«أتلانتك»: «ترامب» يسير بطريق مجهول ينتهي بنزاع فوضوي في المنطقة

الجمعة 4 مايو 2018 08:05 ص

اعتبرت مجلة «أتلانتك» الأمريكية أن الرئيس «دونالد ترامب» يقود الولايات المتحدة في طريق مجهول يبدأ بالخروج من الاتفاق النووي مع إيران بدون استراتيجية، وينتهي بنزاع فوضوي.

وقال زميل مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية «فيليب غوردون»، في تقرير له بالمجلة الأمريكية إن «صقور إيران في روح عالية هذه الأيام حيث وصل جون بولتون إلى مجلس الأمن القومي الأمريكي ومايك بومبيو إلى الخارجية».

واعتبر أن «صقور إيران  يشعرون بسعادة غامرة بترفيع الإدارة الإمريكية لاثنين بارزين يريدان تمزيق الاتفاقية النووية ويدعوان بشكل مستمر إلى تغيير النظام في طهران ومواجهة النظام الإيراني بقوة في المنطقة».

وأضاف أن «الرئيس دونالد ترامب يواجه ضغوطاً محلية ويريد الآن أن يضع الولايات المتحدة في طريق مجهول بالمنطقة يبدأ بالخروج من الاتفاقية بدون خطة وينتهي بنزاع فوضوي وعنيف وغير ضروري».

وأكد «غوردون»، الذي كان مسؤولا في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج في عهد الرئيس السابق «باراك أوباما» أن «ترامب سينهي في 12 مايو/أيار الترتيبات التي تولاها الرؤساء الأمريكيون بشأن الاتفاقية منذ عام 2015».

وتابع: «هناك إمكانية أن يستفيد ترامب من العروض الأوروبية مثل اتفاق لحظر برامج الصواريخ الباليستية وفرض نظام صارم للتفتيش واتفاقية تابعة للاتفاق الأول، وبهذه الطريقة يمكنه الزعم أنه استطاع تعديل ما وصفه بأسواء اتفاق في التاريخ، وكل هذا يعود إلى قدراته التفاوضية، ويظل هذا أمل بعيد».

ومضى بالقول: «كان من الصعب التخيل موافقة الأوروبيين على إجراء تعديلات أساسية للاتفاقية النووية، كما لو أنهم قادررون وبطريقة فردية على القيام بهذا دون العودة للأطراف الموقعة عليها مثل الصين وروسيا وإيران».

وأردف: «بدا هذا الموقف حيلة من أجل قتل الاتفاقية وتحميل الآخرين مسؤوليتها. ومن الواضح الآن أن شروط ترامب للبقاء فيها لن تنفذ، فقد كان بولتون واضحًا من أنه يريد الخروج منها أيا كانت الظروف. وهذا يعني فرض عقوبات جديدة تشمل الأطراف التي تقيم علاقات تجارية مع إيران».

ماذا بعد؟

وتساءل «غوردون» عما سيحدث بعد هذا؟ ويجيب مستشهدا بما كتبه أحد نقاد إيران «رويل مارك غريشت» في صحيفة «واشنطن بوست» أنه لا داعي للفزع والهستيريا لأن إيران لن تعيث في الأرض فسادا وتعود إلى برنامجها النووي وتبدأ بقتل الجنود الأمريكيين في الشرق الأوسط».

واستدرك قائلا: «هذا وإن كان صحيحاً إلا أن داعمي الاتفاقية لا يعتقدون أن إيران ستعود لبرامجها النووية بشكل يؤدي بها إلى الشجب الدولي والعقوبات وربما غارات أمريكية وإسرائيلية. ولكنها ستعيد عمل أجهزة الطرد المركزي والعودة للتخصيب إلى مستوى 20% واستئناف الأبحاث في مجال الذرة. وسيحدث كل هذا في غياب كاميرات مركزة على مدار الساعة وسبعة أيام في الأسبوع والمفتشين الدوليين».

وتوقع «غوردون» أن «تقوم إيران بتوسيع برنامجها النووي بطريقة تدريجية كما فعلت من عام 2003 إلى عام 2014 حيث أصبح لديها أكثر من 20 ألف جهاز للطرد المركزي».

وقال إن «هناك عددا من السيناريوهات التي تناقش في واشنطن مثل رفض ترامب التوقيع على الاتفاقية وفي الوقت نفسه التسامح مع الدول الموقعة عليه أو إعفاء الشركات في الدول الأوروبية التي عبرت عن استعداد للتفاوض بشأن اتفاقية جديدة».

وتابع: «ومع أن كل شيء ممكن لكن لا أحد يعرف كيف ستسير الأمور. ومهما كانت الترتيبات فإن قلة من الدول الأوروبية ستقرر الاستثمار في إيران أو شراء نفطها خاصة أن القانون الأمريكي يطلب منها الحصول على إذن».

وحذر «غوردون» من «مخاطر تجاهل دول مثل الهند والصين وبعض الدول الأوروبية ومواصلة شراء النفط الإيراني بشكل يطرح تحديات على أمريكا لفرض شروطه ويدعو إلى مواجهة في وقت تلوح في الأفق حربا تجارية».

خيار آخر

ورأى أن «هناك خيارا لمنع إيران من مواصلة برامجها النووية حالة خرجت أمريكا منه، وهو التهديد باستخدام القوة، وهو ما يدعو إليه بشكل واضح بولتون».

وتساءل عن رد الفعل حال قررت إيران استئناف نشاطاتها أو طردت المفتشين الدوليين قائلا: «هل سيكون هذا كافياً لاستخدام القوة، وماذا سيكون الرد لو أعادت تفعيل 5 آلاف من أجهزة الطرد المركزي أو عادت لتخصيب اليورانيوم لمستوى 20%».

وقال«غوردون»: «نحن بحاجة لأجوبة واضحة عن هذه الأسئلة على المستوى الداخلي وإيصالها إلى إيران، ونريد أن نكون مستعدين للضغط على الزناد حال تم اجتياز خط أحمر».

وأفاد بأن «بولتون» وعددا من الإسرائيليين الذين تحدث إليهم «صادقون في قبول التداعيات المحتملة للسياسات التي يدعمونها»، معتبرا أنه «من المثير رؤية لو غير بولتون رأيه وهو يجلس إلى جانب الرئيس في غرفة الأزمة مقارنة مع وضعه السابق كمحلل في مركز بحث أو معلق في فوكس نيوز».

وأردف: «سيكون مثيرا رؤية الرئيس الذي يشكو من خسارة الدم والمال في حروب الشرق الأوسط، مستعدا للمخاطرة في مواجهة مع إيران قد تؤدي إلى قتل الأمريكيين في العراق وسوريا وهجمات لحزب الله على (إسرائيل)».

وتحدث «غوردون» عن تغيير النظام الذي يدعو إليه الصقور، قائلا: «النظام الحالي عدو لأمريكا وتهديد على المنطقة ومنتهك لحقوق الإنسان، ولكن كيف ستغير أمريكا النظام؟ فهل سيقود تغيير النظام لرغبة في التخلي عن الجهود النووية أم أنه سيقود مثل حالات أخرى إلى فوضى في المنطقة».

وعبر عن أمله في أن «يقوم الإيرانيون يوما بالتخلص من نظامهم»، مشيرا في الوقت ذاته إلى خشيته من آثار التدخل الأمريكي السلبية.

واعتبر «غوردون» أن «الاتفاق النووي مع إيران ليس مثالياً ولكننا نعيش في عالم فوضوي. ففي بداية عهد جورج دبليو بوش عارض بولتون عقد تسوية مع كوريا الشمالية، وبعد 15 عاما يملك كيم جونغ أون برنامجا نوويا كبيرا وصواريخ بعيدة المدى. ويتفاوض مع ترامب من موقع قوة، فهل سنكرر المسرحية نفسها مع إيران».

المصدر | الخليج الجديد + أتلانتك

  كلمات مفتاحية

الاتفاق النووي نزاع فوضوي استقرار المنطقة النظام الإيراني ترامب