ماذا قالت الكنيسة «الكاثوليكية» بمصر عن بناء الكنائس في السعودية؟

الأحد 6 مايو 2018 12:05 م

زاد بيان صادر عن الكنيسة الكاثوليكية في مصر، الغموض حول ما كشفته صحيفة «إيجيبت إندبندنت» المصرية (خاصة)، من أن الحكومة السعودية وافقت على بناء كنائس داخل المملكة، بموجب اتفاق تم إبرامه مع الفاتيكان مؤخرا.

ورفض البيان الموقع من المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية المصرية الأب «هاني باخوم»، تأكيد أو نفي  اتفاق وفد الفاتيكان مع السعودية، برئاسة رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان الكاردينال «جان لويس توران»، الشهر الماضي، ولقاءه العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي «محمد بن عبدالكريم العيسى».

وقال «باخوم» في بيان، اطلع عليه «الخليج الجديد»، إن الزيارة التاريخية تضمنت توقيع اتفاقية مشتركة على إنشاء لجنة تنسيقيّة تلتقي سنويا للتحضير للاجتماعات وتضم شخصين من كل طرف، ويكون مقر اجتماعاتها بالتناوب بين روما ومدينة تختارها رابطة العالم الإسلامي.

وأضاف: «الصحافة الرسمية للفاتيكان الأوسيرفاتورى الروماني، قد سلطت الضوء على أهم المحطات التي تخللت الزيارة، وقالت إن برنامج الكاردينال توران كان مفعما باللقاءات والاجتماعات والمواعيد الهامة، وتمحورت حول موضوع الحوار ما بين الأديان والثقافات، مع التطرق إلى الدور الواجب أن يلعبه المؤمنون من أجل نبذ العنف والتطرف والإرهاب، والتوصل إلى الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم كله».

وتابع: «قامت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بتغطية هذه الزيارة مسلطة الضوء أيضا على الهدف المتمثل في تعزيز الاستقرار في المنطقة».

ولفت إلى أن الصحيفة الفاتيكانية، اعتبرت أن هذا الحدث يشكل خطوة كبيرة إلى الأمام في درب الحوار بين المسلمين والكاثوليك، لاسيما إذا ما أُخذت في عين الاعتبار المكانة الهامة للمملكة العربية السعودية حيث يوجد الحرمان الشريفان، والمستوى الرفيع للشخصيات التي التقى بها الكاردينال «توران».

وشدد «باخوم»، على أن «البيان الصادر لم يتحدث عن المواضيع التي تم النقاش فيها أو عن بناء كنائس بالمملكة من عدمه».

وختم البيان بالقول: «هذا التوضيح لا يؤكد ولا ينفي موضوع بناء الكنائس، فقط يؤكد أن الأمر لم يتم الإعلان بخصوصه أي شي من الصحف الرسمية للفاتيكان».

وأمس، كشفت صحيفة «إيجيبت إندبندنت» المصرية (خاصة)، أن الحكومة السعودية وافقت على بناء كنائس داخل المملكة بموجب اتفاق تم إبرامه مع الفاتيكان مؤخرا.

ونقلت الصحيفة عن ما أسمتها بـ«مصادر بابوية» إن الاتفاق تم إبرامه بين «توران» و«العيسى».

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، التقى رئيس الكنيسة المارونية اللبنانية «بشارة الراعي»، الملك «سلمان»، وولي العهد «محمد بن سلمان» في زيارة، اعتبرت تاريخية.

وخلال زيارته إلى الولايات المتحدة مؤخرا، التقى «بن سلمان» مجموعة من القادة اليهود والمسيحيين الكاثوليك في نيويورك، ووصفت وسائل إعلام هذا اللقاء بأنه «حوار نادر بين الأديان».

وفي أبريل/نيسان 2017، كشف القس الأمريكي «براندن» أنه قدم أوراق تأسيس أول كنيسة في السعودية رسميا، وأنه تم قبولها.

لكن الإعلام السعودي، بعدها، تفاعل مع الأمر بسخرية، معتبرا أن الحديث عن «كنيسة الأمل» في الرياض لم يكن سوى «كذبة أبريل»، وسط تشكيك في هذا التوجه.

ولا يوجد في السعودية -التي تعد قبلة المسلمين باحتوائها على الكعبة المشرفة في مدينة مكة المكرمة- أي كنائس أو دور عبادة لغير المسلمين؛ إذ تحظر المملكة بناءها استنادا لآراء وفتاوى رجال الدين ذوي النفوذ بالبلاد.

ويستشهد مؤيدو هذا التوجه بأحاديث منسوبة إلى النبي «محمد صلى الله عليه وسلم»، تتحدث عن وجوب أن تكون «جزيرة العرب» مقرا للدين الإسلامي فقط.

لكن السعودية -التي يوجد بها قواعد أمريكية- تسمح للجنود الأمريكيين بأداء طقوسهم وصلواتهم داخل تلك القواعد، وتحدثت تقارير صحفية سابقة عن وجود كنائس مشيدة بالفعل داخل تلك القواعد الموجودة في مدينة الظهران (شرقي المملكة) وغيرها.

ويوجد في السعودية من يؤيد بناء الكنائس بالفعل ودور عبادة أخرى؛ إذ يقولون إن حظرها يستند لتفسيرات غير منطقية لرجال الدين، مستشهدين بوجود كنائس قديمة يعود بناؤها لقرون، إضافة لكنائس تم بناؤها حديثا في عدة بلدان إسلامية، وبينها الكويت المجاورة.

لكن دولة الفاتيكان -التي أبرمت الاتفاقية مع السعودية- لا تسمح ببناء المساجد داخلها باعتبارها رمزا عالميا للمسيحية الكاثوليكية، حسب «ديلي ميل».

  كلمات مفتاحية

الفاتيكان كنائس السعودية الكنيسة الكاثوليكية مصر هاني باخوم الحوار بين الأديان