الحكومة اليمنية تكشف تفاصيل سيطرة الإمارات على «سقطرى»

الاثنين 7 مايو 2018 06:05 ص

كشف مجلس الوزراء اليمني تفاصيل عملية سيطرة القوات الإماراتية على جزيرة سقطرى، والتصعيد العسكري الذي تقوم به هناك والذي يعد انتهاكا للسيادة اليمنية، في حين فشلت وساطة سعودية لتهدئة الوضع ونزع فتيل الأزمة.

وقال مجلس الوزراء اليمني في بيان له: «فاجأتنا الأحداث بما لم نتوقعه، وصلت الحكومة إلى سقطرى في زيارة رسمية تستغرق أيام، وقد استقبل أهالي محافظة أرخبيل سقطرى رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له استقبالا حارا عكس دفئ المشاعر الأخوية الصادقة بين اليمنيين وخاصة في الأزمات».

وأضاف أنه «في اليوم الثاني قام رئيس الوزراء والوفد المرافق له بوضع حجر أساس لعدد من المشاريع التنموية وافتتاح عدد آخر، وزار عددا من المرافق الخدمية الحكومية، والتقى بممثلي المجالس المحلية، الذين أكدوا دعمهم للرئيس (عبدربه منصور هادي) ولمشروعه الاتحادي».

وذكر أنه «في اليوم الثالث لزيارة الوفد للجزيرة وصلت أول طائرة عسكرية إماراتية تحمل عربتين مدرعة وأكثر من خمسين جنديا إماراتيا، تلتها على الفور طائرتين أخرى تحمل دبابات ومدرعتين وجنود، وهو ما قد غدا معروفا لدى أبناء اليمن، والمتابعين في الخارج، وذلك أمرا أثار جملة من الأسئلة، وترك حالة من القلق في الجزيرة».

وأوضح بيان رئاسة الحكومة «كان أول ما قامت به القوة الإماراتية السيطرة على منافذ المطار وإبلاغ جنود الحماية في المطار والأمن القومي والسياسي وموظفي الجمارك والضرائب، بانتهاء مهمتهم حتى إشعار آخر، وقاموا بذات الشئ بعد ذلك في ميناء سقطرى الوحيد».

وقال: «لقد رأت الحكومة في هذا الإجراء العسكري أمرا غير مبرر فالأشقاء في الإمارات يتواجدون في الجزيرة بصفتهم المدنية من ثلاث سنوات، ولم يطرأ جديد في وضع الجزيرة السياسي والعسكري الذي يستوجب السيطرة على المطار والميناء».

وكشف بيان الحكومة اليمنية أن «الحالة في جزيرة سقطرى اليوم بعد السيطرة (الإماراتية) على المطار والميناء هي في الواقع انعكاس لحالة الخلاف بين الشرعية والأشقاء في الإمارات، وجوهرها الخلاف حول السيادة الوطنية ومن يحق له ممارستها، وغياب مستوى متين من التنسيق المشترك الذي بدأ مفقودا في الفترة الأخيرة».

وأشار إلى  أن الحكومة اليمنية استقبلت «وفدا عسكريا رفيعا من المملكة العربية السعودية وصل ظهر الجمعة للاطلاع عن كثب عما يجري في الجزيرة.

ودعا رئيس الوزراء اليمني «أحمد عبيد بن دغر» السعودية والإمارات إلى «دراسة ما حدث ويحدث في سقطرى، باعتباره انعكاسا، لخلل شاب العلاقة بين الحكومة الشرعية والأشقاء في الإمارات، وأن تصحيح هذا الوضع هي مسؤولية الجميع».

وحذّر من مغبة استمرار الامارات في خلق بؤر توتر في المحافظات المحررة من الانقلابيين «الحوثيين»، وقال ان «استمرار الخلاف (مع الإمارات) وامتداده على كل المحافظات المحررة وصولا إلى سقطرى أمر ضرره واضح لكل ذي بصيرة، وهو أمر لم يعد بالإمكان إخفاؤه وأن آثاره قد أمتدت إلى كل المؤسسات العسكرية والمدنية وانتقل أثره سلبيا على الشارع اليمني».

وأشار البيان إلى أن رئيس الوزراء اليمني أبلغ الوفد السعودي وممثل الإمارات أن الحكومة اليمنية، حريصة كل الحرص على الحفاظ على علاقات أخوية متينة وقوية تعزز التحالف العربي، وتضفي قدرا من الثبات والاستمرارية والتعاون بين الحكومة، ممثلة بالرئيس «عبدربه منصور هادي» والقيادة والشعب في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة والحليفة في مواجهة الانقلاب الحوثي والاطماع الإيرانية في المنطقة.

إلى ذلك، أدانت الأمانة العامة للجنة الوطنية اليمنيّة للتربية والثقافة والعلوم قيام دولة الامارات بإقحام جزيرة سقطرى اليمنيّة في أعمال عسكرية من خلال إنزال قواتها الأجنبية هناك.

وقالت اللجنة، في بيان تلقت «القدس العربي» نسخة منه، إن هذا العمل «مدان ومستهجن ويهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في الجزيرة التي هي ضمن المحميات الطبيعية في قائمة التراث العالمي الطبيعي، والتي بقيت آمنه ومستقرة وبعيد عن كل الصراعات طوال الفترة الماضية».

واعتبرت اللجنة «هذا العمل استكمالا لحلقة التدمير الممنهج الذي تقوم به دولة الإمارات في الجزيرة».

وناشدت الأمانة العامة للجنة الوطنية اليمنيّة لليونسكو، «منظمة الأمم المتحدة والمنظمة الدولية لليونسكو بالتدخل العاجل لإخلاء الجزيرة من القوات الإماراتية الأجنبية وعدم تحويل الجزيرة لثكنات عسكرية أجنبية كون القوات المسلحة اليمنيّة تقوم بحماية الجزيرة على أكمل وجه منذ عشرات السنين».

واعتبرت اللجنة «تواجد القوات الأجنبية في الجزيرة تعديا وانتهاكا للسيادة الوطنية وقوات احتلال تسعى إلى نهب واستغلال الثروات الطبيعية والتاريخية في جزيرة سقطرى».

وتمتلك سقطرى، التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في يناير/كانون الثاني الماضي، ضمن قائمة المواقع البحرية العالمية ذات الأهمية البيولوجية والتنوع النادر، شريطا ساحليا يبلغ طوله 300 كلم.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2013، أعلن الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، جزيرة سقطرى، المكونة من أربع جزر رئيسة، محافظة مستقلة وعاصمتها مدينة حديبو، بعد أن كانت تتبع إداريا محافظة حضرموت شرقي اليمن.

ومنذ الخميس الماضي، تصاعدت وتيرة الخلاف بين الحكومة وأبوظبي بعدما سيطرت قوات إماراتية على المرافق الحيوية بالجزيرة ومنعت «بن دغر» من مغادرتها؛ ما دفع الرياض للتدخل لإنهاء الخلاف.

  كلمات مفتاحية

الإمارات اليمن جزيرة سقطرى حكومة أحمد بن دغر مجلس الوزراء اليمني

نجل آخر سلاطين سقطرى يطالب الإمارات بالانسحاب من الجزيرة