استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

انتخابات العراق: إذا أمطرت في طهران!

الأحد 6 مايو 2018 04:05 ص

تقول الأرقام إنّ عدد الأحزاب والكتل والائتلافات واللوائح، المرخّص لها للاشتراك بصفاتها هذه في الانتخابات التشريعية العراقية المقبلة، يكاد أن يعادل عدد المقاعد في البرلمان العتيد: 320 تجمعاً، مقابل 329 مقعداً.

وطيس المعركة يضمّ أكثر من سبعة آلاف مرشح، بينهم عدد من الظرفاء الذين رفعوا ما هبّ ودبّ من شعارات (الدفاع عن شرب العرق، مثلاً!)؛ فإنّ الخلاصة تنتهي إلى الاستقطابات، ذاتها تقريباً، التي حكمت انتخابات 2010 و2014، وإلى إعادة تمكين مراكز القوى القديمة التي لا تكترث حتى بتجديد دمائها، بل تكتفي بإعادة تدوير قياداتها وعناصرها.

في الصفّ الشيعي ثمة حيدر العبادي، نوري المالكي، هادي العامري، مقتدى الصدر، عمار الحكيم؛ وأما المنظمات فللمرء ان يحدّث، ولا حرج، حول مسمياتها المذهبية: «عصائب الحق»، «كتائب حزب الله»، «كتائب الإمام علي».

«الحشد الشعبي» هو الشبح الذي يهيمن على السجال الشيعي ـ الشيعي، وشخص قائد «فيلق بدر» هادي العامري يشكل بديلاً كابوسياً لأمثال العبادي والمالكي في موقع رئاسة الحكومة.

وأمّا المرجعية الشيعية فإنها لا تقول كلاماً واضحاً حول زيد أو عمرو من دهاقنة المجلس والحكومة، بل تطلق معياراً غائماً حول عدم تجريب المجرّب، فتضع الناخب الشيعي الحائر في مزيد من حيص بيص الماضي القريب!

في الصفّ السنّي ليست الحال أفضل، غنيّ عن القول، تحت وطأة التشرذم بين بقايا كتلة «متحدون»، وتحالفات إياد علاوي وسليم الجبوري وصالح المطلك؛ إذا وضع المرء جانباً هذه الصحوة العجيبة على الهويات المناطقية، كما في «صلاح الدين هويتي» و»الأنبار هويتي».

على الجبهة الكردية، ليس التشرذم أقلّ حدّة بين الحزبين التقليديين، «الديمقراطي» و«الاتحاد الوطني»، وكتلة برهم صالح الجديدة؛ ضمن انقسامات أخرى باطنية، سواء حول ما انتهت إليه الأمور في كركوك، أو الموقف من قيادة قنديل والساحة الكردية في سوريا، أو حتى العلاقة مع تركيا.

حكاية الفساد والفاسدين حاضرة بقوّة في مناخات الانتخاب وشعارات الحملات، وكذلك في ركائز تشكيل الكتل والائتلافات؛ لكنّ الشعار الشهير «باﮔونا (سرقونا) الحرامية» لا يلوح أنه معادلة كبرى فاعلة، على غرار الفتاوى والانحيازات المذهبية والمناطقية؛ لسبب جوهري أوّل هو أنّ الحرامي لم يعد مضطراً إلى السرقة عبر المخاتلة والأبواب المواربة.

بل صارت سلطاته وصلاحياتها ذاتها هي الباب المفتوح المشرع على الفساد والنهب. هذا بافتراض أنّ ما يحذّر منه العلاوي، وآخرون من مرشحي السنّة تحديداً، حول احتمالات التزوير؛ لن يكون المكمّل الطبيعي لداء الفساد.

وفي أزمنة سالفة، لكنها غير بعيدة، كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد وضعت ثقلها خلف حكومة المالكي، من باب الحفاظ على «استقرار الأمر الواقع»؛ قبل أن يباغتها ذوبان جيش المالكي العرمرم أمام زحف مئات من مقاتلي «داعش» في الموصل.

واليوم لا يلوح أنّ إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب تنوي طيّ المعادلة، مع استبدال المالكي بالعبادي، متكئة هذه المرّة على تتويج الأخير بوسام دحر «داعش».

ولعلّ المستقبل القريب سوف يتكشف عن خطل هذه المراهنة، ليس لأيّ سبب عراقي داخلي، بل ببساطة لأنّ مناورة إيران التي دعمت المالكي ذات يوم، يمكن أن ينتقل ثقلها إلى دعم العامري هذه المرّة، وتثبيت «الحشد الشعبي» كجيش داخل الجيش (120 ألف مقاتل)، ضباطاً وصفّ ضباط وجنوداً.

وفي أزمنة سالفة أيضاً، ولكن بصدد تبعية الأحزاب الشيوعية العربية التقليدية، خاصة خلال عقود الستالينية وعبادة الفرد، شاع التعبير الطريف والصائب في آن: إذا أمطرت في موسكو، حمل الرفاق العرب المظلات هنا وهناك على امتداد العالم العربي، في عزّ القيظ.

وإذْ ينطلق المرء من تفصيل أوّل بسيط، يفيد بأنّ بعض ملصقات الحملات الانتخابية للقوى الشيعية تُعلّق أيضاً في المدن الإيرانية، فإنّ طهران ليست لاعباً داخلياً حاسماً في هذه الانتخابات، فحسب؛ بل هي اللاعب الأوّل، وربما الثاني والثالث أيضاً!

* صبحي حديدي كاتب سوري.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الانتخابات العراقية مجلس النواب العراقي إيران السجال الشيعي