بعد أزماتها مع عمان.. الإمارات تحتل سقطرى في «ويكيبيديا»

الاثنين 7 مايو 2018 12:05 م

«هوس البحث عّن الهوية ما زال يؤرق دولة الإمارات».. تغريدة نشرها الإعلامي العماني «عادل الكسباني»، الشهر الماضي، منتقدا مزاعم نشرها الإعلام الإماراتي بتزوير تاريخ فترة طرد الاحتلال البرتغالي من الخليج.

قبل أن يكتشف وغيره من الناشطين، تغييرا في موسوعة «ويكيبيديا» العالمية، الأحد، لتصبح «سقطرى» الجزيرة اليمنية التاريخ، التي تنازعها الصومال فيها، جزيرة إماراتية بحكم الأمر الواقع والسيطرة.

التغيير الذي شهدته صفحتي «سقطرى» باللغتين العربية والإنجليزية، على «ويكيبيديا»، اعتبره ناشطون تشويها إماراتيا للتاريخ، كما سعت من قبل في تشويه التاريخ والادعاء أن حضارات عمان تعود لها.

و«سقطرى» هي أرخبيل متكون من أربع جزر رئيسية تقع بالمحيط الهندي، ويحتوي الأرخبيل على محميات طبيعية وأشجار نادرة في العالم.

ويقع الأرخبيل على مفترق طرق من الممرات المائية البحرية الاستراتيجية فهو ممر رئيسي يربط بين الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، كما أنه طريق العبور الرئيسي لناقلات النفط نحو آسيا.

فوجئ رواد الإنترنت، الأحد، بتغيير في محتوى الصفحة العربية لـ«سقطرى»، جعلت الجزيرة تحت سيطرة الإمارات بـ«حكم الأمر الواقع»، مستندة إلى نشر الإمارات قواتها في الجزيرة تحت غطاء التدخل العسكري في اليمن، والاستيلاء على منشآت رئيسية مثل المطار وطرد الجنود اليمنيين، ورفع علم الإمارات وصور ولي عهدها «محمد بن زايد آل نهيان» في المباني الرسمية والشوارع الرئيسية.

وقالت الصحفة، إن الجزيرة تقع بالقرب من طرق الشحن الرئيسية التي تهتم الإمارات بالسيطرة عليها وحمايتها باعتبارها العمود الفقري لاقتصادها.

أما في الصفحة الإنجليزية، فزعمت التعديلات، التي أجريت أمس، أنها تحت الإدارة (الإماراتية - اليمنية) لأنها تم تأجيرها لمدة 99 سنة من الحكومة الإماراتية.

الغريب أن صحيفة «الأهرام» المصرية، في عددها يوم 16 أبريل/نيسان 2016، ذكرت أن «سقطرn» جزيرة يمنية، تتنازع عليها الصومال وتطالب بتدخل وتحكيم دولي لترسيم الحدود البحرية لضمها، من دون ذكر الإمارات من قريب أو بعيد.

مغردون سخروا من محاولات الإمارات تغيير التاريخ والجغرافيا، للبحث عن هوية وماض لأجدادهم، فكتب الصحفي القطري «عبدالله العذبة»، بعد نشر صورة من صفحة «ويكبيديا»: «مبروك عليك سقطرى يا محمد زايد.. أشهد أنك قوي ودعست رقبة الجنوبيين»، مضيفا بسخرية: «أكيد وصية زايد».

فيما وصف حساب بعنوان «وصفولي الصبر»، إدعاء الصفحة الإنجليزية للموسوعة العالمية بشراء الإمارات للجزيرة، أن الصفقة تمت قبل تأسيس دولة الإمارات من الأساس.

وأضاف «عصام»: «يتم تزوير حقيقة ملكية سقطرى بأموال بن زايد».

وتابع «أبو لجين»: «ويكيبيديا تقول إن الإمارات احتلت سقطرى في شهر مايو!».

وكانت الإمارات أرسلت، اليومين الماضيين، قوة عسكرية، سيطرت على أبرز المرافق السيادية في الجزيرة، كرد على زيارة رئيس الحكومة اليمنية «أحمد عبيد بن دغر» وعدد من الوزراء إليها، وبقائه فيها عدة أيام من أجل افتتاح عدد من المشاريع التنموية.

وفي وقت سابق، كشفت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، أن الحكومة اليمنية تدرس توجيه طلب إلى الأمم المتحدة لطرد الإمارات من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والذي تقوده السعودية.

ونقلت الوكالة الأمريكية عن مسؤول يمني كبير، قوله إن «تحالف اليمن الرسمي مع الإمارات قد يقترب من نهايته بعد أن نشرت أبوظبي قواتها في جزيرة يمنية دون التشاور المسبق مع الحكومة اليمنية المنفية».

وأوضح المسؤولون في مكتب الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» أن الاقتراح لم يكن موضع ترحيب من الرئيس الذي يخشى أن يزعج السعوديين.

كما كشف مصدر يمني، أن «​هادي»​ ألغى اجتماعا الأحد بمستشاريه حول «سقطرى» بطلب سعودي، موضحا أن السعودية​ وعدت الرئيس اليمني بحل مشكلة سقطرى خلال 48 ساعة.

أزمة مع عمان

وهذه ليست المرة الأولى، التي تنسب فيها الإمارات، ما لا تملكه لنفسها، ففي يناير/كانون الثاني 2018، وضعت الإمارات خريطة «مشوهة» في متحف «اللوفر» الجديد في أبوظبي، ضمت فيها محافظة «مسندم» العمانية إلى حدودها.

وفي فبراير/شباط 2018، تداول ناشطون عُمانيون، صورة قالوا إنها مأخوذة من أحد كتب المنهج الإماراتي، ادعت أن حضارة «مجان» إماراتية، وليست عُمانية.

وفي مارس/آذار 2018، تسبب الفيلم الوثائقي الذي بثته وسائل الإعلام الإماراتية بعنوان: «زايد الأول.. ذاكرة ومسيرة»، في موجة غضب عارمة على إثر تلفيقه لوقائع تاريخية مشوهة وغير حقيقية.

كما شكا القائمون من اجتزاء حديث المؤرخ العماني «محمد المقدّم»، بما يناسب الفكرة العامة التي يرغبون بالترويج لها.

ودفع تنامي الدور الإماراتي لتثبيت نفوذه في محافظة المهرة باليمن على الحدود مع سلطنة عمان؛ قلق الأخيرة من استخدام هذه المحافظة، ورقة في مواجهتها بعد هيمنة أبوظبي على الجنوب اليمني.

الصراع الإماراتي العماني برز بشكل جلي في أغسطس/آب 2017، خلال حملات التجنيس لأبناء المناطق اليمنية الحدودية، حيث بدأت الإمارات تجنيس عدد من أبناء سقطرى، فردت عمان بحملة تجنيس أخرى لأسرتي رئيس الوزراء السابق «حيدر أبوبكر العطاس»، وسلطان المهرة الشيخ «عيسى بن عفرار»، شملت نحو 69 من أبناء الأسرتين.

لكن الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، أطاح بمحافظ المهرة الشيخ «محمد كده»، الحليف الأبرز لسلطة عمان وحامل جنسيتها، وهي الإطاحة التي كشفت عن ضغوط إماراتية كبيرة مورست عبر السعودية ضد «هادي» لإقالة الرجل.

  كلمات مفتاحية

الإمارات سقطرى احتلال التحالف اليمن الأزمة اليمنية الحرب في اليمن التحالف العربي ويكيبديا

ناشطون للإمارات: سقطرى يمنية.. واحتلالكم إلى زوال

نجل آخر سلاطين سقطرى يطالب الإمارات بالانسحاب من الجزيرة