التغيير والشباب وراء خسارة الإخوان في نقابة «المهندسين الأردنيين»

الاثنين 7 مايو 2018 06:05 ص

لعبت الرغبة في التغيير، عبر تيار المهندسين الشباب الذي يضم نحو 3 آلاف مهندس، دورا حاسما في الإطاحة بهيئة نقابة المهندسين الأردنيين، المنتمية لجماعة الإخوان.

وظلت نقابة المهندسين -أهم مؤسسة نقابية مسيسة في البلاد- نحو 26 عاما على الأقل من معاقل الحركة الإسلامية، تحسم فيها الانتخابات لسنوات عدة لصالح قائمة يتحالف فيها الإسلاميون مع بعض المستقلين.

وحصلت «قائمة نمو» (تضم يساريين وليبراليين) على 6 مقاعد؛ من بينها النقيب ونائبه، مقابل حصول «قائمة إنجاز» (الممثلة للإخوان) على 4 مقاعد فقط، بعد إعلان نتيجة الانتخابات الداخلية للنقابة، الجمعة الماضي، الأمر الذي يعني أن إدارة مجلس النقابة، ستؤول إلى «قائمة نمو».

وفاز «أحمد سمارة الزعبي»، بمنصب نقيب المهندسين الأردنيين، عن «قائمة نمو»، بمجموع 7574 صوتا، على حساب منافسه «عبدالله خالد عبيدات»، والذي حصل على 6403 أصوات.

ووفق خبراء، لم يكن التصويت الجمعة الماضي، نكاية بالإسلاميين بقدر ما كان رغبة في إحداث تغيير، خصوصاً، وأن عدة أجنحة عميقة في النقابة الأردنية الأم احتفظت بملاحظات نقدية حادة على أداء التيار الإسلامي.

وفي وقت سابق، طرح نقيب المهندسين الأسبق والمعارض البارز «ليث شبيلات» سؤالا علنيا عن موقف التيار الإسلامي الذي يخاصمه منذ سنوات مما يتردد حول فساد في إدارة النقابة.

ويرى النقابي الشاب «قصي عزيز»، أن التصويت كان على أمل العودة لانحيازات المهنة وخدمة الأعضاء وليس إيماناً باليسار والقوميين ولا تنديداً بالإسلاميين.

واعتبر البرلماني المخضرم «خليل عطية»، في تصريحات لـ«القدس العربي»، أن التغيير أمرا محمودا في نقابة المهندسين.

وحقق «الزعبي» قدرة كبيرة على إدارة التنافس في السياق المهني وبلغة راقية دون تسجيل أي ملاحظات سلبية ضد خطابه أو خطاب «قائمة نمو» التي يمثلها.

وخاض «عبيدات» ورفاقه في قائمة «إنجاز» المحسوبة على الحركة الإخوانية في توقيت حساس داخل التيار الإسلامي حيث ظهرت بعض ملامح الخلاف والتباين، وحيث خسر الجناح الذي يمثله الشيخ «زكي بني أرشيد» للتو معركة انتخابات الأمانة العامة في حزب جبهة العمل الإسلامي لصالح الشيخ «محمد الزيود».

وأثار عضو البرلمان والقيادي البارز في جناح صقور الإخوان الشيخ «سعود أبو محفوظ»، ضجة عاصفة عندما حاول تبرير الهزيمة الانتخابية بالإشارة إلى احتشاد جبهات متعددة تمثل من وصفهم بالقوميين واليساريين والماسون والليبراليين والمثليين.

ورد عليه وزير البرلمان السابق والخصم الأعند للإخوان «بسام حدادين»، بتعبيرات كراهية بالمقابل تطالب باجتثاث الإخوان المسلمين من جذورهم وتتهمهم بـ«الإرهاب».

وفي أول خطاب بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات، قال «الزعبي»، إن قائمته «طرحت مشروعاً وطنياً، واستقت منه برنامجها النقابي المهني، بعد أن تحسّست نبض الشارع، وتنقلت بين المدن والقرى والبوادي والمخيمات»، معلناً نفسه «نقيباً للمهندسين جميعاً».

وأكد «الزعبي» التزام قائمته بالبرنامج الانتخابي الذي تقدّمت به، مؤكدا أن «المرحلة القادمة ستكون مرحلة تشاركية مع الزملاء الذين يمثلون القائمة المنافسة»، متعهدا بأن «يكون الطرفان فريقاً واحداً يتعاون مع جميع الكوادر العاملة في النقابة للبدء بتنفيذ البرنامج».

وبلغ عدد المهندسين المقترعين في انتخابات نقابة المهندسين الأردنيين، بمراحلها الثلاث، 34123 مهندساً ومهندسة، إذ بلغ عدد المقترعين في انتخابات فروع النقابة 6033 مهندساً ومهندسة، بينما بلغ عدد المقترعين في انتخابات الشعب الهندسية 13131 مهندساً ومهندسة، وفي انتخابات مجلس النقابة 14959 مهندساً ومهندسة.

  كلمات مفتاحية

الأردن إخوان الأردن المهندسين الأردنيين أحمد سمارة الزعبي عبد الله خالد عبيدات