استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

وإنها.. لدولة حتى النصر!!

السبت 5 مايو 2018 11:05 ص

مرة أخرى يخطب الرئيس الفلسطيني، وطويلاً كما كل مرة. يقرأ من نص، ثم يخرج عليه في بعض الأحيان بكلام عامي، ثم يكون التصفيق من قبل الحضور.

خطب من جديد، لكنه لم يأتِ بجديد، اللهم سوى ما يتعلق بتفاصيل عقد المجلس الوطني، وحصوله على النصاب (498 عضواً) كما قال، وليس (497)، من دون أن يقول لنا من جاؤوا، وكيف تم تجميعهم، بينما يعلم الجميع أن المئات من أعضاء المجلس الذي انعقد آخر مرة قبل 22 عاماً، بين موتى وعجزة؟!

سخر ممن طالبوا بعقده خارج الوطن الفلسطيني، وتغنى بالحرية في الوطن، من دون أن يقول لنا كيف لمجلس يريد أن يقاوم الاحتلال أن يُعقد تحت رعايته، وبتأشيرات منه لأكثر الحضور؟!

في هذا السياق، وفي السياق المتعلق بالمصالحة لم يأتِ الرئيس بجديد، فهو أكد على النهج ذاته الذي سار عليه من العام 2004، إذ يتعامل مع الوضع هنا كأنه دولة كاملة المواصفات، وليس لها سوى نزاع حدودي مع جارتها.

وهو نزاع يمكن حله من خلال الأروقة الدولية، وإذا تم تجاوز الأمر، فمن خلال «المقاومة الشعبية»، من دون أن يقول لنا أين هي تلك المقاومة الشعبية التي ستفرض التراجع على الغزاة؟!

تحدث عن المصالحة، وهنا كرر ما سبق أن قاله، ربما بلهجة أكثر وضوحاً، نريد المسؤولية عن كل شيء. سخر من قول: «لكم ما فوق الأرض ولنا ما تحتها»، وقال إنه لا يوجد دولة تقبل بسلطتين، وبميليشيات. وهنا أيضاً كشف طبيعة التفكير حيال الوضع، فهنا برأيه دولة كاملة الأوصاف، وليست شعباً يخوص نضالاً من أجل التحرر من الاحتلال.

شبّه الحديث عما فوق الأرض وتحتها، والمقصود الأنفاق وسلاح المقاومة، بحديث الصهاينة عما فوق الأقصى وتحته في مفاوضات ديفيد، صيف العام 2000، ولك أن تتخيل أي وجه للشبه بين القضيتين!!

إنه يريد نقل تجربة الدولة الواحدة والسلاح الواحد التي اخترعها الجنرال الأميركي دايتون في الضفة إلى قطاع غزة، وليكون التعاون الأمني مع الاحتلال «مقدساً» أيضاً!!

تحدث عن المفاوضات، ورفض صفقة القرن، وهنا لا جديد أيضاً، فالرفض موقف لا يتبعه شيء، اللهم سوى التعويل على الوضع الدولي الذي جرّبه الفلسطينيون عقوداً دون جدوى.

ولكي يثبت بطولية الموقف، كان لا بأس أن يتزلف للنظام في مصر، ويكذب على معتقل (مرسي) لا يمكنه الرد، بالقول إنه وافق على مشروع دولة للفلسطينيين في سيناء، مع أنه لم يحكم عملياً.

(من لا تستمع له المؤسسة العسكرية والأمنية ليس حاكماً، فكيف حين تتآمر عليه؟!). وعموماً، قصة الدولة المؤقتة هي كذبة أدمنها عباس في سياق تصفية الحساب مع حماس.

إنه تيه الدولة التي تسبق التحرير، والذي ضيّع القضية، وما زال يضيعها، بوضع العربة أمام الحصان، والمصيبة أنه تيه تحرسه القبيلة الحزبية، وهي القبيلة ذاتها التي رفضته ونددت به، حين كان عرفات هنا، وكان الآخرون يُدعمون من قِبل مَن يحاصرونه.

تستمع إلى الخطاب الطويل، وينتهي الخطاب الطويل، ولا يجد الفلسطيني أي جديد في الاستراتيجية والنهج، فهو ذاته منذ 2004، وتجريب المجرّب هو العنوان، بينما يتصاعد الاستيطان والتهويد، ويتم الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للكيان للصهيوني.

ثم يُراد للشعب أن يصفق لنقل هذه التجربة الكارثية إلى قطاع غزة، وليكون بوسع الغزاة أن يستمتعوا بـ«الاحتلال الفاخر» الذي توفره لهم «الدولة المجاورة»، مع حق قادتها في التغني بالثوابت، وهي للتذكير ثوابت ما بعد إنشاء منظمة التحرير التي يتم الاحتفال بعقد مجلسها الوطني.

فقد تأسست لتحرير المحتل عام 48، بينما لا يجري الحديث إلا عن المحتل عام 67 فقط، بينما تقول لنا وثائق التفاوض مع أولمرت إن تنازلات كبيرة قد عُرضت عليه من المحتل، لكنه رفضها أيضاً!!

والخلاصة أن الشعار الجديد هو: «وإنها لدولة حتى النصر»، بدل «وإنها لثورة حتى النصر»!!

* ياسر الزعاترة كاتب صحفي أردني/ فلسطيني

المصدر | العرب القطرية

  كلمات مفتاحية

منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس