«كارلوس كايزر».. اللاعب الذي لم يلعب كرة القدم

الجمعة 4 مايو 2018 06:05 ص

أن تقتحم مجال التدريب وأنت لم تمارس كرة القدم بشكل احترافي فهذا جائز كالعديد من المدربين، وأشهرهم البرتغالي «جوزيه مورينيو» الذي اشتهر بأنه كان المترجم الخاص بالمدرب الإنجليزي «بوبي روبسون»، لكن أن تصبح لاعباً محترفاً ولا تجيد أي من فنون الساحرة المستديرة، فهذا مستحيل إلا أن البرازيلي «كارلوس كايزر»، فعل ذلك.

كان «كايزر» طفل يعشق كرة القدم، وكان لديه حلم واحد هو أن يصبح لاعب كرة قدم مشهور ولكنه عندما كبر لم تكن لديه الموهبة الكافية لذلك فاتجه إلى طريق آخر لتحقيق حلمه و هو بالنصب.

ورحل «كايزر» إلى العاصمة البرازيلية ريو، وبدأ مسيرته من النوادي الليلية، حيث حرص على أن يكون صديقًا عزيزًا لنجوم كبار أمثال «بيبيتو» و«روماريو»، وعن طريقهم نجح في الحصول على عقده الأول في نادي بوتافوغو، ومنه انطلق إلى فلامينغو، ثم واصل رحلته في المكسيك مع بويبلا وإل باسو.

وعاد سريعاً للبرازيل مع نادي بانغو، قبل أن يخوض تجربة احترافية مع أجاكسيو الفرنسي، مسدلًا الستار على مسيرة قاربت 20 عامًا من 1979 حتى 1996.

ورغم كل ما سبق من أندية إلا أن «كايزر» لم يخض مباراة واحدة ولم يسجل أي هدف، فبعدما حصل على عقده الأول مع نادي بوتافوغو، بسبب صداقته بنجوم كبار بدأ الجزء الثاني من خطته، حيث طلب من النادي منحه فرصة لاستعادة لياقته عبر الاكتفاء بالتدريبات البدنية بدون كرة، وحين أتى موعد أول تدريب بعد انقضاء المهلة، اندفع بحماس كبير في انطلاقة لم تكتمل نحو المرمى، لأنه سقط ممسكًا بعضلته الخلفية التي تمزقت فجأة، وفي بلد متخلف طبيًا يقع في عالم بلا أشعة رنين، كان إثبات كذبه صعبًا نوعا ما.

وكرر «كايزر» نفس المخطط في كل نادٍ تقريبًا ليحصل في كل مرة على بضعة شهور من المتعة الكروية التي يحلم بها، ثم وصلت عبقريته لذروتها إبان لعبه مع نادي بانغو، بعد أن أقنع مالك النادي الثري «كاستور دي أنغرادي» بإمكانياته، ووقتها واجهته مشكلة بسيطة؛ الرجل يريده في الملعب.

وعندما وجد نفسه في الملعب قام بالذهاب في اتجاه المدرجات، و قام بتوجيه الكثير من الكلمات الغير لائقة مما جعل الحكم يعطي له كارت أحمر، و يطرده خارج الملعب.

واستدعاه «دي أنغرادي» وهو يكاد يغلي من الغيظ، فيما توقعها الجميع نهاية لـ«كايزر» مع النادي، وعندما طالبه بتفسير ما فعله كان رده كالتالي: «قبل أن تقول حرفًا دعني أخبرك بشيءٍ واحد؛ لقد أخذ مني الرب أبًا فيما سبق، ثم عاد ومنحني أبًا آخر هو أنت، ضع نفسك مكاني، هل كنت لتقبل أن ينعت أباك بأنه لص؟ هذا ما فعله المشجعون، ولو عاد بي الزمن لكررت فعلتي دون ندم».

وتمكن «كايزر» من الحصول على عقد احتراف ضمن صفوف أجاكسيو الفرنسي، عن طريق شبكة علاقاته الاجتماعية مع كبار نجوم كرة القدم البرازيلية، وفور وصوله طالبته الجماهير باستعراض موهبته مع الكرة، إلا أنه لجأ لخدعة ركل كل الكرات الموجودة في الملعب تجاههم ليحتفظوا بها كذكرى.

وبعد فترة من التدريبات وإدعاء الإصابة استمر «كايزر» مع أجاكسيو حتى نهاية عقده، قبل أن يعلن إنهاء مسيرته التي استمرت لـ20 عاماً لم يشارك خلالها إلا في 30 مباراة لعدة دقائق لم يلمس خلالها الكرة مرة واحدة، وفي كل مرة يسقط أرضاً ويدعي الإصابة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وقع «كايزر» اتفاقية حصرية مع شركة بريطانية لإنتاج فيلماً سينمائياً يروي قصة حياته، كما قام بإصدار كتاب يحكي مسيرته الكروية، تحت عنوان «اللاعب الذي لم يلعب كرة القدم».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

البرازيل كرة القدم النصب مشجعون كارلوس كايزر نوادي ليلية