي وينفذون أجندات سياسية إماراتية في البلاد؛ ما دفع الحكومة الفيدرالية الصومالية لاتخاذ إجراءات حاسمة ضد التواجد الإماراتي في البلاد».

عبث أبوظبي

من جانبه، قال الدبلوماسي السابق بوزارة الخارجية الفرنسية وعضو الهيئة العليا لحزب «الجمهورية إلى الأمام»، «إنريكو سارود»، إن الامارات تسعى منذ 2014 للتوسع في دول القرن الأفريقي الشرقية، لا سيما المطلة على الساحل؛ لإحكام السيطرة على مضيق باب المندب من جهة الغرب، بعد أن سيطرت عليه من الشرق (اليمن)، كونه شريانا حيويا لنقل البضائع من أفريقيا وآسيا إلى أوروبا.

وأوضح أن «السيطرة على المضيق تعطي قوة سياسية واقتصادية للإمارات؛ لذلك أرى أن أبوظبي اتجهت بثقلها المالي للاستثمار في إريتريا عام 2015، ثم جيبوتي وبعدها الصومال، وخاصة ميناء بربرة، لكنها لم تحسن التصرف مع حكومة عبد الله فرماجو، ومنذ فوزه برئاسة الصومال في فبراير (شباط) 2017 تعمدت التعامل معه وكأنه موظف لديها».

ولفت إلى أن حكومة مقديشو قدمت أدلة دامغة للأمم المتحدة على العبث الإماراتي بأمن وأمان ووحدة الصومال منها مصادرة سلطات مطار مقديشو مبلغ 9.6 مليون دولار محمولة على متن طائرة إماراتية، خاصة في 8 أبريل/نيسان 2018، وهو ما دفع أبوظبي لإنهاء برنامج تدريب عسكري في الصومال معمول به منذ 2014 في إطار البعثة العسكرية للاتحاد الإفريقي، بعد أن انكشفت جميع مخططاتها.

صفعة موجعة

بدوره، اعتبر الخبير العسكري السابق بقوات حفظ السلام الفرنسية في إفريقيا، «جان لوك أوليفي»، أن طرد الإمارات من الصومال «صفعة» موجعة، خاصة بعد أن كشفت الحكومة الصومالية الفيدرالية للأمم المتحدة بالأدلة القاطعة مؤامرات أبوظبي في الصومال، وتمويلها لمتطرفين ولميليشيات متشددة ولعسكريين أيضا لضمان استمرار التوتر في جميع الولايات المكونة للصومال، من أجل إحكام السيطرة الدائمة على هذا البلد.

وبين أن كل ذلك «يؤكد أن الامارات وراء الحوادث الإرهابية وأعمال العنف التي وقعت خلال الأسبوعين الماضيين، سواء داخل معسكر الجيش في مقديشو، أو في بلدة جالكعيو، ومن المتوقع أن تتزايد هذه العمليات الإرهابية والانشقاقات داخل الجيش الوطني الاتحادي في الصومال؛ فالعقلية الإماراتية تفكر دائما في الانتقام السريع».

  كلمات مفتاحية

الصومال الإمارات العلاقات الإماراتية الصومالية بربرة